كتاباتي ❄ (مقالات دينية)

حجتين من القرآن على صحة السنة

بالمُختصر المفيد، حجتين من القرآن نفسه تدل على أن السنة محفوظة للآن.
هذه الآية التي يستدل الأغلب بها عل  حفظ القرآن :
﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾ [الحجر ٩]
هي في الحقيقة لا تعني حفظ القرآن فقط، فمفهوم الذِّكر في القرآن، جاء مرة بمعنى القرآن، ومرة بمعنى القرآن والسنة، ومرة بمعنى الوحي.
فمثلا نجد هذه الآية :
﴿ذَ ٰ⁠لِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [آل عمران ٥٨] أَيْ: هَذَا الَّذِي قَصَصْنَاه عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ فِي أَمْرِ عِيسَى وَمَبْدَأِ مِيلَادِهِ وَكَيْفِيَّةِ أَمْرِهِ، هُوَ مِمَّا قَالَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَأَوْحَاهُ إِلَيْكَ وَنَزَّلَهُ عَلَيْكَ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، فَلَا مِرْيَةَ فِيهِ وَلَا شَكَّ. -تفسير ابن الكثير-
الذكر هو ما أوحاه الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم.
والسُّنة وحي، بدليل آية :
{ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} النجم
فكلامه وتعامله صلى الله عليه وسلم في كل ما يتعلق بالإسلام هو وحي منه سبحانه إليه صلى الله عليه وسلم، إذ لا ينطق عن هوى كما هو واضح في الآية. وما نطق به صلى الله عليه وسلم (عدى القرآن) هو ما نُسميه نحن بالسنة، بما فيها من أحاديث وتصرفات الخ..
وبالتالي، بما أن الوحي محفوظ، وبما أن أقواله وتصرفاته صلى الله عليه وسلم وحي، إذا فهي محفوظة، بدليل الآية كما حُفظ القرآن.
إذا فلا شك أبداً في أن السنة محفوظة ليومنا هذا.

طيب، اتفقنا على هذا، ولكن ما الذي يدل على أن صحيح البخاري هو الكتاب الصحيح الجامع للسنة؟
هنا يكون الجواب، أن الأمة اجتمعت على صحة هذا الكتاب، وحققه علماء الأمة وأثبتوا صحته، ومن ذلك فهُناك إجماع على البخاري وعلى صحة كتابه، فتكون الحجة على صحته لا كونه نابغة أو عالم ذكي(مع أننا لا ننكر له هذه الصفات، لكنها ليست حجة كافية)، لأنه لا أحد منا معصوم من الخطأ، وإنما الحجة هو إجماع الأمة الإسلامية عليه، وهي الأمة التي لا تجتمع على باطل، كما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ". وبالتالي فاجتماع الأمة على صحة هذا الكتاب، هو دليل كافي على أنه صحيح.
ومن أراد أن يتعرف أكثر على مسألة حجية الإجماع فليشاهد هذا المقطع (هو مقطع واحد لكنه مقسم، وليس بطويل)، ففيه شرح لحجية الإجماع.
https://www.youtube.com/playlist?list=PLESR71fNhKxx2xo2ea-pNSM7Q0XgsBYWc