الفصل السادس عشر

55 12 8
                                    

تستمرُ بالبكاء منذ نصف ساعة بشكل متواصل..احاول ان افهم..و اريد ان أعلم..هل الأمر يستحق كل ذلك البكاء..؟

هي استيقظت لتنظر حولها بهلع ثم تنظر لي و تصرخ ب"حقير" حتى إنفجرت باكية

تستلقي على السرير لتلف ذراعيها حول راسها و تستمر بالبكاء بجنون..بينما انا اقف و ظهري مقابلٌ لها..لا يسعني سوا التالم على حالها..

ماذا لو أن أسوأ شيء قد حصل لك على الإطلاق كان أفضل شيء قد حصل للجميع..و هذه هي حال آيلا

تقدمتُ ببطئ لاجلس على الارض بالقرب من آيلا المستلقية على السرير كي أصبح من مستوى طولها بينما أدخلت أصابعي كي تعبث بشعرها الذهبي "هذا هو الأفضل آيلا"

ابعدت يدي عن شعرها بعنف بينما التفتت الي لارى وجهها بحالةٍ مزرية..لم اراها كذلك من قبل..عينيها منتفخة و وجهها صار قرمزيا و الدموع قد غطته تماماً

"ما هو الأفضل..؟ ان أفعل ما تريدونني أن افعله..انا فقط اردت رؤيتها و لو للحظات و انت..صديقي المقرب أتيت و افسدت كل شيء..إذهب يوجين..لم اعد اطيق رؤية وجهك الفاسد" هي قالت ثم جلست على السرير و غظت وجهها بيديها لتعاود البكاء
"هذا مؤلم" قلت فنظرت لي ساخرة لتقول

"إن كانت كلمات قد جرحت فؤادك فقلبي قد انشطر نصفين منذ ان كنتُ قريبةً منها حتى ذلك الحد و انت اخذتني قبل أن اراها" بصقت كلامها يوجهي ثم دفعتني بيدها بعيداً
"كفا آيلا" صرختُ باقوى ما املك من صوت ليصدح بالمكان و تصمت هي للحظات قبل أن تقول
"و الان تجبرني على ان اصمت..لقد خُدِعت..انا غبية..كيفَ لم أعلم انك واحدٌ منهم..بالطبع انت كذلك هم صنعوك..انا خرقاء" اعتصرت رأسها بجنون و اخذت ترتجف بشدة..ماذا حل بها الان..؟

"ان لم احضركِ حينها سيوقفوني عن العمل..ألم تخبريني أنكِ لا تريدينهم أن يوقفوني..سأموت انا بانانيتك..و ان قابلتيها سوف تجعلك تبوحين بكل اسرار المنظمة لنكون جميعا في خطر" صرخت

"كان بإمكانكَ جعلي أراها على الأقل لدقيقة هذا لم يكن ليقتلك ولا ليفشي اسراركم العظيمة" هي صرخت و ركلتني لاتفاداها و امسك ذراعيها بكفيي

"أمك معها حراس..كانوا ليرمونني بعيداً و ياخذونك معها..افهمي ما تقولين آيلا..اعدكِ أنني سادعُكِ ترينها لكن حين يكون الوضع مناسباً" نظرت بعينيها الغارقة بالدموع بعيداً ثم صمتت و انا انزعجتُ منها لارميها على السرير و اذهب لاقف امام النافذة بحيث يكون ظهري مقابلاً لها..انها غير منطقية ابداً

"دعني اراها إذا..انت تحبُ جعلي أشعر بالحزن دائما..تحبُ كوني آيلا البائسة" هي تحاول استعطافي و انا استدرتُ انظر لها تجلس على السرير و تنظر لي تلك النظرة البريئة..ستقتلني هذه الفتاة

"أنا..!!"قلت بتعجبٍ بالغ و هي اومأت لاغمض عيني و اخذ شهيقاً طويلاً ثم اتقدم و انحني لازفر على وجهها فتصرخ هي "أيها المزعج ليس وقت طفوليتك الآن"
انفجرت ضاحكاً على تعابير وجهها الغاضبة و هي هجمت تضربني
"أخبرتُكِ أن عمري لم يتجاوز السنة بعد"
"انت مجنون"عادت تصرخ بينما ركلتني و جلست على السرير تضع وجهها بين كفيها تبكي

ازرقWhere stories live. Discover now