كتاباتي ❄ (مقالات دينية)

الابتلاء بعد الحجاب

تلك الفتاة التي التزمت بالحجاب الشرعي حديثاً، وتجدينها ترتدي نفس اللباس يومياً، لا تجسي فيها السم بكلامك (واش ماعندك ما تلبسي ؟).. ربما تكون فقيرة فعلاً، وربما تكون من أغنى الأغنياء، لكن أهلها يمنعونها ويحبسون عنها المصروف كي تترك حجابها ..
لا تزيديها كربة فوق كُربها، فإنها والله في ضيق شديد ..
أسأل الله أن يثبت كل حبيبات قلبي، اللاتي يجاهدن ويتمسكن بحجابهن وعفتهن في زماننا الصعب، في زمن أصبح فيه المتمسك بدينه كالقابض على الجمر؛ هنيئا لك يا حبيبة، واعلمي أنه وإن كان أهل الأرض ضدك، فإن مالِك الأرض وأهلها معك، فلا تجزعي ولا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله .. سترين العجاب عما قريب، وسترين كيف ستتغير الأحوال ويتغير الأهل والأقارب والأصحاب، وتُقلَب العداوة التي أقاموها عليك حُباً وإحسانا وإكراماً، حتى تستغربي .. هل هؤلاء فعلا من كانوا يحاربونني قبل بضعة أشهر أو قبل سنة ؟
غريب والله، كيف يبدل سبحانه الحال من حال إلى حال، وكيف تأتيك تلك التي استهزأت بك يومها، وتطلب منك النصيحة، وتأتيك وكلها شوق، وكلها ثقة وأمل فيك أن تدليها على الطريق .. صدقيني إحساس لا يُوصَف ..
وحين تبتسم لك إحداهن، أو تخبرك بحبها لك رغم أنك لا تعرفينها أصلا ولا هي تعرفك، مجرد نور قذفه الله في قلب فانعَكَس على وجهك، لأنك أرضيتيه سبحانه فرضي عنكِ وأرضى عنك كل الخلائق ..
يلزمك فقط القليل من الصبر، والله إن تلك الأيام الأولى، أيام المحن والتمحيص، لهي ستكون أحب الأيام إليك فيما بعد، حتى أنكِ ستشتاقين إليها رغم أنك قضيتيها كلها بكاء ودموع وحزن، وخوف على دينك من عدم الثبات، والله والله إنها لأجمل الأيام، وستشعرين بكلامي هذا حين تمر المحنة، وتخوضين في الدنيا من جديد، وتتزين لك الحياة .. حينها ستشعرين أن المحنة كانت نعمة لا نقمة .. وأنها كانت عطاءً منه سبحانه ليقربكِ إليه، وليذيقك حلاوة الإيمان ..
سبحانه سبحانه .. حبيب القلوب .. نسأل الله ألا يحرمنا من قربه وحبه ووده ❤
وتذكري دائما يا طاهرة :
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(3) } العنكبوت