يقول السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) :
على الإنسان المتأمّل في آفاق تلك الحياة لا يزال تذكّر لحظة فراقها ويسعى إلى الإستئناس بها والإستعداد لها ، ويتجنب الاستغراق في ملاذ هذه الحياة بما يوجب مزيد التعلّق بها ويشق معه الإنفصال عنها ، فإنّها منزل عابر في سفرة بعيدة إلى مقصد عظيم ، فما تعلّق بهذا المنزل أحد إلّا عن جهل ، ولا بالغ في التعلّق به إلّا عن غفلة ، إذ لا يصحبه شيء من نعمائها ولا يأخذ معه شيئاً من متعها ، ولكن الذي ينتظره مقدار بحثه عن الحقائق التي سوف يطلع عليها والقيم التي اهتمّ بمراعاتها ، ومن تعلّق بشيء مفارق له لا محالة زاد على نفسه ألم الفراق عند تجاوزه ، وتحسّر على ما انصرف عنه من التعلّقات المثمرة ، فكان بذلك ظالماً لنفسه.