الفصل الحادي و العشرون

44 10 12
                                    

أنفاسي تضطرب للحظة... فؤادي بدأ بقرع طبول الخوف...الادرينالين يُضخ في عروقي بقوة... لن أحتمل صدمة أخرى... ليس هو.

حسنا لا زلت غاضبة منه كاللعنة ولكن هذا الشيء الغبي الذي يضخ بين جوانحي لا زال يحبه...هو من أشعل جوفي... لمساته.. كل شيء.

لكن صدقا لا أعلم لمَ سلمني جواد أنا بالذات تلك الرسالة..ربما ليسوا مستعدين للمواجهة أمام مكتملي الزرقة..أم أنهم يعلمون بأن ذلك يعنيني..
لكن انا سافعل ما بوسعي كي احميه... هو جزء مني.

"آيلا مهلا لم أنت مسرعة هكذا..؟" سمعت صوت ساڤا تصيح و وددت ان اقتلها حقا..تلك اللعينة تحسبني غبية لاصدق قناع الملائكة الذي ترتديه..

اندفعت لمنزل يوجين..بل تقريبا انا اقتحمته و بحثت بعيني القلقتين بينما اصيح "يوجين..يوجين" هرعت الى المطبخ الصغير مسرعة فلم اره هناك لاصرخ بجنون مجددا "اللعنة اين ذهبت..؟"
بدات الدموع تتجمع في مقلتي..شعرت بقوتي انهارت و بيداي كُبلت بسلاسل ثقيلة فهمست "ليس الان..انا لا اقوى على فراقك..لما لم تدعني اخبرك بأنني أحبك.. بكل جزء من روحي.. "
هو رحل الان..؟ رحل دون ان يودعني

"آيلا..انت بخير..؟" تردد صوته خلفي لالتفت بسرعة قبل ان اقفز عليه و التصق به ببهجة بالغة "الهي" دفنت وجهي بعنقه و انفجرت باكية بينما هو اخذ يمسح على شعري بخفة..هو يغرقني للاعماق بلمساته..برائحته..بهدوئه..بهيبته..يوجد ملايين و ملايين الاسباب التي تجعلني اغرم به أكثر.

يستمع لشكواي رغم إزعاجي له..و حينما ابكي يستقبلني على صدره و يعبث بشعري ليجعلني اشعر بالسكينة و السلام...مادام بجانبي فهذا ما يهمني..

"عدني انك ستكون بجانبي دومًا" هو ابعد راسي الدفون في عنقه لينظر لي و يقول
"آيلا..النهايات ليس سعيدة دوما.. هي ليست منصفة لكنها دائما ما تكون ملائمة لاقدارنا"
همس بينما يقوم بمسح شعري بيده بلطف...
"بحق الاله اي تلاؤم تتحدث عنه..اميرة منبوذة لا احد يعلم بشانها اتخطفت و احبت شخصا لا مكان له بين مجموعك زرق حمقى؟ ..اي حكاية ستكون اقل بؤساً من خاصتي"

"علمتِ بالامرٍ اذاً" هو قال و انا تنهدت لاعانقه مجدداُ و اصمت لأفكر بحل ما لهذه المشكلة..إن ارادوا استعادته لن يكترثوا لي و قوتي لا تساوي شيئا من قواهم

"عندما سياتون لاخذي..لا اريدك ان تكوني هنا حسناً" هو قال بينما ينظر بعينيّ... لأشعر بذلك البركان يتفجر في عروقي "انا لن ادعهم يفعلون..بحق الاله قاوم يوجين" عيناي الراجية تحدقان بتوسل مما جعله يبتعد عني ليجلس على الاريكة السوداء
"هذا يجب ان يحصل..و انت لم يكن عليك ان تعلمي بشانه" هو قال و انا تلألأت عيناي بالدموع مجدداً لافكر انه قد تخلى عن حبنا لتوه

"لا تبكِ ارجوك" هو قال و اخذ بكفي ليجذبني نحوه لكنني ابتعدت "انت حقير" قلت لاعاود البكاء بينما هو وقف ليجذبني مجدداً نحوه فدفعته ليصرخ هو "فعلت ذلك من اجلك حسنا..لم يكن سهلا علي ابدا لانني الان انا اشعر و لقد تالمت كفاية حتى استطعت اتخاذ قراري..انا مسخ آيلا..انا تجربة فاشلة و قد اؤذيك و اتحول بأي لحظة حسنا..اقسم لقد احببتك جداً..لكن الافضل لك ان ابتعد..ليس من السهلا قول هذا حسنا لكنها النهاية..يوماً ما حينما تعودين لامك ستتزوجين من ملك ما و تنجبين أطفالا و حينها ستكونين سعيدة و تنسيني"
"كفا.. كفا و اللعنة..توقف عن قول تلك التراهات اللعينة.. أنت ملكي وأنا خاصتك... لن اتخلى عنك لو كلفني ذلك حياتي أتفهم؟ " صرخت بجنون بينما يتكلم هو ليصمت "هل تريدني ان اصاب بانهيار عصبي آخر..؟"

"لوي يحبك..انا علمت بالأمر هو مناس.." قاطعته مجدداً بينما هجمت اضربه بكل قوتي و عدت اصرخ بوحشية "انت قررت ماذا سافعل بحياتي..و كيف سأعيش..هل فكرت بسعادتي حتى..؟!"
هو امسك بمعصمي الاثنين لينظر بعيني بحدة "ستعتادين"
"ساقتل نفسي ان رحلت" قلت بانتصار ثم انفجرت ضاحكة ليدفعني لاعود للخلف و اقع بينما هو صمت و اخذ يسير بالغرفة ذهاباً و اياباً و انا وفقت لاجلس على السرير اراقبه..مضى على حاله عدة دقائق حتى اخيرا توقف لثانية و نظر الي

"انت ستلتصقين بي للابد لك.." قاطعته "و حتى لمماتك" ليهمهم هو
"ان كانوا هم اقوياء جدا فحبنا اقوى يوجين..نستطيع هزيمتهم حسنا..؟ فقط ثق بي" نظرات الاستخاف التي رمقني بها جعلتني اتنبأ بأن اقناعه سيكون اصعبُ حتى مِن إقناعهم
"تتحدثين و كان الامر كاقناع زارا..انت لا تعلمين ما تتحدثين عنه... مرحبا آيلا إنه مستنقع وحوش حسنا؟.. الأمر ليس بهذه البساطة" هو سخر بينما يجلس على الاريكة
"اعلم فقط ان صعوبة الامر ليست مستحيلة يوجين حسنا..دعنا نحاربهم..ثق بي هذه المرة..ارجوك" توسلته و اخذت انظر اليه برجاء ليزيح عينيه بعيدا و يقول بعد مدة من الصمت

"لا استطيع رؤيتك تتالمين..لانك ستتالمين و بشدة في حال انقلبنا على قرارهم" هو قال لاقهقه بخفة ساخرة
"ان كان هذا سيؤلمني فرحيلك سيخلد ندبة على روحي و لن اكون سعيدة ابداً..بحق الاله كف عن هذا اشعر باني سحقت كبريائي" اغلقت اجفاني لامسح عيني بعنف فشعرت به يحملني لانظر له سريعاً..يريدني ان اجلس فوقه
وضع جبينه على خاصتي و يداه التفت حولي ثم اغمض عينيه ليهمس "أحبك جدا..اخشى عليك من نسيم الهواء فكيف لي ان أراهم يؤلمون صغيرتي أخبريني"صوته كان هادئا بينما انفاسه الدافئة تداعب وجهي.. أغمضت عيني لثانية... اريد الإبتعاد عن كل هذه المشاكل..لأشعر بشفتيه ترتطمان بخاصتي بنهم... صدمة..ولكن بادلته بعد ثانية من الأمر..للحظة لم اصدق ما فعله..فتوقفنا لنتنفس بتسارع بينما اهمس وأنا أقبل وجنته ببطئ...
" ثق بي..هذه المرة يوجين"ليومأ مرارا وتكرارا بينما يعود ليقبلني بشغف..
____________________________________

تمايل جسدي المنهك لأرتمي بجانبه..هم حرفياً..انهكونا
فقط ارغب بالنوم اكثر من اي شيء آخر
اتمنى الصمود على هذه الحال

ازرقWhere stories live. Discover now