ذكريات.

36 2 52
                                    

بعد اسبوعين شاقين من التنقل بين القريَة والمدينه، والتقصي والملاحظات والاستكشاف، هي استندت على باب الغرفَة من الدَاخل، اغمضَت عينيها وابتسمت، ثم تنهدت براحه.

سمعت همسا خافتا يقول:

" لقد حللتها اذاً؟."

فتحت عينيها الرماديتين واومأت، تقدمت نحو طرف السَرير وجلست عليه قائلة:

" لم تكن انحلالاً قط، الفيلق الرابع والسبعون لن ينحل عن بعضه قط."

ابعدت بضع خصلات عن عينيه واردفت:

" غرتك طويلة، الا تزعجك؟"

ابتسم وابعد الغطاء عن باقي وجهه قائلاً:

" ليس حقاً. "

عم بعض الهدوء قبل ان يقول:

" مر اسبُوعان ونصف، والقيَادة العليَا لم تصدر اي امر بَعد، هذا مقلق نوعاً ما. "

اومأت واجابته:

" البروتوكول الخَامس، الفَصل، في حالة وجود خطر على هيكلة الفيلق بعد وفاة بعض جنوده، يتم حل الفيلق، وفصل جنوده عن الخدمَة العسكريَة."

تعكَر وجهه وتنهد، قال بانزعَاج:

" لا يروقني هذا الامر ابداً، لو طبقوه حقاً فسوف اتمنى لو انني مت هنَاك بدلا من ان اكون مفصولاً عن الخدمَة. "

ابتسمت بقلق، لايمكنها قول اي شيء، هي ايضا ستكرَه ذلك، لو انه طُبق فعلا، هي ستعيش منكَسره دائماً.

اخذت نفساً عميقا وربتت على كتفه بينما تنهض:

" حمَاك تبدَدت كما يبدو، ولكني سوفَ احقنك ببعض المضادات للاحتيَاط، كما ان ساقك تتماثل للشفاء سريعا، وضغط دمك تحسن عن السابق، يبدو اني كنت محقة حينما قلت انه مامن داعٍ للقلق عليك."

اخرجت من احدى الخزائن مضاداً حيويا وابرة فارغه وباقي عدَة التعقيم، اتجهَت نحوه وقالت له:

" هيا على معدتك. "

انقلب بتململ، لمَ يجب ان تطعَن مؤخرته المسكينه؟ في الواقع هي ليست المؤخرة بل فوقها، وهذا ما لا يركز عليه الاغلب، سألها بينما تملأ الابرَة:

" بالمناسبة، كيفَ اصبحتِ قناصه؟"

بدأت عملها وهي تتحدث بملل:

" درست التمريض في الكلية العسكرية، وحين قدمت على طلب الالتحاق بالخدمة العسكرية كممرض، اخذت ورقة الالتحاق بالخدمة العسكرية كجندي عن طريق الخطأ، وحسنا المكان كان مزدحماً ولم ارغب بالعودة، اضِف لذلك، كنت سوف اكون مع الممرضات الحمقاوات اللاتي يقفن في صف واحد كل صبَاح يراقبن تدريبات الجنود بنظرات غبيه على وجوههن، لا هذا مستحيل! اركض عشر دورات في المضمار افضل من كوني معهن. "

Paradice corps.Where stories live. Discover now