الفصل الثالث

5.7K 639 226
                                    

في ديسمبر 2000، مطت بيديها الصغيرتين خديه اللذين يشبهان اللبان الأبيض المتورد، فهما كانا متوردين من برودة هذا الموسم الشديد البرودة.

"هذا مؤلم!!" أبعد يدها ثم مسد خديه وفركهما لعله ينعشهما بالحرارة.

"أعد لي حقيبتي!!" كانت تدور حوله وهي تتذمر بينما الصغير يهرب يديه منها.

"بيكهيون!! سأخبر أمي إن لم تُعدها!!" قوست شفتيها للأسفل ممثلة البكاء، كانت ستهرول لداخل المنزل إلا إن بيكهيون أمسكها من تلابيب معطفها وجرها لتقع على الأرض المكتسية بالثلج، وبضع ثواني حتى فتحت فاهها باكية.

"يا إلهي، ماذا حصل يورُم؟!" ركضت تلك الإمرأة نحو إبنتها فسارع بيكهيون بالتبرير عندما لمح أخرى تقترب منهم: "سيدتي لقد أخبرتها بأن تأخذ حقيبتها قبلما تدخل للمنزل فعارضتني!!"

ضيقت والدة يورُم عينيها وطيف الإبتسامة يتشكل على ثغرها ثم هامسته: "لا بأس، أعلم الحقيقة"

"بيكهيون!! أيها العاق!! كم مرة أخبرتك بأن لا تضايق الأطفال!!" جرته صاحبة الأنامل النحيلة من أذنه بينما بيكهيون كان يصرخ متألماً.

"أُماه!! هذا مؤلم!!" كان يقفز وهو يترجاها بأن تفلت أذنه حتى فعلت ذلك.

"على الأقل إعتني بأخيك بدلاً من خلق المشاكل بالأرجاء!!" صفعت رأسه مرتين فحماه بيديه الصغيرتين، كان يختلس النظر لوالدته بين الفينة والأخرى، فتكلمت والدة يورُم: "سورا، إنه طفل بالسابعة فكيف سيعتني بمولود حديث؟ إمنحيه بعض الوقت فجميع الأطفال هكذا"

"آه يا جيما، إنه يرهقني!! زوجي يعود في المساء لذلك لا أتلقى مساعدته بالإعتناء به فتاي يأخذ كل وقتي" تذمرت وعلامات الإرهاق بدت عليها.

ففر بيكهيون هاربا لداخل منزله فصاحت والدته: "أنت...!!"

أمسكت جيما يدي سورا ناطقة بإبتسامة مزينة على ثغرها: "لا تنسي بإنني هنا بجانبك، فلم نحن جارتان؟"

بادلتها سورا الإبتسامة ومن ثم قالت: "وكذلك نحن نتشارك القدر نفسه، ولدت سول بعد ولادة تاي بشهر" ضربت جيما على كتفها فقهقهت ناطقة: "أجل أجل، هما مقدران لبعضهما"

"أماه!! الهاتف يرن!!" صاح بيكهيون من داخل المنزل وبسبب صوته العالي إستيقظ تاي وشرع بالبكاء.

"سأذهب الآن" قالت ثم همت بالركض لتجيب على الإتصال بسرعة كي تطعم تاي.

وبعد لحظات من رفعها للسماعة شحب وجهها وترقرقت عينيها، كان بيكهيون يشد ثوبها للأسفل لتعابيرها الجامدة، تعالى صوت بكاء تاي مما أثار الرعبة بقلب جيما التي خرجت من منزلها.

سيد فراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن