زائر غَير متوقع.

48 2 19
                                    

استَيقظت منتصف الليل وهي تصرخ بشدَة، تخدش وجهها وتشد شعرها، العرق يغمرها، تركل الاغطيَة وتعتفر بقوة، حنجرتهَا تصل لآخر حدودها:

" كلا!! توقف!! لا تأخذه هو ايضا!! لا تأخذه!! خذني بدلا منه!! انا سأذهب!! انا!! خذني انا!!"

فُتح البَاب واندفع اثنان نحوها بقلق عارِم، لكن قبل ان يفعلا اي شيء صاحت والدتهَا بحزم:

" لا تلمسها!"

تراجع بينما يسمع صراخها الذي يؤذي قلبه ويمزقه، نظر لأمها سائلا بعينيه وتعابيره فأكملت:

" مازالت تحلم، اضطراب النوم.. ان لمستها سيزداد الامر سوءا، لا تحدثها، حاليا في حلمها تتعرض للهجوم، او لشيء سيء، اي مؤثر خارجي سوف يترجَم لحلمها، دعها تتغلب عليه بنفسها، قد تستمر مابين دقائق الى ساعات، لا يمكننا فعل اي شيء."

تنهد بيأس، ماذا يفعل؟ جلس بجانبها وهي تصرخ وتركل وتتشاجر.. حتى هدأت اخيرا بعد وقت يزيد على الاربعين دقيقه.. وكما لو انها لم تفعل اي شيء، أنفاسها انتظمت واغلقت عينيها وهمهمت:

" اجل.. معي.. لن تذهب.. "

بعد هذه الجملة انبَجست انهَار من عيني امها، نهضت وخرجت فلحِق بها سيهون، اغلق الباب وذهب نحو والدة حبيبته واحتضنها بهدوء، فأخبرته بين بكائها:

" اكاد اقسم لك، هي تحلم بعراكها مع الموت.. تحلم انه اراد اخذك، وانها لم تسمح له بذلك."

هنا هو ادرَك انه تورط بشكل ما مع الموت الذي نجى منه كثيراً، ثم اتى يواجهه في بيت زيارته المعتاد.. لا يعلم الآن اهو المجنون ام حيَاته التي بدأت تخلع اقنعتها فجأة.

في الصباح التالي استيقظت نانا بألم في الحنجرة، خرجت بشعرها المنكوش وبيجاما سيلر مون التي قطعا كانت اكبر من حجمها ضعفين، تعثرت في البنطال مرتين ورفعت الاكمام خمساً قبل ان تصل للمطبخ بوجه عابس.

رأتها امها فابتسمت وقالت:

" استيقظت؟ حلقك يؤلمك؟ اعلم.."

قبل ان تنطق بأي شيء دخل سيهون المطبخ وعلى عنقه المتعرق منشفه وقال متفاجئا:

" استيقظت؟ اوه.. لابد ان حنجرتك تؤلمك.."

هنا وجهها امتلأ بعلامات الاستفهام، ضحكت امها ووضعت امامها كوبا من الحليب الساخن وقالت كي تجيب كل تلك العلامات:

" لابد ان اضطراب النوم قد عاد لك.. البارحة كنت تلاكمين الهواء فوق سريرك حين ذهبنا، هل تغلبت على سونغ قايون في تلك الحلبه ربما؟ "

Paradice corps.Where stories live. Discover now