لماذا تُرَكِّزون على المنتَقِبة وتتوجهون إليها بالانتقادات، بدرجة تفوق بكثير درجة انتقادكم للمتبرجة، وهي التي غطَّت وجهَها وقامَت بما لَم تقُم به حتَّى تلكَ المحجبة العفيفة ؟لماذا تضغطون عليها ؟
_ ليس ضغط، الأَمرُ ببساطَة أننا نأمَل الخير في تلك التي استَطاعت أن تنتَقِب، وكما قلتم استَطاعَت أن تقوم بما لم تقُم به أكثَر المحجبات عِفَّة. فنَحسبها على خير، ونرى فيها تلك التي تركَت ملَذَّات الدنيا وامتَثَلَت لأمرِ الله فلِلَّه درُّها؛ ويعز علينا أن نراها مخطئَة، نقول أنها ربما من جهلها تتصرف كذلك، لأن إنسانة استَطاعَت أن تنتَقِب في زمن كهذا، أكيد أكيد أكيد هي إنسانَة تقبَل أمرَ الله كيف ما كان، فمن المستحيل أن تعرف بحرمة خطئها وتُصر عليه، فنُبَادِر بنصحِها امثِتالاً لأمر الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، "الشيء الذي تعتبرونه أنتم انتقاد ولا حق لنا فيه"، رغبَة منا في أن يكتَمِل ذلك الحجاب، ويكتمل نور إيمانها، فلا تضرب كل أعمالها في الصِّفر بسبب خضوع، أو حجاب مثير أو حجاب غير شرعي بكل اختِصار.
ونعتَرِف أن طريقَة النُّصح تختَلِف من فتاة لأخرى، فمِنَّا من تتَّخد اللين، ومنا من تتبنَّى الشِّدَّة، ومنا من تَنفَعِل غضبا على حرمة الله؛ فتَختَلِف النصائح والملاحظات، وتختَلِف طُرُق إلقائها.
ونَعتَرف أنه من الصَّعب تحمُّل ذلك الكَم الهائل من الانتقادات، ولكن العاقِلَة من تأخُد ما ينفَعُها، وتترك المُلقي وطريقة إلقائِه ذلك لأنها تبحَث عمَّا هو حق أياًّ كانت طريقة وصوله إليها، ومهما كان الموصِل أقَلَّ إيماناً منها، فالحق حق لا نرفُضُه بمجرد نفورنا من حامِلِه.وأخيرا، أسأل الله أن يُثُبِّتَكن يا معشر المنتَقِبات، وأن يُلحِقَني بكن عاجِلاً غير آجل، وأن يربط الله على قلوبكن ويعينكن على التمسك بالحق دون نَزعَة هَوى، ولا ضُعفٍ أمام النَّفسِ والمُغريات.
أنت تقرأ
كتاباتي ❄ (مقالات دينية)
Espiritualمجرد خواطر .. تهمس بها أنفاسي لترتاح من عثرات الدنيا و أوساخها .. لاجئة نحو ربها .. تناجيه أن يقربها .. مجموعة كتاباتي ? عن الدين عن الحب عن الشوق عن الأمل عن السجود عن الطموح لكن بشكل عام .. عني ❤