الحلقة الثلاثة والعشرون (23 )

9.3K 206 5
                                    

وقدمنا فاكهه وعصير .ومشيوا حتى اخويا كان نفسى يقعد كام يوم بس كان حاجز ومرتبط بشغل ومشى بالليل وروحنا وصلناه للمحطه .
ورجعنا نمنا ....
وقمنا صلينا ورجعنا البيت فطلبت من وليد وانا خايفه لا يزعل انى مش هاروح معاه التدريب عشان اقعد ارتب البيت وانضف فيه شويه بعد ضيوف امبارح ..
بس المفاجئه انه مش زعل بالعكس لقيته ابتسم بمكر وقال :براحتك يا حبيبتي وما تتعبيش نفسك قوى .
وكمان ماقلش ابعتلك مرات البواب تنضف بدالك او حاجه وكنت هاساله بس قلت اسيبه ينام الساعه دى قبل التدريب ولما يرجع من بره ان شاء اله اساله .
وبعدساعه صحيته عشان يقوم ياخد شور ويجهز وانا دخلت كملت الفطار وخدته للسفره وجه وفطرنا وعمال يبصلى وهو مبتسم .
فابتسمت وقلت :مالك ماشاء الله صاحى بتوزع ابتسامات .
فقال وهو بيضحك : ايه يا رونى مش عايزانى اضحك وانا بابدا يومى بانى اشوفك دى مش حاجه تفرحنى.
فضحكت وقلت :ربنا يفرحك كمان وكمان يارب .
وخلص فطاره وجبت موبايله والمفاتيح والمحفظه .واديتهمله .
وطبعا لازم الاصطباحه بتاعت كل يوم ياخدها .
وودعته ومشى .
وانا شلت الاطباق ونضفت السفره ونمت : والنهارده ما بعتش رساله .
لا انا كدت اتاكدت انه فى حاجه متغيره وان شاء الله لازم اساله لما يرجع .
المهم قلت اوضب فى الشقه الاول وانضفها وبعد ما خلصت ؛
وجهزت حاجات الغدا على التسخين لانه اصلا احنا كنا طالبين من الفندق اكل كتير فالعلب والصوانى المتبقيه هتكفينا كذا يوم .
ولقيت انها لسه الوقت بدرى قوى على ميعاد رجوعه .
ففكرت ورحت الاوضه بتاعت الحاجات الفيها جهازى وفتحت كام كرتونه واتفرجت على الحاجات الفيها وحددت شويه منهم هابعتهم صدقه وشويه هاحتفظ بيها .
ولقيت ان دى احسن فرصه ان وليد مش هنا عشان اتفرج براحتى من غير تعليقاته او يدبسنى فى لبس منهم عشان يلبسه .
وفضيت شنطه من البس على التانيه واشوف الحاجات التناسبنى والمش هيناسبنى هابعته المسجد ولقيت شويه لبس فى منتهى الجمال فحبيت اجربهم .
وبقيت كل طقم يعجبنى البسه واروح اشوف نفسى عند المرايا وافرح بنفسى وارجع اغيره.
واخليه على جنب عشان برضوا هاعمل جرد للدولاب واليعجبنى اشيله فى الدولاب .
والهتكسف البسه قدام وليد هالبسه وهو مش موجود ولقيت طقم عباره عن بدى بحماله واحده وشورت.
فبصتله وقلت :مش حرام يعنى كل الحلاوه والشكل الجميل ده والبسك تحت الهدوم .
وابتسمت وقلت : طيب ما اجربك مره كده وبسرعه لبسته وجريت على المرايا اشوفه .
وفتحت عنيا على الاخر وقلت :لا دا انا اتجننت خالص ؛معقول انا دى ايه قلت الادب الانا لبساها دى
(وانا بكلم المرايا ) .
وبلعت ريقى ولفيت عشان اروح اغيره واتصدمت لما لقيت وليد واقف قدام الباب ومبتسم ورافع حاجبه .
وزى ما يكون بيقولى ايه ده الاانتى عاملاه .
وحسيت ان جردل ميه اتكب عليا وحطيت ايدى على بقى واديا فجاه سقعت .
وقالى :ايه الانتى لابساه ده فى واحده تلبس كده فى بيتها وهيا لوحدها .
مش عارفه انى ممكن اجى فى الوقت ده.
فبلعت ريقى بصعوبه من كسوفى الخلانى اتمنى الارض تتشق وتبلعنى ومنه واكيد هياخد فكره غلط عنى ويقول انى مش مؤدبه .
وكنت حاسه انى مش قادره اقف على رجليا ومش عارفه اشرحله ازاى .
وبصيت للساعه لقيت لسه فاضل ساعتين على ميعاد رجوعه .
المعرفوش ان وليد اخر الساعه عشان اطمن وافضل براحتى باللبس وهو يجى فجاه ويشوفنى بيه .
فقلت بارتباك وانا عينى على الارض ومش قادره ابصله :
(والله انا اول مره اتجنن واعمل كده والبس لبس بالشكل ده من غير هدوم فوقيه .
بس اصل انا اصل لقيت شكله حلو وحسيت انى نفسى البسه واشوف نفسى بالمرايا .
بس والله دى اول مره البس واجرب اشوف نفسى فى المرايا .
وكنت كل شويه ببص للساعه عشان لما تيجى تلاقينى بلبس محترم .
بص حتى لسه فاضل ساعتين على ميعادك .
فرد وقال :انا ماليش دعوه بالساعه .
افرض باظت افرض مقدمه ولا ماخره .
المهم الانتى لبساه عايزه الناس تقول عليا ايه .
مراتى بتلبس كده فى بيتى .
فعنيا اتملت دموع ومش قادره ابصله وحسيت انى نزلت من نظره فعلا .
وزعلت من نفسى ان عملت حاجه زى دى وكنت عايزه اولع فى كل الهدوم وقلت :
وليد والله انا قبل ماالبس اللبس ده او غيره اتاكدت ان الشبابيك والبلكونات مقفوله ومحدش شافنى خالص .
والله صدقنى .
فرفع حاجبه وقال : وكمان فيه لبس تانى غير ده لبستيه ويا ترى زى ده ولا انيل بقى .
وهنا ما قدرتش امسك دموعى ونزلت انا اصلا من اول لحظه شفته كنت هاجرى اغير ؛
بس هو ماسك ايدى ومش راضى يسيبها .
فقلت :وليد اسفه بجد انا عارفه انى غلطانه عشان خاطرى سامحنى ومش هاعمل كده تانى اوعدك .
لو سمحت ما تاخدش فكره غلط عنى سامحنى .
انا اول مره اعمل كده ومش هتتكرر .
ولقيته فجاه انفجر فى الضحك مش عارفه ليه وحضنى وباس دماغى.
وقال : مش ممكن انتى بجد مالكيش حل .
انتى فعلا كده يا رونى . انا لوحد حكالى عن بنت بتعمل تصرفاتك دى ما كنتش هاصدق .
ففهمت انه لسه بيانبى فغطيت وشى باديا .
وقلت :والله اسفه خلاص مش هاكررها .
فشال اديا ومسح دموعى .
وقال يا حبيبتي ده بيتك وده اكتر مكان من حقك تلبسى البس ده وغيره براحتك .
وبعد ين اصلا المفروض انى كل يوم ارجع الاقيكى لابسه كده .يعنى لو ما شفتكيش انتى لابسه كده ابص بره يعنى .
فقلت :انا البس كده كل يوم وقدامك وبصيت لنفسى وافتكرت شكلى فى المرايا ولقيته انه لغايه دلوقت بيبصلى فجيت اشيل ايدى بسرعه عشان اروح اغير ما قدرتش .
فديت ايدى على عنيه وقلت :حرام عليك ما تبصش عليا وانا كده .غمض عنيك .
فضحك وقال : وانتى فاكره انه كده مش شايفك يعنى . فاتخضيت وشفت انى قافله ايدى كويس على عينه .يعنى مش هيشونى .
وقلت :انت كده شايفنى ازاى ؟
فضحك وقال :اصلا صورتك اطبعت قدامى .
فكنت هاعيط تانى .
وقلت وليد الله يخليك سيب ايدى وانا هاروح اغير بسرعه وعد مش هترجع تانى تلاقينى كده .
فشال ايدى من على عينه وقال :ومين قالك انى عايزك توعدينى بكده ؟
فاستغربت وبلعت ريقى وقلت :طيب اعمل ايه عشان تصالحنى ؟.
فقال :توعدينى ان كل يوم ارجع اشوفك كده .
وكان بيبصلى بطريقه استغربتها وكلها جرائه .فاتكسفت خالص وشديت مفرش السرير من جنبى وغطيت نفسى بيه كلى .
فضحك عليا وشاله : وانا بصيتله برجاء عشان يسيبنى .
وبصلى بصه ما فهمتهاش وقالى وهو مركز فى عنيا : وحشتيني وتعبتينى يا رونى .
فقلت :وليد مالك انت بتبصلى كده ليه وبتقول كده ليه ؟.
فلقيته بيمرر ايده عليا وعلى جسمى وبيبصلى بطريقه غريبه .فخفت منه .
وقلت وليد: مالك انت بتعمل ليه كده فحضنى قوى وبشكل غريب وقالى : انا عايزك ؟
فقلت :عايزنى .ما انا معاك اهه.ولا طيب عايز اعمل ايه .؟
فباسنى بالقوه وقرب منى بشكل مش متعوداه منه .
وبقا بيعمل حاجات غريبه .وانا خفت خالص وجسمى اتنفض.
وقعدت على الارض وخبيت عنيا .
وكنت بصرخ: ابعد عنى انت مالك فيه ايه .
مالك يا وليد انت بتعمل كده ليه .
فوق يا وليد انت مالك .انا رونى .فوق مالك .
وهو وقف شويه وبيبصلى وسمعت صوت رجليه وهو بيخرج من الاوضه .
وبعد شويه قدرت انزل اديه البتترعش وجسمى كله بيترعش ودموعى مش قادره توقف .
وحاولت اقوم بالعافيه وما قدرتش شديت المفرش من على الارض واتغطيت بيه ونمت وما حسيتش بنفسى .
ولما صحيت لقيت نفسى على السرير .
ومتغطيه والدنيا ليل وافتكرت الحصل ودموعى نزلت بسرعه .
وعماله افكر هو ماله كان بيعمل كده ليه ولما حسيت انى منهاره حطيت ايدى على بقى عشان ما يحسش انى صحيت ويجى تانى .
وفعلا لقيته جه بسرعه وقعد جنبى على السرير وانا بعدت بسرعه وما مش قادره اتكلم وخفت خالص منه وقعدت اهز راسى بلا .
وهو شكله كان زعلان قوى .
وقالى :رونى حبيبتي اهدى .ما تخافيش مش هاقربلك خالص بس اطمنى واهدى .
حقك عليا انا مش عارف انا مقدرتش اتحكم فى نفسى سامحينى .هو انا مش وليد حبيبك .)
فهزيت راسى بلا.
ودموعى عماله تنزل ولسه ايدى على بقى .
فقال :رونى انتى يعنى خلاص مش بتحبينى .
يعنى خلاص مش بتثقى فيا .
فبصتله بنظرت عتب وخوف ودموع وما تكلمتش .
وقال: بالرغم انى اتعذبت فى بعدك كتير الا انى اتعذبت اكتر فى قربك وانتى مش عايزه ترحمينى .
انا باعتذرلك يا رونى ومش هازعلك تانى .
وسابنى وخرج .
وانا كل الفكرت فيه ان بيتعذب فى قربى وانا مش عايزه ارحمه .
وحسيت انى كانى ضيفه عليه تقيله ومش مرغوب فيها وزى ما يكون انه ادبس فيا.
ومش عارف يتصرف فيا وانا مش عايزه ارحمه .
يعنى عايزنى انا الامشى مش هو اليمشينى او يطردنى .
فقمت بالعافيه وغسلت وشى واتوضيت وصليت ولبست هدوم خروجى .
وخرجت كان فى الصاله . فرحتله وانا باصه فى الارض وقلت :انا اسفه لو كنت دايقتك لدرجادى .
وانى وصلتك لوضع ده . وانا هنفزلك كلامك وهارحمك وهاسيبلك البيت وهامشى .
وسبته ومشيت وقبل ما ما افتح باب الشقه . لحقنى ومسك ايدى وقالى :انتى رايحه فين .
فبصيت لارض ودموعى ملت عنيا وقلت هاسافر .
كفايه اعذبك لغايه كده انا لو كنت فهمت كده من الاول كنت مشيت من زمان وما عذبتكش معايا كل ده .
فقالى :هو ده الفهمتيه من كلامى وشد شعره جامد ونزل ايده .
وقال :هو ده الوصلك .
فسكت وبصيت لارض وانا دموعى بتنزل
وقال :انتى ليه مش عايزه تفهمينى مش عايزه تحسى بيا مش .
فقطعت كلامه وقلت: مالوش لازمه الكلام انا هامشى خلاص .
ومش لازم تعب نفسك فى مبرات مالهاش لازمه .
وجيت امشى وقال :رونى ادخلى جوه مش هاتمشى .
فقلت :لا هامشى .عن اذنك .
واول ما تحركت شدنى من دراعى لاوضه الاميرات وزقنى على السرير .
وقالى :ما تطلعيش من هنا تانى وشيلى من دماغك موضوع انك تمشى من هنا سامعه .
وانا الحصل اعتذرت عليه وبالنسبه لكلام القلته انا ما اقصدش الفهمتيه .
ويا ريت متخلنيش اتجن عليكى عشان انا عارف ان زعلى وحش فما تخلنيش اعملك حاجه نندم عليها احنا الاتنين طول عمرنا .
خليكى هنا لما هاهدى واقدر اتكلم بهدوء هارجعلك .
انا ما كنتش متخيله ان وليد بيعاملنى كده .
وقلت بخوف :هو انت لسه ناوى تجن تانى عليا .انت ناوى تكرر الحصل تانى.
فحط ايده على وشه وقال :استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم..استغفر الله العظيم ..
وشال ايده من على وشه وقال :بصى يا رونى خليكى هنا وانسى موضوع انك تسافرى وتسيبى بيتك سامعه ولينا كلام تانى بعدين .
وخرج وقفل باب الاوضه عليا .
وانا انهرت وقعدت اعيط .
لغايه لما سمعت صوت رساله .
وانا عارفه انه محدش غيره البيبعت رسايل ليا .فتحتها وقريتها وكانت كالاتى:
سافرت فى عينيكى يوما مغترب..
ورحلت من نفسى اليك لاقترب..
واردت ان ارسوا لضفافك سالما..
فتعطلت سفنى بحرك فى عجب..
واطلت الامواج تعلو مركبى ..
وقفت فى ظل السماء بلا هرب ..
فالموت يحفر فى السفينه اسمه ..
والريح تشدو فى صفير وصخب ..
وظلت اصرخ فى الفضاء فربما..
من يستمع ياتى الى ويقترب..
لكنى كنت الوحيد ببحرك ..
واليل اغمض جفنه ولم يحتجب..
ان كنتى احسستى اقترابى فارحمى..
قلبا تعذبه ر ياحك فى غضب ..
مدى الى قلبى يديكى وسامحى ..
راندا لا تهجرى قلبا قد احبكى..
( بقلم. ا.محمد عبد العاطى)

 

احببته وكرهت سجاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن