الفصل الثاني و العشرون

38 12 3
                                    

عضلاتي تشنجت من العمل المتواصل لساعات..صار الاستلقاء و عدم فعل شيء هو اشبه بمثابة حلم لنا
لا راحة..فقط عمل..عمل..عمل..حتى ساعات النوم باتت تتراوح بين الست او سبع ساعات و بعدها نستيقظ للعمل

لم اعد ارى يوجين الا في موعد النوم..و نادرا ما يكون مستيقظاً..حتى اننا لا نتناول الإفطار معا لانه يرحل مبكراً جداً..هذا مرهق للغاية..لقد حرمنا من ابسط حقوقنا..كالاستحمام مثلا..نستحم مرة بالأسبوع..الجنون بعينه

لكن بأي حال لست نادمة و لن اكون كذلك ابدا لانه خياري و انا سأفعل كل شيء لاجله..لانني أحبه..

اشتاق له بشدة..لكننا لا نتحدث الا مرة كل اربع أيام لأنني اصل متأخرة و يكون هو نائما و يرحل قبل شروق الشمس اي قبل ان استيقظ..انا فقط اشعر بقبلاته صباحاً تتوزع على كل إنشٍ من وجهي

لكن بالرغم من كل شي و مهما كانت صعوبة الأمر انا لن أتخلى عنه..

اعترف بأنه و بالفترة الأخيرة بات الأمر غير محتمل..أشعر بجسدي يقوم بما يفوق طاقته..و ارغب بالبكاء كثيرا..في ظل هذه الظروف افكر احيانا بحلول غير منطقية..كالاختباء..او تمثيل المرض..لكن بالنهاية سأعود للعمل
لكنني فعلا اشعر باعراض المرض..الدوار لم يعد يفارقني و جسدي منهك كذلك الحساسية..لكن لا يسعني سوا التذمر

يوجين اخبرني انه يعمل بتصنيع الادوية و مساءً يذهب للإسعاف اما انا وضعوني بمستعودعٍ عِملاق و طلب مني ترتيب الاغراض بداخله..بدا لي الامر بدايةً بمثابة معجزة لكن فعلياً انا اعمل عليه منذ شهر و على فرز الاغراض بداخله و بدأتُ الحظ تغيراً بسيطاً..قضيت اول اسبوعٍ أعمل وحدي و لاحقا أتت فتاة بالثانية عشر قالت لي انها معاقبة لمدة شهر بالعمل هنا..تتذمر اكثر مني..لكنها على الاقل لطيفة..كسرت وحدتي في هذا المكان الموحش

"اخبري أمكِ ان تعطيكِ مضاداً للحساسية" هي قالت حينما عطست للمرة المليون اليوم..هي اخذت تغلق الصناديق بالاصق و تكتب عليها ما يوجد بالداخل بينما انا تشكلت ابتسامة ساخرة على ثغري حينما قالت امي..تقصد ساڤا و هي بعيدة كل البعد عن ان تكون امي..تلك الحقيرة

"ساكون بخير..مجرد حساسية من كمية الغبار هذه" لست من الاشخاص الذين يعانون من الحساسية الا ان قضائي غالبية يومي في هذا المكان القذر جعل حالتي تسوء

"ستصبحين بحالٍ اسؤا إن لم تتعالجي" هي قالت و انا اعطيتها الصندوق التالي لتغوم بتغليفه
"علاجي هو الخروج من هنا فقط" قلت لها و هي صمتت لتقول بعد مدة
"انت عنيدة" قهقهت انا "اكثر مما تتصورين"

صدر صوت صرير الباب المعدني الكبير ليلتفت كلانا و نرى احد الحراس "سارة..هيا الآن إنتهى وقت العمل..آيلا..ستخرجين مبكرا للعيادة من أجل حساسيتك" تنهد كلانا براحة لتقول هي متذمرة "أخيراً" معجزة حصلت جعلت موعد عودتي في التاسعة و أيضا ستجرني ليوجين..هو يعمل هناك الآن
انه يوم سعدي..

ازرقWhere stories live. Discover now