ازرق

الفصل الخامس

التفتت ببطئ لأرى يوجين يشابك ساعديته بينما نظرات السخرية لا تفارق وجهه

عينيه بدت لي ميتة..خالية من الحياة تماما..هو الشخص الوحيد الذي شعرت به تعيساً هنا و بآنٍ واحد اجدُهُ قوياً جداً..بنطراته و صلبته..و كانه اتخذ من ماضيه درساً قاسياً

اخذت اصابعي ترتعش و العرق غطا يداي فأعدت نظري لوجهتي..انا لن اتراجع..سافجر الباب و اهرب و سينتهي الامر

رفعت يدي مجددا لارمي العبوة الثانية "هو لن ينفجر" ردد يوجين

اعدت النظر إليه  "اعلم بانهما ينفجرا معا" اخبرته بتحدي فرفع حاجبه بشك ثم قال "اجل..هما ينفجران معا لكن الباب لن ينفجر معهم"

سنرى بهذا الشأن..رميت العبوة الى جانب السائل الذي وضعته مسبقا و لم يلبث ثانية حتى تفجر المكان بضوء و ضغط قوي دفعني أرضا بينما الصوت القوي الناتج جعلني تقريبا بحالة هلع..ربما توقعت انفجارا اقل من هذا

بعد عدة لحظات نظرت حولي لاسمع صوت ساڤا تصرخ بهلع و حولها بقية المجموعة يتفقدون المكان زارا و نيشا و زين

وقفت بسرعة و ذهبت ناحية الباب..امسكت قبضته و دَفعته بكل قوتي..و فعلا انه لم يتأثر على الإطلاق..جعلني بحالة جنونية..فقدت صوابي اركله و ادفعه بجسدي

صاحت سافا خلفي فالتفتُ ادفعها بجنون بينما اصرخ "اعيدوني الى امي"
اردت قتلها و لوهلة غبت عن الواقع و بدات زرقتي تسيطر علي لتتحول  مقلتي قانئة..شعرت باحدهم أحكمَ امساكي لاحاول الابتعاد و اقاوم بكل قوتي..شعرت بقواي تنهار بينما اسمع ساڤا تنطق أخيرا

" لا يوجد من تعودين إليه..انت مكانك بيننا..عائلتك ماتت..انتهت" كلماتها مزقت فؤادي جعلتني اشعر و كان قطع زجاجٍ اخذت تندفع فيه بوحشية داخلي

توقفت عن المقاومة فإنهارت قواي تماما لأركع ارضاً أفكر..انا يتيمةٌ الآن..؟!

الدموع عادت تتجمع في مقلتي و صعبت عليَّ الرؤية فَوقفتُ بجسدي الغير متوازن و اخذت بؤسي بسكينةٍ بالغة نَحو منزلي..غالبا حالتي النفسية السيئة و شعوري بانني نكرة طوال السنين الفائتة جعلاني لا اتردد بالبحث عن قطعةٍ حادة..فرميت احد الصحون الزجاجية ارضاً لينتشر الزجاج في جميع اركان الغرفة..انها النهاية لي الآن..

دخلت الى الحمام و ذاكرتي لم تخونني ابداً اخذت تعيد كلما مضى بينما قلبي يقتلني بل يخنقني الماً ليقول انني من تسببت بقتلهم و ليؤكد لي على كوني خطيئة..

" انت لن تفعليها صحيح..؟"صوت يوجين البارد تردد اراه مشابكا ذراعية يتكئُ على الحائط

انفجرت ضاحكة و انا انطق بجنون "انا قتلت عائلتي..انا خطيئة" تلعثمت احاول ان اشرح لكن حتى الابجدية قد خانت المي..
بينما بيدي اخدت القطعة الزجاجية لتغرس بمعصمي و انهي كل هذا الشقاء..