كان شعلة ذكاء وقدوة أدب

57 7 0
                                    

كان شعلة ذكاء وقدوة أدب

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان شعلة ذكاء وقدوة أدب

يقول أحد مدرسي الشهيد السيد محمد باقر الصدر [قدس] عندما كان في الإبتدائية في منطقة الكاظمية :

كنّا نختاره وخاصّةً مدرّس الدروس الدينيّة في درس الصلاة إماماً يؤمّ زملاءه في الصلاة، فكان والله جديراً بها يؤدّيها بخشوع العابد الزاهد المتوجّه إلى ربّه العليّ الكريم. وكان يُختار من بين طلاّب كلّ المدرسة لإلقاء القصائد والكلمات في الصحن الكاظمي الشريف منذ كان في الصف الثاني الابتدائي، وذلك في موكب العزاء الذي اعتادت المدرسة أن تنظّمه في كلّ عام.
وليس عجيباً على مثل هذا الطفل أن يستظهر قصيدةً تضمّ ثلاثين بيتاً أو أكثر، أو كلمةً عن ظهر قلب خلال ربع ساعة، بعدها يتلوها علينا بكلّ فصاحة متجنّباً اللحن حتّى إذا قُرئت له ملحونة .

كان شعلة ذكاء وقدوة أدب، ومثالاً قويماً ونفساً مستقيمة. ما فاه والله بحياته في المدرسة بكلمة إلاّ وبعثت في نفس سامعها النشوة والحبور، وما التقت عيناه قطّ لفرط خجله مرّة عيني أحد مدرّسيه، فهو لا يحدّث إلاّ ورأسه منحنٍ وعيناه مسبّلتان.
أحببته طفلاً صغيراً بريئاً وأجللت فيه شيخاً كبيراً لما ألمّ به من علم ومعرفة، حتّى أنّني قلت له ذات يوم: إنّني أتوقّع أن يأتي يوم ننهل فيه من علمك ومعرفتك ونهتدي بأفكارك وآرائك، فكان جوابه بكلّ أدب واحترام وقد علت وجهه حمرة الخجل: عفواً أستاذ، فأنا لا أزال وسأبقى تلميذكم وتلميذَ كلّ من أدّبني وعلّمني في هذه المدرسة، وسأبقى تلميذكم المدين إليكم بتعليمي وتثقيفي.. 
السيرة والمسيرة ج1

رياض العلماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن