الفصل الثاني

203 17 2
                                    

توقفت العربة الغريبة عن الحركة و انا شعرت بانني اريد التقيؤ بسبب الدوار الذي اصابني داخلها

نزل الرجل الي بجانبي و اخذني معه ففكرت للحظات انها قد تكون فرصتي الأخيرة للفرار منهم..أعلم انهم سيقتلونني..
حذرتني أمي منهم كثيرا..هم خطرون للغاية..يعلمون بكل ما يجري و بما سيجري..هم اذكياء للغاية..بل عباقرة..هم زرق

اخذ الرجل بيدي ليجعلني ادخل من بابٍ حديدي ليس كبيراً لكن بدا لي انهُ صٌلبْ جداً بينما الأشخاص الثلاثة الآخرين شكلوا دائرة حولنا لمنعي من الهرب

فجأة عدت لواقعي..رميت دهشتي جانبا و صرخت بينما احاول الفرار..حاولت ضربه عدة مرات الا انه تفادا ركلاتي بسهولة..
وضع ذراعيه حولي ليشل حركتي ثم ادخلني بالقوة..كان الأمر شديد السهولة بالنسبة إليه

دفعني للداخل بعنف مما جعلني ارتطم بالارض على العشب و اغرق في بكائي مستلقية و في ذات اللحظة سمعت صوت صراخ امراة توبخه لانه دفعني..لم انظر لهما لانني كنت على الارض

غريب كيف انها تكلمهم بقسوة بينما هم صامتون تماما ينصتون لها..تبدُ الرئيسة هنا..
بعد مدة جعلتهم يرحلون ثم انحنت لي لتربت على ظهري بكفها حالما سمعتُ صوت خطواتهم تبتعد
"آيلا..اعتذر صدقا..هم الفئة ج..اعني الحامية..هم مدربون على عدم التصرف بلطف"اتضح لي القلق يغمر صوتها بينما يدها اخذت تمسح على شعري

"أانت بخير..؟ هيا قفي"

بدت لي طيبة جدا الا ان انعدام الامان الذي يتملكني يصيبني بالهلع..خصيصاً ان هذه هي المرة الاولى التي افترق فيها عن امي

" ارفعي رأسك..لا تخافي " شجعتني لكي اكسر خوفي و ساعدتني حتى أجلس..بدت لي بنهاية عقدها الرابع..شعرها بني اللون ترفعه للاعلى كاملا على شكل كرة و ترتدي فستانا مخملياً طويلاً في غاية البساطة
و كذلك هي..زرقاء..

لاحظت صمتي بينما احدق بها فقالت "هيا كي اقلك لغرفتك"
نظرت للمكان حولي فرايته مختلفٌ جداً عن اي شيء رأيته سابقاً..هو أشبه بدائرة عملاقة يحاوط سورها المنازل الصغيرة المتشابهة و بين كل منزل و اخر يتوسطه فراغ يمكن الشخص من الخروج من المكان  عبره بينما بمنتصف الدائرة لا يوجد الا عشب اخضر
انا فقط لا افهم ما فائدة الباب الذي دخلت منه اذ يمكن الدخول من اي فراغ بين كل منزلين

" هيا آيلا " اخرجتني من هالة تفكيري بينما تمسك بمرفقي لاقف فوقفت و حدقت بها بكراهية "انت منهم..؟"
نظرت لي بحاجبين معقودين فقالت "من منهم..؟"
" الزرق " حاولت التفكير بجملة مفيدة لاوضح لها فتبسمت بالقليل من السخرية "تتحدثين و كأنك لست واحدة منا"
شعرت بالغضب يتفجر داخلي..كوني ادرك جيدا انني خلقت كفرد منهم الا انني ارفض كوني زرقاء..كرهت الأمر و كثيرا ما تساءلت..لم الإله شاء جعلي زرقاء..؟!
ا

ازرقWhere stories live. Discover now