مَن للظالم؟

65 6 1
                                    

  مَن للظالم؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

  مَن للظالم؟

يقول آية الله المعظم الشيخ فاضل اللنكراني [قدس] :

نفهم من قوله عليه السلام: «مَن ظلم عباد اللَّه كان اللَّهُ خصمَهُ» أنّ اللَّه هو الذي يتولّى مجابهة مَن يظلم العباد، أي أن اللَّه هو الذي يتولّى أمر الظالم قبل المظلوم- الذي يستاء من ظلمه- ويصبّ عليه جام غضبه ويفكّر في الثأر منه؛ لأنّنا نعلم بأنّ أحدهم لو ظلم ولدك الصغير العاجز الذي لا يسعه ردّ الظلم، فإنّك ستكون خصمه رغم أنّه لم يوجّه ظلمه إليك، حيث إنّ العقلاء يرون أنّ ظلم الولد يجعل والده يشعر بأنّ هذا الظلم إنّما وُجّه إلى شخصه وغيرته فيهبّ لمقابلته، بل إنّ هذا هو مقتضى حكم الابوّة والبنوّة.

أو لم يقل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «الخلق عيال اللَّه». ومن الواضح على ضوء هذا الحديث أن الإنسان إذا تعرّض للظلم ولم يتمكّن من الدفاع عن نفسه واستعادة حقّه، فإنّ اللَّه هو الذي يتولّى مواجهة الظلم، فهل علاقة الولد بأبيه ووثاقة العرى بينهما أقوى وأحكم أم علاقة الخالق سبحانه بعباده؟

ونستشفّ ممّا تقدّم أنّ علاقة اللَّه بالعباد- بصفته خالقهم وموجدهم- تعدّأعظم وأرسخ من علاقة الآباء بأولادهم.

ولذلك حين تهبّ لمجابهة الظالم الذي يتعرّض لولدك معتبراً ذلك الظلم موجّهاً إليك، فإنّ هذه القضية تتّخذ بعداً أوسع وأشمل وأعمق بالنسبة للَّه‌تجاه عباده، أي أنّ العبد إذا تعرّض لظلم فإنّ اللَّه يغضب أسرع وأقوى وأعظم من أيّ أب بالنسبة لظلم ولده.

رياض العلماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن