رفَّت عيناها الجميلتان بكل بطء، تستفيق بهدوء من غيبوبَة نومها، واول ما واجهها كَان الفك الحاد لعَزيز قلبها..
وكان هنَاك..
كدمَة..
كبيرَة...
توسعت عينَاها حتى كادَت تخرج من محجرهَا، فأتاها صوته الأجَش إثر صمته الطويل حتَى بعد استيقاظه:
" ماذا؟ الآنسَة بارك تتأمل عملها الفني؟"
شهقَت وجلست سريعًا، غطت وجهها بكفيها وسألت بهلع:
" أنا؟؟ انا فعلت ذلك؟"
اومأ بينما يجلس مبتَسما، أجابها ممثلًا بيده:
" كنت نائما في سلام الرَّب، وفجأة شعرت بكفك على وجهي، استيقظت وإذا بك تجلسين فوقي كشيطَانه جُنت أخيرا، كانت هنَاك ضحكة تحذيرية وثم.. كووااخخ.. "
اومأ مرتين قبل أن يكمل بأسى:
" وجهي الرائع تشوه منتصف الليل.. وثم سقطتِ فوقي مكملة نومَك الجميل."
عبست وعيناها تلألأتا بدموع الأسَف والندم، لذلك سرعان ما عانقها واخبرها بكل دفء:
" ايقو ياه طفلتي الباكية، كيف تبكين لشيء كهذا اوه؟ "
وانفجرت دموعها في شلال على ملابسه التي لم تلاحظ انه قام بتبديلها بعد، مسَح على شعرها بهدوء قبل ان يسمع طرقًا على البَاب، وصوتًا يعود لرجل قلق يسأل:
" سيهوناه، كل شيء بخَير؟ مالذي يحصل؟"
ضحك الأصغَر بصمت وتركها ليذهب نحو البَاب، فتحه قليلًا وأجاب شقيقه الموشك على فقدَان وعيه بعد رؤيته للكدمَة:
" لا تقلق هيونغ، فتاتي كلما تعرضت لبعض الضغط، يعاودهَا اضطراب النوم، يبدو ان سونغ قايون هي مثلها الأعلى هذه الأيَام. "
تنهد جونميون براحه وهمهم:
" اخفتمَاني، من الذي سيبكي في الثامنة صباحًا لأجل شيء كهذا؟"
وغادَر متذمرًا بينما اغلق سيهون الباب وسط ضحكاته الخافته، فتح الثلاجَة الصغيرة في غرفته وأخرج منها قالب مكعبَات الثلج، وافرغ بعضها في قطعه قمَاش بيضاء، ليقوم بلفها ووضعها على الكدمة.
جلس بجانب أميرته الباكية واخبرها بهدوء:
" ماخطبك حقًا؟ حملتني على ظهرك لستة وعشرين كيلومترًا وانا بساق تنزِف ووعي يذهب ويعود، اوشَكت على الموت أمامك، ثم قمت بعملية في ظروف قاسية مع امك لاخراج الرصَاصة، طعنتِ مؤخرتي وكتفي وساعدي بالابر طوال شهرين، ساعدتني في العلاج الطبيعي، وخلال كل ذلك لم يرف لك جِفن، والآن لكَدمة صغيرة كهذه افزعتِ العالم نحيبًا؟ ماهذا إلهي؟ "

YOU ARE READING
Paradice corps.
Fanfictionبالروح وبالجراح، بالدم والدموع، سنجعل هذا البلد بلا هموم، سنحمله على كواهلنا، ولن نسمح لجدرانه بالسقوط. ولكن، ماذا حينما نمحى ونموت؟ او نبعثر الى الضياع؟ ربما نفترق وسط الطريق ونسقط، ماذا وقتها؟ ايمكننا رفع رايه الحب والطريق للجنة؟