الفصل العشرون والأخير

5.5K 538 713
                                    

النهاية 💔

* * *

"بيكهيون إنزل حالا!"

تجمعت الدموع بعينيها ولم يكن هذا وقتها مطلقاً، يجب أن تنقذه من هاوية نفسه، فإستمرت بالصراخ مانعةً إياه عن الإقدام بذلك.

هيئته ذابلة ورأسه مطأطأ للأسفل، يسحب رعاف أنفه بين الحين والآخر، فهو كان يعض شفته لئلا تهطل دموعه ويكون ضعيفاً عند موته كما يعتقد.

"بيكهيون عُد إلى وعيك!" صرخت وهي تتقدم بحذر وبخطوات هادئة من خلفه.

"لم أعد أعي هذا العالم، أهذا ذنب كذلك؟" نبرته مرتجفة كروحه الصامتة التي لن تتفوه بما يضنيها.

"بيكهيون أنت ثمل، ستستيقظ لاحقاً وستتندم صدقني!"

"لن أتندم يورُم، لن أفعل" همس وأغمض عينيه، إهتزت جثته التي صرعتها الحياة وكانت ستهوي بها أسفلاً، إلا أن إصطدامه العنيف بأرضية السطح الصلبة حال من حدوث ذلك.

لم يستطع النهوض؛ فخدار جسده بسبب المشروب وتألمه كفيلٌ بإنهياره، إستسلم منبطحاً على الأرض وشرعت يورُم بضربه وهي تزجره، والدموع بعينيها: "هل جننت!"

"لم أنا هكذا؟" توقفت عن ضربه والذي لم يبدِ له ردة فعل متوقعة كالتألم، أو الغضب.

جلس وصار يحدق بها بحيرة وخيبة كذلك، بينما هي إستشعرت الحزن به، هذا كثيرٌ عليه.

"هل لي بحضن؟" إرتجف صوته، ورفت رموشه التي ستتبلل عمَّا قريب؛ فمدامعه صارت تتلامع بخُلجانها المالحة، وأنفه نزلت عليه السخونة الحارقة. ففتحت ذراعيها لإستجابة عاطفتها التي هزها.

إرتمى بعنف بأحضانها وشدد على قميصها والذي تعكر فعلاً، عكم أسنانه بقوة، وصدرت شهقاته المتقطعة، فإنهارت روحها أكثر عندما شرع بالشكوى: "ما الذي إفتعلته لكي يحصل لي كل ذلك؟ أي ذنب إرتكبته كي أعاقب هكذا؟! بلحظة واحدة العالم بأسره صار ضدي، هم لا يعلمون شيئاً! لا يعلمون ذرة مما أخفيه بصدري! ينتظرون زلتي ويتمنون موتي، شقيقي الذي أحبه تركني ورحل بين هذه الوحوش! ويجب عليَّ أن أتزوج بتلك الإمرأة عنوةً لكي آخذ بثأر أبي، وأنتِ صرتِ تتجاهلين وجودي وتقضين معظم الوقت مع تشانيول، أهذه أسباب كافية لعدم العيش؟"

"بيكهيون أنا..." عجز لسانها عن النطق، فتراجعت فحسب. شعرت بسكونه وثقل جسده.

"هل نمت؟" تمتمت، وبالكاد أبعدت رأسه المسند على كتفها وغيرت موضعه لصدرها حتى إنزلق بأكمله وصار بحجرها، ينام بكل ضعف، وبراءة الطفل ظهرت عليه بعد أن فضفض همومه.

سيد فراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن