فإذا به يجلس على المائدة وحيدًا، أمامه فنجان قهوة ساكن. وحين رآني، قال بهدوء:
"اقتربي."
وسحب الكرسي المجاور له.
جلستُ وأنا أشعر بتوتر شديد يضجّ في قلبي. لم أعتد مثل هذه المعاملة من قبل... من يكون؟ ومن أين أتى؟
هذا ما كنت أتمتم به في داخلي.
ابتسم لي وقال بلطف:
"تناولي طعامك، لا تخجلي."
ثم نظر إليّ بتمعّن وسأل:
"أخبريني الآن، أين والديك؟ وما الذي جاء بك إلى حيث وجدتك؟"
أطرقت رأسي وهمست:
"لا أعرف... لا أستطيع التذكّر."
وضع يده على كتفي وقال بحنان:
"لا عليكِ... من اليوم، هذا بيتك. وأنا سأكون والدك. لطالما تمنيت أن يكون لي أولاد."
نظرت إليه، والدموع تملأ عينيّ. همست بشكرٍ خافت:
"شكرًا لك..."
ابتسم وقال:
"لا عليكِ... ما رأيك أن نفكّر في اسم جميل لكِ؟"
نظرت إليه بدهشة وسألته:
"ما الذي يدفعك لفعل هذا؟"
ضحك بخفة، وأجاب وهو ينهض من مقعده ويرتدي سترته:
"لا شيء... سوى الوحدة. لا أريد أن أموت وحيدًا. وأنتِ بحاجة إلى أحد، أليس كذلك؟"
أنت تقرأ
عثرات القدر المظلم
Mystery / Thrillerغموض. خيال. علمي. شريحة م̷ـــِْن الواقع حكاي فتاة بين الالم والامل يعكسها القدر لتجد نفسها بين جدران الياس
