الصمت.

54 4 31
                                    

كان الأمر غريبا بالنسبه له، كيف يمكن أن تكون هذه هي مجندته؟ ضحك بسخريه وقال لها:

"اتمزحين معي؟ لايعقل ذلك."

امالت رأسها باستفهام فأكمل:

"انت اجمل منها بكثير، وأكثر رقه ونعومة."

شخرت بعدم تصديق واعتدلت في وقفتها، تخصرت وقالت:

"إذا هل تخبرني انها بشعه؟!"

رفع ظهره ليجلس ببطء، قال بجديه بينما يراها تتحرك في أرجاء الغرفه بأريحيه:

"كلا بالطبع، هي جميله جدا، بالنسبه لي، هي أجمل فتاه في الفيلق. "

استدارت له وفتحت هاتفها لتريه مجموعه الدردشه خاصتهم، ابتسمت بانتصار واخبرته:

"شكرا لاعترافك قائد. "

اتسعت عيناه للحد الذي ظنت هي أنهما ستخرجان من محجريهما لو واصلتا الانفتاح، ولكن لحسن الحظ هما لم تفعلا، أشار لها بفم مفتوح وسأل حين استجمع قدرته على النطق بتأتأه أثناء تمرير عينيه من الأعلى للأسفل:

"ببـ.. بارك نانا؟؟ أنـ..انتِ هي؟؟! "

اومأت إيجابا فضحك بعدم تصديق، نظر للإمام واستعاد صورة قناصته الصارمة في رأسه، حركه يمنه ويسره، قال بشرود صدمته:

"لا يمكن هذا، لا استطيع التصديق، انت كانت انت حقا فلابد أن نكون أمواتا في الجنه!!"

هنا هي صفعت كتفه بقوة قد يظن احد ما انها خلعت كتفه لو رآها، لكنه حك كتفه فحسب وصاح بها:

"ياا، لماذا تضربـ.. اه، نحن لسنا في الجنة."

تنهد وبدأ ينظر لها ويقارن الوجهين، وحقا هو استطاع رؤيه التطابق، ذات لون العين الغريب، ذات الحاجبين، ذات الابتسامه، سألها بهدوء هذه المرة:

"هل تضعين مساحيق التجميل حتى أثناء الحرب؟!"

نظرت له باستهجان ونفت بشده مع ذراعين متقاطعتين، جلست بجانبه وقالت بنبره لينه:

"قائد، انا لا احب مساحيق التجميل، انا مختلفة أعلم، ولكنني هناك، اكون مقاتله صارمة بملابس رسميه ودرع ثقيل ووجه شاحب، اما هنا، فهو منزلي، هنا حيث اكون على طبيعتي، وجه منتعش، بيجاما وشخصيه لطيفه لا تظهر وقت الحرب."

استند على ظهر السرير واومأ بتفهم، فكر في الكثير من الأمور، حتى قاطعته وهي تمد له هاتفه:

" التقطته لأجلك، قمت بشحنه أيضا، بعض الخدوش ليست سيئة. "

أنهت حديثها بابتسامه وهمت بالذهاب، لكنه استوقفها بسؤال مانفك يفكر به:

"كيف عشت؟! "

استدارت وتنهدت بابتسامه:

"بعد ساعه ونصف، أتت امي من المدينه، حامله حزمة من البصل الأخضر وأوراق شاي الرمان، تعاونا على حملك للداخل، وأجرت لك عمليه إخراج الرصاصه على طاوله المطبخ، لاتقلق، امي كانت طبيبة، غسلنا جسدك بمنشفه وشعرك بالماء الدافئ، البسناك ثياب والدي، عالجنا باقي الجروح، وحقنه مضاد حيوي اخيرا، وهذا ماحدث. "

ابتسم لها، هي حقا لم تفقد الأمل، وهذا هو سبب بقائه حيا، هذا اليوم، قائد الفيلق التاسع والسبعين، شوهد مبتسما لأول مرة، وهو علم أن قناصته جميله جدا لأول مرة.

___________________________

ايوة ياحلوين؟

سمعوني تصفيق؟

أطول بارت لحد الان بالروايه.

Paradice corps.Where stories live. Discover now