فتحت عيني... أين أنا؟
لا أرى سوى الظلام، وضوء شمعة خافت في زاوية الغرفة، يجلس رجل قرب نار المدفأة.
أغمضت عيني مجددًا...
وبعد دقائق، شعرت بيد دافئة على رأسي وصوت أحدهم يقول:
"استيقظي، هل تشعرين بأي ألم؟ لا تخافي، لقد وجدتك مغميًا عليك في الطريق فأحضرتك معي."
لم أستطع النطق بأي كلمة وقتها.
"لا عليكِ، استريحي الآن..." قال مبتسمًا بابتسامة حنونة، ثم ترك الغرفة بهدوء.
كان رجلًا في الخمسين من عمره، متوسط الطول، ذو بشرة بيضاء، وله عينان بنيتان تشبهان أوراق الخريف الجميلة، وصوته هادئ.
وفي الصباح، استطعت النهوض من السرير، ووجدت بجانبي ثوبًا أبيض جميلًا مزيّنًا بزهرات صغيرة تأسر الأنظار.
غيرت ملابسي وخرجت، وكان قلبي يدق بسرعة
خرجت من البيت بخطوات مترددة، أشعر بنسيم الصباح البارد يلامس وجهي، ومع ذلك كان قلبي ينبض بحماس غريب، وكأن شيئًا جديدًا ينتظرني في الأفق.
توقفت عند باب المنزل، نظرت إلى الوراء حيث كان الرجل لا يزال هناك، يراقبني بصمت ودفء.
لم أعرف اسمه بعد، لكنه بدا لي كأنه يحمل في عينيه قصصًا لا تنتهي.
قررت أن أسأله عن قصته، عن سبب وجوده معي في تلك اللحظة الحرجة، وعن ذلك الثوب الأبيض الذي يحمل بين طياته سرًا ما.
ربما كان هذا اللقاء بداية لحياة جديدة، أو ربما بداية رحلة لم أكن أتوقعها
اقتربت منه بخطوات أكثر ثقة، وصوت قلبي يختلط بصوت خطواتي على الأرض الباردة.
قلت له بصوت هادئ: "من أنت؟ ولماذا أنقذتني؟"
ابتسم ابتسامة غامضة وقال: "هناك أشياء لا تُفسر بالكلمات، لكن دعيني أقول لك فقط أن قدرك مرتبط بي، ونحن الآن في بداية رحلة مشتركة."
نظر إليّ بعمق وكأنه يقرأ ما في داخلي، ثم أضاف: "لا تستعجلي، كل شيء سيتضح مع الوقت."
شعرت بحيرة في قلبي، لكنه كان شعورًا مشوبًا بالأمل، وكأن الظلام الذي كان يحيطني بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا.
كانت تلك اللحظة بداية لفصل جديد في حياتي، فصل مليء بالأسرار والاكتشافات التي لم أتخيلها أبدًا
أنت تقرأ
عثرات القدر المظلم
Детектив / Триллерغموض. خيال. علمي. شريحة م̷ـــِْن الواقع حكاي فتاة بين الالم والامل يعكسها القدر لتجد نفسها بين جدران الياس
