القرار في البيت : خطوات عمَلِية.

293 13 2
                                    

قالَت فيما معناه، أني كنتُ في حرقة على القرار في البيت عندما كنت أخرج كل يوم للدراسة والعمل، وكان يتعبني الأمر جداً، وها أنا اليوم تركت العمل لأسباب، وجلست قريرة البيت، لكني أشعر بالخنقة وأحن للعمل أحيانا وأمل من الجلوس في البيت، فما الحل ؟
فقُلتُ :

كلامُك أخيتي ذكَّرني بإحدى الصديقات الحبيبات لقلبي، التي كانت هي أيضا تعاني من النظام التعليمي والعمل بسبب الاختلاط وما يورِثُه من موت القلب الخ .. حتى شاء المولى سبحانه أن يرزقها زوجا يجعلها معززة مكرمة قريرة بيتها، فتركت الدراسة وجلست في البيت، وهاهي اليوم أم لطفلة لها بضعة أشهر، لا تترك بيتها إلا نادرا، أو يكون برفقة زوجها .. كنت قد كلَّمتها مرة وتكلمنا عن الموضوع، بعد ان اشتَكَيت لها مما أعانيه، وسألتها سؤالاً، بمعنى ما شعورك وأنت قريرة بيتك، لا تحتكين بالرجال يوميا، لا تتعبين من كثرة الخروج والمسؤوليات التي تخالف طبيعتك البشرية الخ ..؟
قالت أنها للأسف لم تبلغ تلك اللذة التي كانَت تتوقعها، ولم تعد في قلبها تلك الحرقة التي كانَت فيها من قبل على القرار في البيت .. بل أنها تضجر من حالها أحيانا، وتَمَل من الجلوس في البيت، أحيانا يأتي زوجها فيجدها غضبى دون سبب وتبدأ في الخصام معه بينما هو لا ذنب له، والسبب أنها ملَّت من الجلوس في البيت ..
أنا استُغرَبتُ، ولم أستَطِع تقبل الأمر، يعني فتاة كانَت تُعاني ما أعانيه أنا اليوم، وكانت لها نفس الحرقة التي في قلبي اليوم، ثم جاد الله عليها بتلك النعمة العظيمة، وتضجر منها ؟ كيف ذلك .. فسألتها، يعني ما السبب ؟ لماذا ؟ ألَم تتمني يوما ما أنت عليه الآن ؟

قالت صحيح، لكن الفطرة انتَكَسَت ..

وبهذه الكلمة فهمت كل شيء، ووعيت الداء والدواء، وطريقة احتساء الدواء.
انتكاس الفطرة يا حبيبة، هو ما تعانينه أنت أيضا؛ المرأة بطبيعتها ميَّالَة للقرار في بيتها، وللراحة، بل ان بشرتها أحيانا تتضرر من كثرة الخروج والتعرض للشمس، وبطبيعتها الرقيقة تميل إلى الطمأنينة والجلوس في البيت، لكن مثلا، تخيلي معي إنسانا يمشي، هو في الأصل يمشي بشكل عادي كما خلقه الله وفطره، لكننا تبنينا هذا الإنسان، ولقَّنَّاه لأكثر من خمسة عشر سنة طريقة مشي خاطئة، حتى تعَوَّد عليها وألِفَها وأصبحت عنده هي العادي، ذلك لأن كل من حوله يمشون بنفس الطريقة؛ إلا البعض، لا يزالون على طبيعتهم. فبالله عليك، في مجتمع كهذا، سادت فيه تلك المشية الخاطئة، أكيد سيكون أصحاب المشية الطبيعية هم الغرباء، وإن كان الناس يرون أن أصحاب المشية الطبيعية هم أكثر الناس راحة، يمشون في راحة تامة لا يتكلفون كما يتكلَّف الآخرون ولا يتعذبون .. لكن مع ذلك سيبقون هم الغرباء، هم المختلفون الذين تُوَجَّه إليهم الأصابع .. فهذا بالضبط ما نعيشه اليوم، المرأة التي لا زالت تحتفظ بطبيعتها البشرية هي التي أصبحت غريبة وغير عادية، أما البقية الذين خالَفوا طبيعتهم، والذين هم طبعا على منحًى خاطئ هم الصائبون، وهذا خاطئ طبعا.
طيب، نعود للمثال، لنفرض مثلا، أن أحد الناس أصحاب المشية الخاطئة، قرر أن يعود لطبيعته، وجد أنه يكلف نفسه ما لا طاقة لها به، يخالف طبيعته، ولو أنه سايرها لارتاح؛ برأيك، هل سيكون من السهل عليه أن يعود لطبيعته ؟ شيء عاش عليه لأكثر من ١٥ سنة، هل سيسهل عليه تركه في الحين ؟ بكل سهولة وليونة ؟
أبدًا، بل بالعكس سيتعذب كثيرا، وسيصبح كإنسان يغير من طبيعته، لا إنسانا يعود لطبيعته؛ وسيحاول المشي بالشكل الطبيعي، لكنه سيتعب في وسط طريقه ثم يكمل المسير بالمشية التي تعود عليها، وسيفعل ذلك مرارا، لأنه إنسان في آخر المطاف، هل نلومه لأنه أكمل المسير بمشيته الخاطئة أو لم يستطع التحمل مرة واثنين وثلاث ؟ لا .. لأنه لا حول له ولا قوة في الأمر، ولا ذنب له أصلا، ليس هو من اختار ذلك، هم من لقنوه إياها حتى أصبح يصعب عليه الرجوع للأصل .. لكن نلومه إن ترك المحاولة، وترك الإنابة والرجوع لطبيعته، سيفشل مرارا وتكرارا لكنه في آخر المطاف سيصل إلى مبتغاه، يحتاج وقتاً فقط، وفترة تدريب وتعود وفترة تألف فيها نفسه ذلك الأمر.
مثال آخر، مدمن المخدرات، حين يقرر ترك المخدرات ويذهب لمركز متخصص بالمدمنين، هل يمنعونه نهائيا من المخدرات منذ اليوم الأول ؟ إن فعلوا فإنه سيجن ويفقد عقله، مستحيل أن يتركها من يومه، يحتاج مدة طويلة حتى يتعود على بُعدِها ..
باختِصار، يحتَاج المرأ في كلا الحالتين إلى التدرج، وأن يكون القرار نابِعا من الشخص نفسه لا مُلَزَّماً عليه من طرف شخص آخر.
أُوَضِّح.
مثلا كنت قد كلَّمت صديقة أخرى بارك الله فيها وفي بيتها، هي أيضا تزوجت وجلست في البيت، وكان زوجها يمنعها من الخروج، وفي الأصل يحِق له ذلك صحيح، لكنه لم يكن القرار المناسب في تلك الفترة..
المرأة التي بين يديك مريضة، فطرتها منتكسة، صحيح تريد أن تَقَر في البيت لكنها تعودت على الخروج، كيف تطلب منها بين ليلة وضحاها أن تمتنع نهائيا ؟ من المستحيل أن تتحمل الأمر، حتى وإن كانت هي من تريده فعلا؛ تحتاج إلى التدرج، زيادة أنه حين تمنعها أنت عن الخروج الشيطان يلعب بها لعباً، بل إنها تصبح راغبة في الخروج أكثر من أي وقت مضى؛ يعني سبحان الله، أنا لا أفهم لم لا يفكر الناس في الطَّرَف الآخر، لم لا يخافون على دين أزواجهم وإخوانهم وأقاربهم ؟
نعم صحيح، يحق للزوج أن يمنع زوجته من الخروج، ولستُ أُنكِر عليه ذلك، لكن لِم لا تجعلون ذلك المنع مُحَبَّبا لقلوب نسائكم، لماذا تدفعها للعناد والتعصب، وتُشعرها أنك تتحكم فيها؟ نعم صحيح أنت القائم على أمرها، لكن لا تشعِرها بأنها أقل منك درجة وإن كانت في الأصل كذلك؛ خوفاً على دينها وفتنتها، لا تدفعها لأن تقول كلاما قد يجعلها تحمل أوزاراً على أكتافها، لا تدفَعها لعصيانك ! يا أخي عاملها بلطف، قل لها كلاما حلواً، قل لها أني أغار عليك ولا أحب خروجك حتى لا يستطيع أحد غيري أن يلمحكِ، قل لها أن هذا المنع نابع من حبي لك؛ والكثير الكثير الكثير، هناك ألف كلمة قد تُقال تُقنِع بها زوجتك بعدم الخروج، وأنا متأكدة ٢٠٠٠٪ أنك إن تحايَلت عليها بكلامك الحلو لن تستطيع أن ترفض لك طلباً؛ الله سبحانه وتعالى لم يجعَل بين الأزواج حدوداً، أحَلَّ كل شيء، حتى يستطيع الإثنين أن يسيِّروا علاقتهم في كل راحة وسكينة، لكن لا أفهم لم لا يستَثمر البعض هذه الأمور في علاقاتهم الزوجية ؟ بل حتى المرأة، نقول أنك مللتِ من البيت وتريدين الخروج، لا تهجمي عليه فجأة دون سابق إنذار "أريد الخروج فوراً" ليجيبك هو ب "لا" وتكونين أنت أصلا مهيئة لسماع "لا" هه، وقد جهَّزتِ السبعين ألف كلمة التي ستستشيطين عليه بها غضباً، فما أن يقول "لا" حتى تنطلقي، ثم يعانِد هو وتعاندين أنت أكثر، ويكبر المشكل أكثر حتى يصبح كارثة في البيت، وسببه تااافِه، تستَحيِين حتى من ذكره لوالديك إن أنت اشتَكَيتِ .. يا امرأة، تعلمي حسن التَّبَعُّل، اغمسي كلامك في العسل، تعامَلي كأنثى، وأقولها، كأنثى، لأننا اليوم نعاني كثيرا من النساء المرجلات بسبب ما عشناه من اختلاط، احتككنا بالرجال كثيرا حتى تشَرَّبنا طِباعهم؛ هو لا يريد رجلا آخر معه في البيت، يريد امرأة، فكوني امرأة بصوتك وتصرفاتك ولباسك وحركاته ونظراتك وكل تفاصيلك الصغيرة، تستَقِم لكِ الحياة. وأنتَ كرجل، تحَمَّل قليلاً، فهي تبقى ضعيفة، وأحيانا تكون إنسانة دون عقل فلا تدفَعْها لما لا يرضي الله، خَف عليها من غضب الرحمن، فلَكَ حقوق عليها إن هي تركتها ربما هَلَكَت، فكُن رحيماً، ألا تخاف على زوجتك من الهلاك ؟ تذَكَّر يوسف عليه السلام حين أخطأ إخوته في حقه، واكتفى بقول "مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"؛ من يسمَع كلمة " نزغ بيني وبين إخوتي" سيقول أنه ربما إخوته ضربوه أو ربما أخذوا حاجته، أو ربما قالوا له كلاما جارحاً، من منا كان سيتخيل أن إخوته أرادوا قتله ورميه في البئر وأنه دخل السجن وعاش كل تلك المعاناة، لو أننا ما كنا نعرف قصة سيدنا يوسف عليه السلام، من المستحيل أن تخطر على البال، لكنه الكريم صاحب الأخلاق النبوية عليه السلام، هَوَّن من فعل إخوته لأنه يعلم أن الإنسان ضعيف، وأن النفس قوية، والشيطان بوساوسه يجعل الإنسان أعمى؛ فتقبل وتقبلي أخطاء زوجك على أنها زلَّات بسيطة، لم يكن أو لم تكن هي سببها، إنما كان سببها الشيطان، وبذلك يسهل عليكم الصُّلح.
طيب عودة إلى الموضوع، وأعتذر منك أختي على الإطالة لكني أحببت أن أحيط قليلا بجوانب الموضوع، وما يتعرضه من عوائق حتى نخرج بخلاصة نافِعَة.
إذا قلنا بكل اختصار تَدَرَّجي، خطوة خطوة، لا تَقسي على نفسِك، فمن الصعب تغيير شيء تعودنا عليه لمدة طويلة؛ فالمرأة إن أرادَت أن تقر في بيتها، بعد سنين من الانغماس في الاختلاط والخروج يوميا وقضاء معظم النهار خارجا، عليها أن تتدرج، يعني مثلا أنتِ كنتِ تعملين، تركتِ العمل؛ لا أقول لك عودي لعملك وتدرجي هناك، لا، هناك تعيشين الاختلاط، تنغمسين في الذنب، سيصعب عليك تركه وانت في ذلك الوسط. لكن مثلا، اذهبي وابحثي عن جمعية نسائية تقوم بأعمال خيرية، وانخرطي معهم، هذا يجعلك من حين لآخر تخرجين ذهاباً للجمعية، فتكونين بذلك كسرتِ حاجز الملل وبقيتِ على نفس حالك تقريباً تخرجين يومياً، لكنك أزَلتِ عنكِ الاختلاط، فأنت بذلك قد أخدتي خطوة.
بعد أن يصبح عالمك نسويا ١٠٠٪ وتكونين قد تطهَّرتِ من أوساخ الاختلاط التي كانت تعتري قلبك، يكون بذلك قلبك مهيئ لتوبة أخرى، لخطوة أخرى، والجميل في العبادات وترك الذنوب، أن كل ذنب تركتيه، يجعلك مقبلة على عبادة، وكل عبادة أقبَلتِ عليها، تجعلك مقبلة على عبادة أخرى، ففي الحديث : [إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة] رواه البخاري. فاللهم لك الحمد على رحمتك بنا.
بعد أن تتركي الاختلاط مثلا، تتركين الجمعية لأنك بعد أن تطهر قلبك سيميل قلبك للجلوس في البيت أكثر، ستكتفين مثلا بدار القرآن مرة كل أسبوع أو مرتين في اسبوع، بعدها تكتفين بالمسجد القريب من بيتك حتى لا تعودي تقطعين مشوارا طويلا للوصول، فتميل نفسك لأن تستتر، فتنزعجين من كثرة المشي في الطريق أو طول الطريق لأنك بذلك يراك كثير من الرجال وطبيعتك النقية تنفر من ذلك.
ثم مع الوقت ستميلين للجلوس في البيت أكثر، حتى لا تعودي تخرجين إلا ناااادراً، أحيانا سيمر عليك الشهر وأنت لم تعتبي عتبة الباب وليس في قلبك من ذلك نفور بل بالعكس، ستشعرين بالألم عندما تضطرين للخروج، كأنك خارجة ذاهبة إلى جحيم .. وهذا الحال قد وصلت إليه الكثير من الصالحات ثبتهن المولى وكثير من الفتيات أعرفهن، نسأل الله أن يرزقنا لذة القرار كما رزقهم إياها. فلا تستصعبي الأمر، وتدرجي، وأقولها وأعيد، لا تكوني قاسية على نفسك، خطوة خطوة، واعلمي أنك إن خرجتِ مستترة حافظة لحدود الله فخروجك ليس محَرَّما إنما كثرَتُه مكروهة فقط، وتأملي، الله سبحانه أحَلَّ للمرأة الخروج للحاجة، وليس للضرورة، والحاجة أقل درجة من الضرورة، فقد تحتاجين مثلا أن تخرجي لتُرَوحي عن نفسك؛ اخرجي، لستِ آثِمَة، لا تُشَدِّدي على نفسك حتى لا تتبعي وتتركي الدين جُملَةً، كوني وسطية، عليكِ فقط الالتزام بضوابط الشرع، وتكونين بذلك محفوفة برضى الرحمن.
واجعلي لك مشاغل تملئين بها وقتك في البيت، صَلِّي الرواتب مثلا، اقرئي الكثير من القرآن، تسجلي في معاهد وبرامج عبر الانترنيت للتعليم عن بعد اطلبي فيها العلم الشرعي وانتَفِعي في دينك ودنياك (برنامج صناعة المحاور، أكادمية زاد، معهد الآفاق للبناء العقدي، الخ ..)، حتى لا تشعري أنك بعد جلوسك في البيت ما عُدتِ نافعة لشيء؛ أنشئي صفحة أو قناة وانشري الإسلام وأخلاق الاسلام بين الناس، اقضي حوائج الناس وأنتِ في مكانك (أنا مثلا الآن أقضي حاجتك وأنا في مكاني، فلكِ حاجة وأنا لبَّيتها بأن نصحتك ووجَّهتك)، انصحي الفتيات وادعيهن للحجاب، نبهيهن عن العلاقات الغير شرعية انصحيهن بشكل عام، ليس من الضروري أن تكتبي أنتِ، تستطيعين نقل المنشورات وإعادة بعثها للناس. أعرف امرأة تحظر الدروس يوميا وتسجلها ثم تنشرها بين النساء على الواتساب، نسمعها نحن ونستفيد ويكون ذلك في ميزان حسناتها؛ أنت يظهر لك أن هذا شيء بسيط، لكنه شيء متعِب في الحقيقة لن تشعري بثقله إلا أن تجربيه، لأنها تبعث لكل واحد على حدة، وإن سألتها إحداهن تجيبها وتفسر لها، فهذا مجهود أيضا، هاهي بدلت مجهوداً وهي في قعر بيتها، ونالت بذلك أجوراً عظيمة .. والأعمال كهذه كثييييرة تستطيعين بها إعمار وقتك، والحمد لله أننا في هذا الزمان لنا فرص عظيمة، وهي مواقع التواصل وهذه الآلات التي سهَّلَت علينا كسب الأجور، لكنها في نفس الوقت سهَّلَت حمل جبال من الذنوب في لمح البصر؛ فاحذري أختي أن تكونين ممن تقر في البيت، لكنها في الأصل خارجة، ومختلطة بالرجال؛ احذري من الخضوع بالقول في التعليقات والمنشورات، اجعلي منشوراتك جدية لا تُبرِزي فيها أنوثَتك (نساء مع رجالنا، ورجال مع غيرهم) تذكريها دوماً؛ وإياك ثم إياك إدخال رجل غريب لعالمك، أو إضافة أحدهم على مواقع التواصل، فأنت بذلك تكونين قد جعلتِ كل تعبك هباءً منثوراً..
فاحذري، واثبتي رحِمَك الله، وأسأل الله أن يثبتك ويقويك ويذيقك حلاوة الإيمان.

كتاباتي ❄ (مقالات دينية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن