الصدمة

17 3 0
                                        

:

لم أستطع أن أتحرك... وكأن شيئًا خفيًا قيّدني من عنقي حتى قدمي. تجمد الزمن، وتجمدت أنا معه. اتسعت عيناي، ودموعي انهمرت دون أن أشعر. كنت كمن سقط فجأة في هوة لا قرار لها. بقيت واقفة عند الباب، أنظر إلى العدم، بينما كل شيء في داخلي كان ينهار بصمت.

منذ ذلك اليوم... لم تعد حياتي كما كانت. انقلب كل شيء إلى كابوس لا نهاية له. أصبحت معاملته قاسية كالجليد، وبدأ يبعد إخوتي عني وكأنني وباء يجب تجنبه. لم أكن أجرؤ على الكلام، فكل كلمة قد تجر عليَّ ضربًا لا يُحتمل.

مرّت الشهور، وبدأ جسدي ينهار. أصبح هشًا، عليه كدمات لا تُخفى، وروحي أثقل من أن تُحمل. اختفى الإحساس، وتلاشى كل شيء عدا الألم... الألم وحده بقي، يقاسمني أنفاسي.

وحين بلغت روحي حد الانهيار، قررت الهرب. لم أعد أريد شيئًا سوى النجاة. جاء ذلك الليل الموحش... كان الجميع نائمين، والسماء ملبدة بالغيوم، والبرد ينهش جلدي بلا رحمة.

خرجت من المنزل أركض، لا أعلم إلى أين... فقط أركض، كأن الموت يطاردني. لم ألتفت، لم أتوقف، حتى خذلتني قدماي وسقطت، منهارة بكل ما فيّ.

عثرات القدر المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن