الفصل الخامس عشر

3.8K 563 264
                                    


شكرا على تفاعلكم بالبارت السابق ♥♥ احبكم♡♥

◇◇◇

أرض الحضارة وأرض الآلهة بقديم الزمان، حيث تطورت البشرية على يد فلافستها وعلمائها، أرض الإغريق، اليونان.

متخاصمان لحد الجحيم، لم تتكلم معه طوال تلك الأيام التي قضتها بأستراليا. حاول أوليڤر مصالحتهما لكن محاولاته باتت بالفشل الذريع. بيكهيون كان يرغب بنيل رضاها وسماحها لكن تأسفه تحول إلى شجار صاخب ونهايته كانت بمغادرتهما لبعضهما وهما غاضبان.

"أنتِ، سنركب الحافلة لذا إتبعيني" نطق بنبرة جامدة وخالية من اللطف والمرح الذي عرفته.

تتبعته بهدوء كما فعلت بمطار سيدني وبمطار كورفو الدولي، هما حاليا بجزيرة كورفة اليونانية حيث الجمال والطبيعة. تود أن تعلم وجهتهما فبيكهيون لا يأخذها إلا للأماكن المميزة والغريبة.

رجال ضُخام البنية ووسيمين كالنعيم، بشرتهم سمراء وجذابة، إبتسامتهم تُرهق القلوب، كانت يورُم تحدق بهم من النافذة، إستشعر بيكهيون مدى إنجذابها لهؤلاء الرجال فأظهر إنزعاجه وأسدل الستارة.

"شمس اليونان ستصهرني" تمتم وهو مغمض العينين ممثلاً إنه سينام قريباً، عكمت أسنانها وهي تشزره بغضب ثم أسندت رأسها على النافذة التي كُسيت بالستارة.

توقفت الحافلة ففتح عينيه فوراً، هو لم يكن نائماً طوال تلك المدة، حول نظره لها فوجدها نائمة وملامحها متراخية، لا يعكرها الغضب ولا اللؤم.

الرُكاب ينزلون واحداً تلو الآخر ولم يبق في الحافلة إلا هما مع بعض الشباب. لقد وصلا لوجهتهما بالفعل لكنه مع رؤيتها نائمة بعمق، لم يرغب بإفساد نومها، وكان يريد بالمزيد من الوقت لكي يتأمل ملامحها اللطيفة.

"لم أكذب يورُم، كنتُ أود إخباركِ بأن مشاعري صادقة لكنني إعتذرت بالوقت الخاطئ فصُرتِ غاضبة" تمتم ثم ضم يدها بيده برقة وهدوء كيلا تشعر، فبعد لحظات مضت، غفى مع تفكيره وغرق على كتفها.

تفتحت عيناها بإنهاك فالنوم لم يكن كافياً وخصوصاً في الحافلة فهو غير مريح. شعرها المتناثر على وجهها أزعجها، وبعض منه ملتصق بوجهها.

ثقل على كتفها فشهقت بخفة ثم أعادته لمقعده وجعلته يتكئ على متكأه.

إنتابها الحرج فجأة فرفعت يدها لكي تبعد خصلة من شعرها وتسجنها خلف أذنها، لكنها مثبتة بالمقعد وهنالك أصابع تحكمها.

تحاول إفلات يده وهي محرجة ومتوردة الخدين، لكن ذلك صار مستحيلا فهو محكم عليها بقوة لا تؤلم، فإستسلمت وتركت يده تحتضن يدها حتى حين إستيقاظه.

سيد فراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن