في زوايا الهدوء، حيث يسكن الصمت وتهمس الذكريات، تختبئ لحظات قد نظنها اندثرت، لكنها تعود فجأة، بلا استئذان، على هيئة مطر يطرق نافذة القلب. ليس كل ما نحياه يزول، فبعض التفاصيل تظل عالقة، تحفر في الذاكرة ملامح وجع لم ينضج بعد، ودهشة بريئة لا تعرف أن العالم لا يشبه الأحلام.
هذه حكايتي... أو لنقل، هذا ما بقي منها في روحي. مجرد لحظات سقطت من ذاكرة الزمن، لكن قلبي لا يزال يحتفظ بها... واحدة تلو الأخرى.
⸻
جالسة وحدي، أتأمل قطرات المطر وهي تنساب على زجاج نافذتي في الغرفة المظلمة. ومع كل قطرة تطرق زجاج نافذتي الصغيرة ذات القضبان الصدئة، تمر بي ذكرى من الماضي، فأجد نفسي واقفة على أعتابه...
ما زلت تلك الطفلة المليئة بالأمل والعفوية، ما زلت لم أدرك بعد معنى الألم.
كنت أعيش بين أمي وأبي، ومعي ثلاثة من الإخوة، كنت أوسطهم. حياتنا كانت عادية في كنف عائلة متوسطة الحال. وفي أحد الأيام، وبينما كنت أمرُّ مصادفة بجانب باب غرفة والدي، سمعت صوت أبي يرتفع غاضبًا وهو يقول: "لا تنسي أنها ليست ابنتنا... أنا نادم على جلبها إلى هذا البيت... لقد كنت مخطئًا.
أنت تقرأ
عثرات القدر المظلم
Mistério / Suspenseغموض. خيال. علمي. شريحة م̷ـــِْن الواقع حكاي فتاة بين الالم والامل يعكسها القدر لتجد نفسها بين جدران الياس
