الحاجة‌ وجود الإمام‌ المعصوم‌ في‌ المجتمع‌

87 11 0
                                    



يقول العارف السيد محمد حسين الطهراني (قدس) : انّ الإمام‌ هو المنظّم‌ لعالم‌ الإنسانيّة‌ و المجتمع‌، لذا يتحتّم‌ أن‌ يكون‌ ذا قويً متينة‌ و أفكار صائبة‌ و ءاراء قادرة‌، ليكون‌ مشرفاً علی‌ أعمال‌ الامة‌ وأفعالها، و ليسوسها بالتنظيم‌ و العدل‌. و تسأل‌ هنا: أيستطيع‌ الإمام‌ ـ ترى ـ أن‌ يُصلح‌ المجتمع‌ اذا كان‌ نفسه‌ يُخطي‌ء و يُبتلي‌ بالمعصية‌ والإثم‌ شأنه‌ شأن‌ أفراد المجتمع‌ الاخرين‌، أو إذا كان‌ مثلهم‌ مُصاباً بالهوس‌ و الشهوة‌؟ أوَ يمكنه‌ ءانذاك‌ أن‌ يرفع‌ الإختلاف‌ فيما بينهم‌، فيُعطي‌ كلَّ ذي‌ حقٍّ حقّه‌، و يقف‌ في‌ وجه‌ الإعتداءات‌، و يمنح‌ العيش‌ لجميع‌ أفراد المجتمع‌، و يعلّمهم‌ المعارف‌ و الحقائق‌ حسب‌ استعدادهم‌ و حاجتهم‌، و يُبيّن‌ لهم‌ موارد الخطأ و الزلل‌ في‌ سلوكهم‌ إلی‌ الله‌ و وصولهم‌ إلی‌ مقصد الكمال‌؟ كلاّ و حاشا! و علی‌ هذا فانّ قائد المجتمع‌ و زعيم‌ الناس‌ و إمامهم‌ يجب‌ أن‌ يكون‌ معصوماً عن‌ الإثم‌ و عارياً عن‌ أي‌ خطأ و زلل‌، كما ينبغي‌ أن‌ يكون‌ ناظراً إلی‌ الاحوال‌ و الافعال‌ و الخواطر القلبيّة‌ لكلّ واحد من‌ أفراد الامّة‌ بفكرٍ عميق‌ متّسع‌، و صدرٍ منشرح‌ بنور الله‌، و قلبٍ مُنَّور بالتأييدات‌ الغيبيّة‌. علی‌ انّ بعض‌ العامّة‌ يقول‌ بعصمة‌ الانبياء، و بعضهم‌ يقول‌ بمرتبة‌ ضعيفة‌ من‌ عصمتهم‌، بينما ينكر البعض‌ الاخر العصمة‌ فيهم‌، فلا يعتبرهم‌ مصونين‌ بأيّ وجه‌ عن‌ الاخطاء و المعاصي‌. الاّ انّ الشيعة‌ عموماً يشترطون‌ العصمة‌ للانبياء بجميع‌ معانيها، كما يقولون‌ بالعصمة‌ للائمّة‌ صلوات‌ الله‌ وسلامه‌ علیهم‌ أجمعين‌. 

رياض العلماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن