سنن السعادة والشقاء الباطنة

420 29 0
                                    

يقول السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) :

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يقول السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته) :

وهي تبتني على النظر إلى استتباعات العمل ولوازمه ، فربّ امرئ عمل عملاً صالحاً فاغترّ به فوقع في عمل سييء أكثر قبحاً ، فإنذ الاعمال الصالحة قد توجب ضعف محاسبة صاحبها لنفسه ، أمناً منها ، غافلاً عن كوامن النفوس ومخادعها ، فيرتكب أعمالاً خطيرة غير متبصر بشأنها.

ألا ترى أنّ الخوارج في صدر الإسلام وقعوا - مع المبالغة في العبادة والزهد - في تكفير اهل الكبائر واستباحة الدماء وإثارة الفتن ؟ وكأن إلى ذلك نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال عن عبادة أحدهم : " نوم على يقين خير من صلاة في شك" ، لأنّ هذه العبادة تؤثر في مزيد اعتقاد المرء بنفسه ، وتجرئه على اتخاذ مواقف خطيرة من دون كسب البصيرة اللازمة تجاهها.

وربّ امرئ أتى بأعمال صالحة غير ملزمة ففرط في أثرها أعمال أخرى واجبة ، وفي مثله ورد عنه ( صلوات الله عليه) أنّه قال : " لا قربة بالنوافل إذا أضرّت بالفرائض" ، أو شدّد على نفسه بأعمال صالحة حتى تعب فانقطع عنها تماماً ، وفي مثل ذلك ورد الأمر بالرفق بالنفس في العبادة كما ورد في الحديث المعتبر عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : " لا تكرّهوا إلى أنفسكم العبادة ". وربّ امرئ غافل عمل عمل سوء فثارت فطرته وانتفض وجدانه فلزم السداد والتحف بالصلاح ، فكانت عاقبته خيراً. ولذلك كلّه لزم على المرء تأمّل كل عمل مع آثاره وعواقبه حسب ما يرشد إليه العقل ، وينبّه عليه العلم ، وتشهد له الخبرة ، حذراً من أن تكون مغبّته غير سعيدة ، ونتائجه غير حميدة.

رياض العلماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن