مشاعر مبعثرة

62 5 3
                                    

لا يوجد ما هو أشد خطرا على مبادئ انسان من لحظة يأس
                                                                (محمد حسن)















جزء مني كان يخبرني أن أعتذر منها
و الجزء الآخر يخبرني أني سيدها و يحق لي فعل ذلك

"صباح الخير سيدي"

وضعت صحن البيض أمامي
قلبت نظري بين الطبق و بينها

"ألن تفطري؟"

"لست جائعة، شكرا لاهتمامك"

"أين كعكة الأمس؟!"

"آسفة بشأن ذلك..يبدو أنها كانت سيئة كما تصورت..كان علي العمل أكثر"

"أجيبي على سؤالي"

"تخلصت منها"

"أوه.."

نهضت من مكاني لأقترب منها
وقفت قبالتها لتنظر إلي بنوع من الاندهاش

ضممتها إلي بخفة
كنت قادرا على الشعور بارتباكها بين يداي
لكني لم أتوقع أن تبكي

يا لغبائي
ردودها المبرمجة تلك جعلتني أظنها آلة فعلا!

"آسف.."

همست مربتا على رأسها بينما هي اكتفت بالبكاء دون قول شيء

بالتفكير في الأمر..
أنا أعاملها بجفاء شديد
صدقت فعلا أني سيدها
و حقيقة..
هي تساعدني أكثر مما أفعل

"ما رأيك بنزهة معي اليوم؟"

"نـ…نزهـ…ـة؟!!"

"أجل، سنستمتع"

"حـ…حسنا…سيدي"

"توقفي عن مناداتي سيدي، الفرق بيننا ثلاث سنوات فقط، يمكنك مناداتي لورد"

"لوـ…ـرد؟!! هذا…اسمك؟؟"

"أجل، غريب صح؟"

"كلا..جميل"

"إذن..ألن تبتعدي؟"

هي بتوتر حمحمت مبتعدة عني
ابتسمت ثم أسرعت لغرفتها تغير ثيابها
أليس غريبا أنها تعيش معي منذ قرابة الشهر و لم تعرف اسمي إلا الآن؟

"لكن..ماذا عن الجامعة؟!!"

"لن يضرني تغيب يوم"

هذه أول مرة لي أخرج معها
أنا فعلا اعتنين بها و اشتريت لها بعض الثياب إضافة للحاف دافئ و وسادة و غطاء

كان ذاك مكلفا بالنسبة لي
فلجأت لاختلاس الأموال من البنك
كانت طريقة يسيرة كما أني لم آخذ إلا حاجتي

أنا لم يخطئ بذلك
صح..؟

لم تكن نزهتنا طويلة
نحن فقط ذهبا لحديقة الحيوانات قليلا ثم تناولنا الغداء بأحد المطاعم و طلبت منها العودة للبيت بمفردها

المصير..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن