الفصل العاشر

4.3K 548 152
                                    

"لن أصبغ شعري!" تعالى صوتها بصالون الحلاقة وحاولت الخروج منه، إلا أن بيكهيون حاوط خصرها وحملها عاليا كراقصي الباليه.

تم إجلاسها عنوة على كرسي الحلاقة. كانت تحتقن غضبها بجوفها الملتهب، شعرها الكستنائي القصير ستودعه، لا تعلم ما اللون الذي ينتظرها.

تنهدت وإستسلمت، شعرها مصيره تحت ذوق بيكهيون المعاق.

هو كذلك يصبغ شعره!

"ماخطب هذا التحدي؟" سألته لفضولها، فأجاب: "إنه تحدي يحتم علينا صبغ شعرنا بكل بلد نسافر إليه!"

هزت يورُم رأسها بخيبة وراحت تردد: "ببعض الأحيان أشعر إنك مجنون بالفعل، لكنني سأتحمل جنونك فقط من أجل المال"

ثم غمغمت بإستغراب: "أي نوع من الصالونات هذا؟ رجالي ونسائي بالآن ذاته"

أخرج بيكهيون الكاميرا الديجيتال وشغلها لكي يشرع بالتصوير لكن بعد أن حصل على إذن صاحب الصالون.

"مجدداً ها نحن هنا! إنه أنا بيك بيك الجوال وهذه يورُم الجوالة! كما ترن، ها أنا أصبغ شعري وكذلك يورُم لكنكن لا تعرفن الألوان، ستعجبن بها صدقني"

تنبهت يورُم بأن الكاميرا تصورها ففردت السبابة والوسطى ليكونا حرف V.

اللحظة المنتظرة هو اللون! الكاميرا بيد أحد العاملين بالصالون؛ فبيكهيون طلب منه هذه الخدمة والتي هي تصويرهما. فتحت فاهها من شدة إنذهالها، وأعجبت بشعرها أكثر عندما صُفف.

لون أحمر قان تألق بتموجاته المحدودة؛ فبآخر المطاف شعرها قصير. أما بيون بيكهيون فقد صُفف شعره هو الآخر، كان فخورا بإختياره، فالشعر الفضي زاده جاذبية وإثارة وأبعد عنه النظرة الطفولية التي يراها به الناس.

"ما رأيكِ بذوقي؟" إلتفت لها ومد يده كي تضع يدها عليها ويقبلها بنبل إلا أنها عرفت ما تراوده من أفكار فصفعتها ونطقت: "فظيع"

"خال نفسه نبيلاً عندما صار شعره فضي" غمغمت عند نهوضها إلا أنه إستطاع سماعها. عقد حاجبيه بغير رضا وصاح ورائها: "أنت! يورُم!"

كانت تتبجح بمسيرها بين الحشود اليابانية المكتظة بشوارع العاصمة طوكيو، وتخلل أصابعها بين خصلات شعرها الأحمر القاني؛ فبكل مرة تصفف شعرها تتباهى به. بينما بيكهيون فملامح وجهه كفيلة لوصف حماسه المفرط لِما هو قادم.

"وماذا بعد هذا سيد فراولة؟ إلى أين؟" قالت بنفاذ صبر وهي تطرق الأرض بحذائها ذي الكعب. رفع بيكهيون يده نحو السماء كتمثال الحرية وتحدث بصوت جهور: "إلى حيث يتردد صدى صوت قبعة القش زعيم القراصنة..."

سيد فراولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن