المصير..

مازلت حيا

صديقي..
أنت تضيع وقتك
كف عن القراءة
حياتي أكثر مللا من مسلسل لا يحوي صورا
لا أفهم لما سمي مسلسلا
كما لا أفهم لما سميت حياة..

رن هاتفي فرفعت جزئي العلوي بخمول
رفعته أنظر المتصل فإذا به المنبه

يا لغبائي..
من سيتصل بي؟

لكن فعلا..
علي تغيير رنة المنبه
هي قطعا ليست كرنة منبه

غادرت سريري بألم
أظن النوم على الأرض أكثر راحة من كومة الخردة الصدئة تلك
أتصدقون أنه..معدني؟!

الجو بارد بالخارج
لا رغبة لي بالاستحمام
لكني شريك الفئران بالغرفة و علي الاستحمام كل يوم لأنظف جسدي

لا بأس أيتها الشقة القذرة
وجدت شقة أجمل منك بكثير و بسعر رائع
سأتركك نهاية الشهر بعد أن أقبض راتبي
و سمها خيانة إن شئتي

ارتديت معطفي و غادرت الشقة بعد أن أغلقت بابها
فركت ساعداي و نفخت غيمة بيضاء من فمي
الجو شديد البرودة فعلا
أشفق على الفقراء كثيرا
و بـ"الفقراء" أعني نفسي..

"صباح الخير"

"أهلا لورد، أحب التزامك بالمواعيد كثيرا"

"أشكرك، أأقلب اللافتة؟"

"كلا، بقيت ربع ساعة على تمام الثامنة"

"لا بأس، أأستطيع أخذ فنجان قهوة لنفسي إذن؟"

"طبعا!"

ذهبت لمكينة القهوة تلك
القهوة ساخنة فعلا
جهزت لنفسي كوبا و أضفت له مكعبي سكر

رائحة الكافيين تعيد خلاياي الميتة للحياة
كيف تم اكتشاف مشروب بهذه الروعة بحقكم!!

جلست على إحدى طاولات المقهى أرتشف كوبي بكل هدوء
لكل منا مصالحه
مالك المقهى لطيف و يحب الاجتهاد

و أنا أناني و أحب الاستغلال
آتي كل يوم باكرا لآخذ كوب قهوة مجانيا منه
ذاك يوفر علي مصروف الافطار الصباحي فعلا

من جانب آخر
أنا موظفه الوحيد
صعب جدا علي تولي الأمر
لكن الجزء المريح أن هذا المقهى صغير ليس له رواد كثر

هو يتولى إعداد القهوة و الحلويات و أنا اتولى تقديم الطلبات
طبعا زوجته تساعدني و تساعده دائما
هي التي تهتم بتنظيف أرضية المحل دائما بعد أن أنتهي من مسح الطاولا
ذاك لطف منها في الواقع..

لصاحب المحل ابن يكبرني بسنتين
لكنه لا يتشرف بالعمل مع والده
بصراحة..المثل ينطبق علي
لولا حاجتي للمال لما كنت هنا

"سيدي أستأذنك بالانصراف مبكرا اليوم"

"و لما هذا يا لورد؟"