الفصل الثامن عشر

40 10 10
                                    

"كفا آيلا" هو صرخ و رمى يدي بعيدا فافزعني ﻻتصلب مكاني و يحل الصمت بيننا لفترة

"فقط أرجوكِ..اصمتي..لا أريد المزيد من الشجار حسنا" هو قال بنفاذ صبر بينما يدخل اصابعه بشعره ليتناثر بعشوائية

اعترف أنني مزعجة..جدا
لكن هو ياخذني لمكان مجهول..و يخبرني ان اثق به..جدياً..؟!! لو أردنا العودة سنحتاج لساعتين من السير المتواصل على الأقل..انا منهكة

"ما المشكلة أخبريني..؟ ما الذي يزعجك..؟" هو قال بعد مدة و انا نظرت بعيداً
"قدماي تورمتا من السير..لم اعد أستطيع المتابعة..فالنسترح قليلاً" تذمرت بخفوت ليتقدم نحوي و بحركة سريعة حملني لاصرخ بخفة و اضع يدي حول عُنقه لاتشبث به

"انتهت مشاكلك الان..؟" قال و انا دفنت راسي بعنقه بحرج ليطبع القبلات على وجهي طوال الطريق بينما انا أغلقت اجفاني لانام

لم انام فعليا لكن استرخى جسدي..لازلت ادرك ما يحصل حولي بعض الشيء

شعرت به توقف عن السير ثم همس باذني "آيلا..لقد إختطفتك و سافعل بك أشياء قذرة" و انتها بوضع المزيد من القبل على وجهي
"كاذب" اخبرته و فتحت عيني لانظر له..صوته بدا جديا جداً..هو رماني ارضاً و انفجر ضاحكاً لاصرخ "الن تنتهي من هذه العادة المزعجة..لا يمكنك رميي في كل مرة..انا لست كُرَة"
قلبت عيني بانزعاج فنظرت حولنا لارى انه بيت قديم لا يوجد به اي أثاث..مهترء تماما..تبا..هو لا يمزح..!!!

"صغيرتي" سمعت ذلك الصوت الخافت من خلفي قبل ان استدير بسرعة و ارى..أمي..!!

الثامنة صباحاً

استمر بكائي البارحة لساعات متواصلة..تقريبا انهرت حينما ابتعدنا..لا اعلم كيف اتفق معها حتى نتقابل لنصف ساعة..اتت دون حراسها الشخصيين
حالتي كانت مزرية بشدة..بائسة و تعيسة..بعد رحيلها

"نامي" قال يوجين و اعتصرني اكثر بين قبضتيه الى صدره..و كأنني سأنام هكذا

احب كيف انه يعاملني بلطف و يهتم بي كأمي تماماً..يهتم لمشاعري و سعادتي و كل ما يخصني
كيف انه يجعلني جزء من حياته و يومه..بأي حال انا فعلا كنت جزءاً منه..قضيت معه غالبية أيام حياته

هو يدهشني كيف ان ايامه لم تتجاوز السنة و مع ذلك..اشعر انه يملك خبرة اكثر بالتعامل مع هذه الحياة الوضيعة

"ها قد استيقظت المزعجة و لن تنام" تذمر يوجين و انا ابتعدت عنه لاراه يتثائب و يمدد اطرافه بكسل بالغ

"حينما اريدك ان تستفيقِ انت لا تفعلين ذلك" قال و انا نهضت اخيراً فارتاً منه

"سنعود..تجهزي" هو قال و انا راقبتهُ يدخُل الحمام قبل ان انهض..من الجيد ان ساڤا رحلت البارحة قبل ان نأتي..لانها لن تكف عن طرح الأسئلة حتى عودتنا

لا تزال رائحة امي عالقة بملابسي منذ البارحة..الاوركيد..هي تعشق هذا العطر..و هذا ما جعلني احتضن ملابسي بشدة لتعاود ذكريات البارحة تكرار نفسها تدور داخل رأسي..وكانه حلم..

طرق الباب ثلاثة مرات لاضع الملابس جانبا و اسمع صوت يوجين يقول "اسالي من هناك قبل فتح الباب" و كانني ابلغ الثالة حتى افتح الباب مباشرة

"إنه انا" سمعت صوت زارا الطفولي يصيح من الخارج لافتح لها و هي لم تترك لي مجالاً لادخلها لانها ارتمت تعانقني مما جعلنا نقع ارضاً معا بينما تصرخ "آيلا"..باعجوبة ابعدت يدي المصابة قبل أن نقع فوقها..
انفجر جواد ضاحكا..الان حتى لاحظت وجوده

"اذني كادت تنفجر يا فتاة" قلت لها و هي استقامت بحرج و ساعدتني لاقف

"أنها فقط خمسة ايام" قال جواد و انا فكرت انني حقا افتقدتهم..بدؤا يصبحون كأشقائي
"

الهي..ازلتِ الجبيرة أيضا ً" هي قالت

"أهلا" قال يوجين من خلفي لاستدير و انظر له فيقع فاهي ارضا من كتلة الاثارة المتحركة تلك

اخذ يجفف شعره بالمنشفة بينما هو لا يرتدي عدا بنطاله لتظهر عضلات جسده المنحوته..

حدقنا به انا و زارا للحظات ليغطي جواد عيني زارا و يصيح "بحقك ارتدي شيئا"
من الجيد انه لا يرانا بسبب انه يجفف شعره و الا لضربت بنا الامثال لنهاية العالم..الهي هل هنالك امرأة بحظي..؟
الان بت اؤمن ان القدر ياخذ منا و يعوضنا باشياء أخرى اجمل

تنفسي إيلا..بهدوء..بهدوء..ما الذي حل بي الان..!! جُنِنتُ رسمياً

"أوه..أعتذر" قال يوجين بينما التقط قميصه الأسود و ارتداه "لم اعلم انكما هنا" قال هو و جواد ابعد يديه عن عيني زارا

"سنذهب معا" قال جواد و يوجين اومأ بينما خرجنا جميعا متجهين نحو منطقة الزرق فاخذ جواد و يوجين يستفازا زارا و ينفجران ضاحكين

اما انا..شعرت بأنني بدأت أصبح معقدة نفسياً و اسبب الاكتآب لمن حولي..لذلك فضلت ان أصمت و ادعهم يمرحون

مشكلاتي كلها تتمحور حول الحنين لأمي الذي بدأ يسبب فجوة داخل صدري ليقتلني ببطئ..أصبحت اشعر انه لدي انفصام..كل شيء يكون على ما يرام حتى تبدأ هذه الفجوة بالحفر عميقا داخلي لينقلب يومي و يصبح بائساً

إنه فقط..ذكريات الأمس و ذلك الامان الذي حظيت به باحضانها لدقائق أحاول الاحتفاظ به بذاكرتي الصدئة لاطول وقت ممكن..احاول جعل تلك الذكرى اقرب ما يمكن من الواقع

"أيتها الجميلة..من يَشغُلُ بالك..؟" قال يوجين بينما يضع كفية حول رأسي ليعدل شعري المبعثر..انا حتى لم اسرحه

"دعنا نهرب..معا"

ازرقWhere stories live. Discover now