كبت و بوح

30 4 7
                                    

الكبرياء بالكبرياء، و النسيان بالنسيان
و أنا لنفسي..و أنت لأمثالك













"لكني..أعالج حاليا أربع مرضى بالفعل، إضافة لكوني لا أريد المزيد من الحالات المستعصية"

"عذرا سيد كلاوس، هو رفض العلاج عند أي طبيب سواك، سنعفيك من أحد مرضاك لتتولاه، أهذا يرضيك؟"

"لست مرتاحا لهذا، ألا يمكنني عدم توليه و حسب؟!!"

"للأسف هذا إجباري لك هذه المرة، كونه اختارك فأظنك ستحرز معه تقدما يفوق الآخرين"

"حسنا، أتشرف بذلك"

ناوله ملف مريضه
هو انحنى بخفة و غادر
تنهد باحباط شديد بينما يقلب أوراقه بين يديه ببطئ





وقف قبالة بابها و دلف دون طرق
ابتسم عندما رأى بحضنها الكتاب بنفس وضعية الحاسوب تلك
سحبه منها و حياها بمرح كما اعتاد

"فلتحزر الجميلة ماذا أحضرت لها!"

ابتسمت بفتور نوعا ما
لطالما كانت ابتسامتها معه هكذا

على خلاف ما كانت مع لورد
هي فعلا مجنونة الآن
لكن..
جزء صغير جدا -جدا جدا- كان واع كفاية ليدرك أن الجالس قبالتها ليس لورد

رغم الشبه بينهما..
هي يستحيل أن تخطئ بلورد

ربما أرادت لقاء هذا الشخص الذي اعتبرته بقرارة نفسها بديلا جيدا للورد رغم شخصيتهما المختلفة جذريا

لورد لم يعرها يوما اهتماما مبالغا به مثله
لطالما كان يكلمها بحيوية أحيانا لكنه يتجهالها غالبا
على خلاف كلاوس الآن

هذا بغض النظر عن الاختلاف بالمظاهر فشبههما سطحي فعلا
مثلا لورد أطول و كتفيه أعرض بقليل
إضافة لكون أسنان لورد كانت صفراء متسخة لاهماله تنظيفها على خلاف بياض أسنان كلاوس

كما أن مقاس حذاء كلاوس أصغر من حذاء لورد
إلى جانب اختلاف شكل العينين و كثافة الشعر و الرموش و شكل بسمتهما

"ماذا؟"

"أنظري!!"

ناولها حاسوبا محمولا صغيرا كان خلف دفتر ملاحظاته
هي ابتسمت..
لكن ابتسامتها لم تكن بالقدر الذي هو توقعه

إن صح التعبير..
كانت يائسة أكثر مما تصور
و هذا جعل شعور الفخر بنفسه يتلاشى سريعا دون قصد

"ألم تحبيه؟"

همس بنبرة احتلها الاحباط
و هي لم تجبه..
لوهلة ندم على انفاق ماله عليه

"يمكنك استعماله بأوقات معينة شرط أن أكون معك، بالكاد استطعت الحصول على إذن لمنحك إياه"

فرك مؤخرة رأسه بينما هي بقيت مثبتة عيناها على ذاك الحاسوب
كان صغيرا
لكنه كان كفيلا بجعلها تتذكر بعض الأشياء
البعض فقط!

المصير..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن