(اسامة)
إستيقظت لأجد نفسي شبه مستلقٍ على السرير الرفيع.. و قمر الى جانبي تغط في النوم.. شعرها الناعم الذي كان مرتب بذيل حصان ليلة أمس قد إرتخى من قيده و تناثر على الوسادة ليزينها بلونه البني الدافئ.. و بعض خصلاته تجرأت لتزعج وجنتيها و جبينها.. رفعت نفسي لأستقيم في جلوسي فأعترض ظهري متألماً بسبب نومتي الغير مريحة.. حركت كتفَيّ نزولاً و صعوداً و استدرت يميناً و شمالاً علّ ألم عظلاتي المتصلبة يخف.. ثم عدت بنظري الى تلك النائمة بسلام.. لا أثر لأوجاع ليلة أمس على وجهها الساكن.. رغم أن عينيها ما زالت منتخفة بعض الشيء.. مددت يدي نحوها بهدوء و أمسكت بأكبر خصلة على وجنتها لأبعدها برفق.. ثم أبعدت الأخرى بعدها.. و الأخرى.. هكذا الى أن اصبح وجهها صافياً تظهر كل تقاسيمه الناعمة.. كل شبرٍ رقيق منه..
لأجد نفسي أضيع في تفاصيله.. في رسم حاجبيها.. في كثافة رموشها.. في أنفها الرفيع بأرنوبته المرفوعة قليلاً.. في.. شفتيها.. الممتلئة.. أشحت بنظري سريعاً و نهضت عن السرير بهدوء كي لا أوقظها.. لكن رغم هدوئي أحست بحركتي و فتحت عينيها بتعب.. مررت يدي على شعري بإرتباك و أنا أخشى أن تكون قد أحست بمراقبتي لها.. ماذا دهاني لأفعل ذلك؟.. بأي حق أقوم بالتدقيق في وجهها و هي نائمة؟..رفعت رأسها عن الوسادة و نظرت إليّ: راح تروح؟
أنزلت يدي عن شعري و قلت: لازم أحضر نفسي قبل الدوام, ما بقى شي و تجي أمج
رفعت نفسها أكثر حتى جلست ثم قالت بخفوت: اسفه.. هاي ثاني ليلة ما تنام بسببي
إبتسمت مطمأناً: لا تخافين, جنت نايم
رفعت حاجبيها: صحيح؟
ـ الظاهر نمت بدون ما احس, شلون صرتي هسه؟
اطرقت برأسها قليلاً و هي تقول: احسن
لم أشأ أن اخبرها بالموضوع و أنا اعلم كم سيقلقها.. لكن ليس بيدي شيء..
قلت بليونة علّ الخبر يكون أقل بشاعة: اليوم خميس.. يعني باجر و عكبه اني مو بالدوام
رفعت رأسها سريعاً لأرى القلق يطغي على معالمها: ما راح تجي يمي؟
إقتربت منها و قلت: لو ما عندي شي جان اجيت, بس المشكلة.. لازم اكون وي ابني
إمتزج قلقها بدهشة: ابنك؟
اومأت برأسي: بس راح اخلي رقمي وياج, أي شي يصير اتصلي بيه, ماشي؟
اطرقت برأسها مجدداً.. لكن هذه المرة بخيبة جعلتني أشعر بالذنب..
فقلت دون تفكير: يعجبج تطلعين وياي وقت الغده؟
عادت الدهشة لتوسع عينيها فوق وسعهما: اطلع؟
اومأت برأسي: اعتقد تحتاجين تغيرين جو
رطبت شفتيها بتفكّر.. ثم قالت بصوت منخفض: ماشي