بعد عودتهمَا من المدرسة ذلك اليوم، هي بقيَت ملتصقة به طوال الوقت، وهو يمَانع؟
بالطَبع لا.
نوعًا ما هما اكتشَفا أن كليهمَا من النوع اللصيق إن تطَرق الأمر لمن يحبَانه، والعَكس تماما مع البقيَة، ولهذا لم يجدا اي مشكلة مع الاحتضَانات الطويلة وجلوسها في حجره او وضعه لرأسه في حجرها، او استلقائها فوقه وسط اليَوم.
مرًة قام بمناداتها وسط عمله، وحين لبت النداء فوجئت به يسحبها لحضنه دون أي كلمة أخرى.
" ياا اوبا، ماهذا؟"
" اششش."
بقيت ساكنه لبضع دقائق بينما هو يضع رأسه على كتفها ويحضر لدرس اليوم التالي، ثم تحدثت مجددًا:
" امم.. اوبا اسمع، ماذا ترغب ان افعله؟ هذا الصمت ليس منطقيًا."
تنهد وتحَدث بيأس:
" الا يمكنك الجلوس هكذا بصمت لعشر دقائق؟ عشر دقائق فقط! "
خلع النظارة وفرك عينيه قليلًا وأكمل:
" كنت برأس فارغ لما يقارب النصف ساعه، لم استطع التفكير جيدًا، وواصلت التردد فيما اريد شرحه، ولهذا طلبت منك المجيء، وجودك يجعلني اركز."
أما ما جرَى ذلك اليوم، فهي بعد الاستحمام والالتصاق به سألت:
" اوبا، انت تعرف والديَّ جيدًا بحلول الآن، ولكني لا أعرف اي شيء عن والديك، ألا يمكنك ان تخبرني عنهما؟ ولمَ لم تذهب لهما منذ آخر حرب؟ كيف يبدوان اصلا؟ "ضحكَ بخفة واخرج على شاشة الهاتف صورَة لوالديه، وضَعها امامها وسأل:
" همم، ما رأيك؟"
هتفَت بلا وعي:
" اييه! يبدوان غنيين!! "
انفجر ضحكًا فيما استوعبت هي ما قالته، غطت وجهها بحَرج وتذمرت:
" آسفة ولكن انت تعلم! نحن عائلة ريفية بسيطة وهذه الأمور تسترعي انتباهنَا!"
حين خفتت نوبة ضحكه سألها بلطف:
" تريدين الذهَاب أيتها الأميرة؟ "
نظرت له باستغراب، لم تفهم السؤال فأجاب عينيها:
" لرؤية امي وأبي طبعًا، إنها نهاية الأسبوع فلا مشكلة لو تأخرنا."
تلألٱت عينَاها واومأت بسعَادة، لكنها سرعان ما توقفت عن ذلك واستَدركت:

YOU ARE READING
Paradice corps.
Fanfictionبالروح وبالجراح، بالدم والدموع، سنجعل هذا البلد بلا هموم، سنحمله على كواهلنا، ولن نسمح لجدرانه بالسقوط. ولكن، ماذا حينما نمحى ونموت؟ او نبعثر الى الضياع؟ ربما نفترق وسط الطريق ونسقط، ماذا وقتها؟ ايمكننا رفع رايه الحب والطريق للجنة؟