الوجه الآخر للصمت

9 1 0
                                        


جلس على المائدة، ووجهه مُتعب بطريقة لم أعتدها. لم يكن هذا التعب من العمل، كان شيئًا أعمق... كأن الأيام نفسها أثقلته فجأة.

"ليندا... نحتاج أن نتحدث."

كنت أنظر إليه وعيناي تبحثان عن أي علامة طمأنينة... لم أجد.

"هل الأمر خطير؟"

أجاب بعد لحظة صمت:

"هذا الصباح، وصلتني رسالة غريبة... لم يكن عليها اسم، فقط ورقة صغيرة، داخل ظرف أبيض... مكتوب فيها: (أين وجدتها؟ لقد حان وقت الحقيقة)."

سكت، ونظر إليّ مطولًا، كأنه يوزن الكلمات قبل أن يقولها.

"ليندا، أريدك أن تعرفي شيئًا... لم أكن أول من رآك في ذلك المكان، بل كنتُ الثاني."

اتسعت عيناي بدهشة.

"ماذا تعني؟!"

"رجل آخر كان واقفًا على بعد خطوات، يراقبك، لكنه اختفى قبل أن أصل إليك... ظننت أنه مجرّد عابر طريق، أو شخص لا يريد التورّط. لكن الآن..."

أخرج من جيبه الظرف الأبيض ووضعه أمامي.

"الرسالة كتبها بخطّ يدٍ أعرفه، لكن لم أره منذ سنوات."

أمسكتُ الظرف... ارتجفت يدي دون أن أعرف السبب.
كان الورق يحمل رائحة غريبة... مزيج من عطر قديم ودخان.

سألته بصوت خافت:

"هل تعتقد أنه يعرفني؟"

أجاب بنبرة غامضة:

"بل أعتقد أنه يعرف من أنتِ... أكثر مما نعرف أنا وأنت."

صمت طويل خيّم علينا، قبل أن يتابع:

"لهذا السبب... سنسافر."

"نسافر؟ إلى أين؟"

"إلى حيث بدأت قصتك... المدينة القديمة. هناك، سنبحث عن الحقيقة. لكن أعدك بشيء يا ليندا..."

نظر إليّ بابتسامة هادئة، رغم توتره:

"لن أتركك وحدك، أبدًا. سنواجه هذا معًا."

نهاية المقطعمفتوحة على الأمل والتشويق

ليندا تقف عند بداية مفترق طريق... خلفها حياة بسيطة دافئة، وأمامها بوابة ماضٍ غامض قد يُغيّر كل شيء.
لكن هذه المرة، لن تكون وحدها

عثرات القدر المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن