ازرق

الفصل الأول

" اتمنى أن أعيش حياة طبيعية يوما..اتمنى ألا أكون زرقاء بعد الآن"

قطعت القطعة و فتحت عيني الزرقاء عندما توقف الغناء
شعرت بأحدهم يضع قناعا حول فمي..لم اخف بل حاولت الالتفات و فشلت لأنني حُملت..

تحركت بعنف..لم اعلم ما الذي يجري الا انني اخيرا إستطعت النظر حولي لأرى الجميع ممددين على الارض و كانهم مستغرقين في النوم

فرحة ..تساؤل..و من ثم فزع سيطر على جسدي جعلني عاجزة عن التفكير..و للحظة ادركت ما جرى فتسلل تيار صلب لجسدي..ارتعشت
حاولت المقاومة بكل قوتي لأنني علمت أنهم قد أتوا
و أن المقاومة لا جدوَ منها..هذه آخر مرة سارى فيها عائلتي ربما الى الابد..

محاولاتي للفرار جميعها باءت بالفشل كل ما استطعت فعله هو الصراخ بشكل هيستيري
بحق الإله أين الحراس..أما من أحد هنا لينقذني

وضعوني بمركبة غريبة يدعونها سيارة ثم صعد اثنين من جانبي و اثنين في المقعدين الاماميين

أزال الإثنين الذين حولي الأقنعة من على وجوههم و ازالوا قناعي كذلك انا لم اجرؤ على رفع رأسي و النظر لهم..توقفت عن الصراخ و نوبة من الهلع سيطرت على آعضائي
جسدي أصبح يرتعش بشدة عندما راودتني فكرة عما قد يحل بي الآن
أدرك جيدا و بذهابي معهم عودتي باتت امراً ميؤوساً منه

"حضرة الأميرة آيلا..نحن لن نعنفكِ لا داع للهلع ذا"ووضع أصابعه على ذقني و رفع رأسي بلطف لأنظر لعينيه..زرقاء..تشع بخفة..كخاصتي تماما..
هو أزرق..!!

" أزرق " همست دون ان اعي و هو اوما قائلا "جميعنا كذلك"
استغرق الامر مني وهلة لاعي انهم مثلي "زرق" تمتمت مجددا فابتسامة ضعيفة ارتفعت على ثغزه ليقول "نعم..زرق"
__________________________

و هو لم يكذب..هم كانوا عائلتي الأخرى الجديدة
عائلتي التي أحببتها
التي أنتمي إليها..الزرق
ما يميزنا هو ما يجعلنا منبوذين..زرقة عينينا المضيئة في الظلام..و عبقرية ادمغتنا

بذكائهم إنعزلت عن العالم تماما..و كانني اقتلعت من حقبتي..

عن القرن الثامن عشر