محتالة

65 5 5
                                    

لا بد للكشف عن الحق اثنين : رجل يجهر به .. وآخر يفهمه
                                                               (جبران)













رسالة بلغتني من أختي كاترن
ترددت بالرد عليها بداية
لن أسامح عائلتي أبدا

مع هذا..
كانت كاترن أكثر من يهتم بي عندما كنت صغيرا
كنت متعلقا جدا بها
أكثر من والدتي حتى

تجاهلها..
ما يزال مستحيلا بالنسبة إلي

*بخير*

بإيجاز أجبت و وضعت الهاتف جانبا عائدا لحاسوبي
بالمناسبة
كاترن و كارل توأم مختلف
هما شقيقاي الوحيدان و يكبرانني بخمس سنوات

*أأنت نائم الآن لورد؟*

قرأت رسالتها الجديدة
كيف أكون نائما و قد أجبتها توا؟

*تجاوزت الساعة منتصف الليل، نامي الآن*

*من الأكبر هنا؟*

*أختي رجاء أنا أعمل*

*ألن تتوقف عن عادة السهر تلك؟*

*لا*

مرت عشر دقائق دون أن ترسل شيئا
و أختي ليست من النوع الذي قد يكتفي بحوار قصير

بناء على ذلك رجحت احتمالان
إما أنها راسلتني لموضوع خطير جدا و هي ترتب أفكارها
أو أنها نامت
و رجحت ثاني الاحتمالين

*أخي، زفافي بعد أسبوعين*

كانت خطبة كاترن منذ سنة تقريبا
سعيد من أجلها

*مبارك، أتمنى لك السعادة❤*

*كيف أبلغ السعادة دون حضورك؟*

هذا هو الموضوع إذن
أنا لست مدعوا لزفاف أختي الوحيدة
لما على أبي أن يكون صارما لهذه الدرجة؟

أعلم أني لم أعد ابنه منذ خمسة أشهر
لكنها أختي الوحيدة
لو كان زفاف كارل لتقبلت الوضع
لكني فعلا أرغب برؤية اختي بالحلة البيضاء

شعرت برغبة عارمة بالصراخ
هذا الوضع يزداد بشاعة يوما بعد يوم

أريد العودة للبيت
كنت سعيدا حقا عندما لم أكن أفكر بمسألة النقود كثيرا
عندما كانت أمي تطبخ وجباتي المفضلة فور طلبي

هم و رغم أنهم لم يتقبلوني إلا أن كارل يمنحي المال بعض الأحيان
أرجح أنهم يفتقدونني أيضا
و ينتظرون عودتي

لكني لن أفعل
لم أخطئ
أنتم صدقتم فتاة غريبة و كذبتم ابنكم
كيف لي أن أسامحكم؟

*لا بأس*

*أرجوك لو~ سيقام الزفاف بقاعة وسط لندن، تعال هناك و سأحرص على لقائك دون أن يعلم أحد*

المصير..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن