{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورَة آل عمران. (وهذه برواية ورش)
ونجِد في قراءة أهل الحجاز والعِراق :
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
والمعنى، أن هذه الآية نَزَلَت في كانوا يبخلون بما أعطاهم الله من أموالٍ في الدنيا، من إخراج الزكاة، ظانِّين أنهم بذلك يُحافِظون على أموالِهم من الضياع، وهو في الحقيقة العَكس تماما، فالله سبحانَه لا يُبارِك مالا لا يُخرَج منه حَق الله. فبُخلُهم إذاً خسارة في الدنيا والآخرة.
والآيَة تقصِد أيضا، اليهود الذين بخلوا أن يبَيِّنوا الحق للناس فيما أنزَل الله في التوراة من أمرِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام.ومنهُ، فإنَّا نستَخلِص فائِدَة عظيمة، ألا وهي نشرُ العِلمِ ومُشارَكَة كلِّ معلومَة دينية عَلِمنا بِها، والصَّدح بها بين الناس (وطبعا وِقفَ شروطٍ وظروف، فأحيانا يكون الصَّدح بأمرٍ معيَّن في وسط معيَّن هو عين السُّفهِ.).
ومنهُ أيضا، نرى وجوب الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكَر، وعدَم اختزان العِلم، فإن من اكتَنَز علما، وحَرَم منه الناس، أتى مُطوَّقاً بما بَخِلَ به يوم القيامة -نعوذ بالله من ذلك-.
وسبحان الله، ما أجمَل أن نُسَمِّيَ نشرَ العلمِ، بزكاة العِلم. فهو فعلا زكاة للعلم وبركة له، فالشخص عندما ينفَع ويُعَلِّم آدمياً، فإن الله سبحانه وتعالى ينفَعُه ويزيدُه علما ورسوخا لعلمِه.
والمسأَلَة صدقوني ليسَت بأمرٍ صعبٍ أبدا، لا يتطَلَّب نشر العِلم جمال التأليف وعذوبَة التنسيق بين الكلِمات، المهم أن تكون الكلمات صادِقَة والمعلومات صحيحة، ثم بعدها الله سبحانه يطرَح بركَتَه حين يرى منكم الصِّدقَ في رَغبَة نفعِ خلقِه، وشيئا فشيئا حتى يَمُنَّ عليكم بتيسيرٍ في التأليف والكتابة وإلقاء الكَلِمة أمام الناس دون تَلَعثُمٍ أو خطأ.ويُضحِكُني كيفَ كانَ حالي مع اللغَة العَرَبيَّة سابِقاً، سبحان الله، لم أَصِل يوماً للمُعَدَّل المطلوب للنجاح، كانت دائِما المواد الأُخرى هي التي تُكمِل النَّقص الذي تتطَلَّبه نقطة مادَة العرَبية، حتى أنها كانَت دائِما المادَة التي تُنزِل من مستوى مُعدلي العام.
وبدأتُ بعد أن لَبِثتُ مُتَيَّمة في الدعوة، أكتُب منشورات من سطرٍ أو سطرَينِ على الأكثَر، ولَكُم أن تتخيَّلوا قَدرَ الأخطاء الإملائية واللُّغَوِيَّة والنَّحوِيَة التي تَحمِلها تلك الأسطُر القليلة. وشيئا فشيئا بدأ الأسلوب يتحَسَّن -بعد الاستعانة بالقراءة- إلى أن مَنَّ عليَّ الله بأسلوبٍ لا بأسَ به، أستَطيع من خلالِه توصيل أفكاري وطرحها، مع أنِّي أكاد أجزِم أني لستُ بالصِّدقِ الذي سيجعَلُني أستَحِق مِنَّة كهذه المِنَّة، ولكن لِكَرَمِه عز وجَل ولِمُعامَلَتِه لنا بما هو أهلٌ له سبحانه، لا بما نحن أهلٌ له، يرزُقُنا سبحانه بغير حساب.
فاعقِد النِّية في نَفعِ خلقِ الله، واطلُب الله أن يستَعمِلَك فيما يحبّ ويرضاه، وخُد بالأسباب، ثُمَّ لكَ أن تعدوا مُطمَئِنًّا، فالله لا يخيِّب من دعاه.
#مها_الدرقاوي
أنت تقرأ
كتاباتي ❄ (مقالات دينية)
Espiritualمجرد خواطر .. تهمس بها أنفاسي لترتاح من عثرات الدنيا و أوساخها .. لاجئة نحو ربها .. تناجيه أن يقربها .. مجموعة كتاباتي ? عن الدين عن الحب عن الشوق عن الأمل عن السجود عن الطموح لكن بشكل عام .. عني ❤