صقيع..

46 5 4
                                    

- كيف حالها؟!!
- لم تستطع الصمود بدونه..توفيت بعده مباشرة..
- لكني رأيتها أمس!!
- ذاك جسدها لا غير~












نظرت لتلك الأكياس على سريرها
ابتسمت بخفوت ثم دنت منها
كانت بها عدة أثواب اشترتها أثناء تسوقها

وقفت أمام المرآة تمسك ثوبا منها بيدها
كان فضي اللون بزركشة بسيطة عند الخصر يصل لركبتيها
هي ابتسمت ثم وضبته بحقيبة السفر تلك..

أرفقته بثياب أخرى و أحذية إضافة لفرشاة أسنانها و مشط و الكثير من المال الذي اجتهدت بجمعه بالأشهر الماضية

تسللت ببطئ على أطراف أصابعها حاملة تلك الحقيبة الثقيلة
وقفت قبالة الباب الأمامي
أدارت المفتاح بفتحته ببطئ ثم سحبته ليصدر صريرا جعلها تغلق عيناها بأسى

التفتت حولها تتأكد أنه ما من أحد سمع صوته سواها ثم أعادت اغلاقه ببطئ و حافظت على نفس حذرها حتى غادرت الحديقة الأمامية للبيت

كانت الخامسة إلا ثلث
كانت بالكاد قادرة على رؤية موطئ قدمها
هي اعتادت هذه الأجواء
لطالما كانت لندن مدينة الضباب ترتدي نفس الحلة شتاء
لكنها لم تتوقع كل هذه الكمية منه عندما يكون الوقت باكرا

جرت حقيبتها و قد علت محياها ابتسامة راضية
هي ليست نادمة
هي فقط حزينة..

"و الآن…"

كل شيء كان مغلقا
الشمس لم تشرق بعد
لكنها تعلم ان الشروق قريب

"ليس و كأن الشمس ستشرق فعلا.."

تمتمت..
و صدقت!
هذه الغيوم و ذاك الضباب الكثيف يعلمانها مسبقا أن الشمس قد تتأخر بضعة أيام لذا عليها الاستعداد لاستقبال الأمطار حاليا

"البلوغ فعلا رائع.."

وقفت أمام بوابة المطار مبتسمة
هي على وشك مغادرة بريطانيا
إلى الأبد..

صعدت بالطائرة التي ستقلها
كان مقعدها بالدرجة الثالثة
لم تكن رحلة مريحة قط..
مع أنها اول مرة لها على الطائرة

فكت حزام الأمان خاصتها بعد رحلة استمرت عدة ساعات
و لسوء حظها..
مقعدها لم يكن قرابة النافذة لتستمتع بالمنظر الذي لطالما بدا لها خلابا بالشاشات

"أهلا بي…بكاليفورنيا"

تمتمت بعد أن أنهت كل الاجراءات
وقفت أمام بوابة الخروج من لمطار
شدت طرف سترتها لأسفل بنوع من القلق

خطت خطواتها الأولى بتلك المدينة
و ما كادت تبتعد عن تلك البوابة لتنزلق بالثلوج المداسة مسبقا و تقع على وجهها
كما طفل يتعلم المشيء بدت لحظتها

بألم رفع جسدها و قد هددتها عيناها بإفراز سائلهما ذاك
و فشلت بكبحهما فانسابت تلك القطرات تغسل وجنتاها

المصير..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن