الهرب

14 1 0
                                        

:

حتى انهارت قواي وسقطت أرضًا، بين العتمة والبرد، جسدٌ هزيل، وقلبٌ أنهكه الوجع... وفي صباح اليوم التالي، شعرت العائلة بغياب ليندا.

ركضت الأم نحو زوجها بفزع، وقالت بصوت مرتجف:

أين هي؟!

نظر إليها باستغراب، متصنعًا الهدوء:

مِمَّ تسألين؟ عن ماذا تتحدثين؟

صرخت بقلق:

ليندا! لا أجدها في أي مكان! بحثت عنها في كل أرجاء البيت... لا بد أنها هربت!

ساد الصمت لحظة، ثم بدأ الغضب يتفجر من عينيها وهي تصب اللوم عليه:

أنت السبب! سمعتك ذات ليلة تقول إنها ليست ابنتنا... لقد قسوت عليها كثيرًا!

قطّب حاجبيه، وصرخ بانزعاج، وجهه يقطر برودًا:

كفى! قلت كفى! دعيها ترحل... هذا أفضل. أنا لا أهتم! فلتذهب إلى الجحيم إن شاءت!

تهاوت الأم على الأريكة، غطّت وجهها بيديها وهي تبكي بحرقة:

لن أسامحك... لقد أضعنا ابنتنا...!

حدّق فيها بلا رحمة، وقال بجمود:

ليست ابنتنا. لا تذكريها بعد اليوم. لقد... ماتت. ماتت، أفهمتِ؟!

عثرات القدر المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن