غنيا..~

36 4 3
                                        

أنا نادم لأني ارتكبت كل تلك البطولات بحق نفسي
                                   (أحلام مستغانمي)













{إلى تلك الجميلة ذات العيون الزمردية..
أخبرتك أمس أني سأبدأ العمل بمشفى كاليفورنيا الضخم للأمراض العقلية
كان المكان أضخم من السابق و كأنه يتسع
به نشاط غريب يا جميلتي، عجزت عن مجاراتهم
لا بأس، طبيعي أن أواجه صعوبات بيومي الأول
لأصارحك..كان الأطباء أغرب من المرضى و كأنهم تعاكسوا الأدوار
تذكرت فيلم هوليوود الذي يروي عن قصة مشابهة
لم يكن عيشها ممتعا صدقيني..

رئيس القسم الذي أعمل به مغفل مع كل احترامي له و إن لم تكن جملتي تحوي ذرة احترام
هو أعطاني ملف حالة من أعقد الحالات بتلك المشفى بالخطأ
ابنته ناولته الملف و هو لم يقرأ الاسم بسبب ضعف بصره
لو ارتدى نظاراته للاحظ أنه ما من اسم أساسا

كنت متوترا جدا عندما أخبرتني بموتي
أتوقع أي شيء من المجانين و إن كان بعض الناس يرونني منهم

و عندما أهبت نفسي لأي حركة مباغتة منها..هي حضنتني و صارت تبكي و تردد عبارات غريب
كـ"اشتقت إليك لورد" و "أين كنت لورد؟" و أكثر ما أذهلني كانت جملة "العالم الآخر رائع كما تصورته، و الدليل أنك هنا بجانبي"

كنت متصنما و خائفا
الأمر أشبه بأن تكون سائرا لتشعر بيدان تحضنانك و صوت يهمس بأذنك "أنا مفخخ"

إن أبعدته مت و إن ابقيته مت
تكون بين خيارين لهما نفس النهاية
أيهما ستختار؟
سيكون من الغباء انتظار معجزة

لكني أملك من الغباء القدر الكافي لفعل ذلك
المشكلة لم تكن هنا
المشكلة أن المعجزة قد وصلت فعلا

دخل الغرفة بعض الحراس رفقة رئيس القسم و أبعدوها عني
كانت تصرخ بصوت مرتفع و مزعج تطالبني بالعودة فانتهى بهم الأحمر يحقنونها لتنام

اعتذر مني رئيس القسم مطولا و أعطاني حالة أخرى من الطابق الأول
كان التعامل معها سهلا و كان صبيا بالعاشرة
لكن ذهني ظل مشغولا بتلك الفتاة

ليس جيدا لطبيب نفسي انشغال ذهنه أثناء عمله فذاك يؤثر سلبا بنفسية المريض
رغم هذا لم أستطع التحكم بذاتي

بالمناسبة..
كنت أفكر بك في غضون كل ذلك
لا تتجرئي على تكذيبي!
أنتظر رسالتك بفارغ الصبر
لا تتأخري و إلا غضبت

تكلمت كثيرا..
آسف أميرتي~
مع كامل حبي لك..مالكك الوسيم❤}












"حسنا أيها الصغير..سأقتلك!!"

هجمت عليه أدغدغه بخفة لينفجر ضاحكا
ابتسمت و ابتعدت بعد فترة

المصير..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن