الفصل الثامن

62 11 3
                                    

ربما جَسدي لم يَتزِن بعد لكن الهَلع و الذعر اللذان أصابانني جَعلا الأدرينالين يَتَطاير بِجسدي لأدفعهُ و أقِفَ مُسرِعَة
ركضت لأبتعدَ مِن أمامه فعاد الدوار لي بسبب حركتي السريعة لكني تجاهلته..أو حاولتُ فعل ذلك لأخرج بِسَلام و ما إن حركت قبضة الباب..شعرت بأنني سأنجو قَبلَ أن يرتعش جَسدي جَراء مُلامَسة يَدِه الباردة ساعِدي..إنتهى أمري

لم أتَجرأ على الالتفات او النظر إليه..رغبت بالبكاء بشدة خصيصاً حينما توقف عن الإرتٍجاف فَعلمتُ حينها أنهُ قد تَحولَ كُليًا..

اخذ يغرز اظافره بجلدي الطري بينما يرفع أصابعه ببطئ حتى تصل لرسغي ثم أخيراً توقف..
و أنا ودعتُ يدي

" أرجوك يوجي.."صوت فرقعة عظام ثم الم مميت تسلل ليدي فدوت صرختي بالمكان و غرقت بدموعي..رغبت بالموت سريعاً حينما فكرت ان نهايتي ستكون بهذه الطريقة المؤلمة

"غبية" قال بحدة و انا فكرت أنه فعلا يجدتي غبية فحتى حين يكون بغير وعيه يلقبني بذلك

صوت غريب صدر من النافذة فخفت اكثر حينما رايت حقنةً كبيرة قد اصابت رقبة يوجين..شعرت به لم يتأثر منها لان نظراته الميتة نحوي لم تتغير لكن اصابعة التي كسرت رسغي إنبسطت قليلا مما جعل الألم يزداد فاصرخ بغير إرادتي لتتسلل دموعي مجددا

عدة ثوان أخرى مضت ببكائي الجنوني حتى سمعت صوت سقوط شيئٍ ما لأفتحَ عَينيَّ و أرى يوجين أخيرًا سقط و انهار جراء المخدر..

"علينا نَقلُهُ بِسرعةٍ قبل أن يَستَيقِظ " نظرتُ
للحراس الذين دفعوني للخلف عِندما دخلوا بِسبب أني كُنتُ أقف خَلف الباب

"إيلا..الهي..تعالي معي لنجبر كسر يدك " تقدمت ساڤا خلفهم بسرعة و انا أخيرًا بدأتُ أشُعر بالأمان مجددا..ساعيش..

رغم اني اصبحت أفضلَ بِمراحِل هذه اللحظات لكن دموعي و شهقاتي و ألم معصمي لم يهدآ

لا أعلمُ لما الألم بيدي يزيد أكثر و أكثر مع بُكائي
أنا لن أستطيع الوثوق بأيٍ مِنهم مُجَددًا أبدًا

____________________________________

بعد اسبوع

أكتابٌ حادٌ أصابَني..الجلوس وحدي لفترات طويلة يزيد الأمر سوء و مع ذلك أنا لا أفضلُ الخروج لأجلسَ مَعهُم

هم حاولوا كثيرًا جعلي أخرج..أو أن أتفاعل مَعهم بأيِّ طريقة كانت..لكني أجدُ نَفسي غريبةً بينهم و عنهم..
ألم يدي مريرٌ جدًا..يَجعَلُني أرغَبُ بإنتزاع يدي من مكانها لأزيل إزعاجها و ألمها..لا أصدق انني سأضطرُ لوضع الجبيرة حتى أنهيَ شهراً كاملاً

ربما ردعني عن محاولة الإنتحار هوَ التَفكيرً بأن عائلتي تنتظر عودتي لهم..بالطبع لم يفقدوا الأملَ مِن ذلك..هذا ما أخبرتُ نفسي بِه طَوالَ الوقت..

ازرقWhere stories live. Discover now