الفصل الخامس:-

13.6K 338 0
                                    

استيقظت رزان هالعه و هي جذب الغطاء عليها صارخه بوجهه:-
-انت ايه الي جابك هنا؟
تبسم مراد ببرود و هو يقول:-
-ده بيتي انا علفكره
عقدت حاجبيها بضيق و هي تعتدل بتوتر:-و دي اوضه جني...هما ازاي سابوك تدخل كده؟ و فين جني راحت فين؟
قال بهدوء:-
-محدش جه غيري...هما كمان ساعتين جايين..
انتفضت تقف بتشوش و هي تشعر بخوف حقيقي لا مبرر منه الان..لم تكن ترتاح لمراد بتاتا... امسكت بركبتها و هي تقف و قالت محاوله تمثيل الثقه:-
-انا وحده مش من العائله و محدش يعرف اخلاقي لو حصل و حد جه لاقاك هنا هتبقي وحشه في حقي انا و يمكن اطرد و انا ملييش حد..لو سمحت من فضلك تخرج برا الاوضه
ظهرت ابتسامه ع وجهه لم تريحها و هو يقول:-يا بت بقولك قدمنا ساعتين..
قالت بأسلوب حاسم:-هما قدمهم ساعتين و يجوا ..احنا مقدمناش حاجه..
رفع حاجبه و هو يقترب بطئ مخيف:-
-مش بحب كده.......احنا اخوات....مش احنا اخوات بردو؟
كان قد اقترب بمسافه توحي برائحه الخطر فالتصقت بالجدار و هي تقول مزمجره:-
-لا محناش اخوات..
ضحك قائلا:-صح...محناش اخوات!
_________________________________
ضرب مازن المقود بيده و هو ينظر الي زحام السيارات و هو يفكر فيما داخله:-
-مراد اكيد متجننش عشان يعمل الي في دماغك ده!!...لا ...المصيبه ان مراد اصلا مجنون.......طيب...و لو رحت متأخر!! يالهوي! دي امانه في رقبتي.....و لو رحت و لقيتها لوحدها في الشقه و مراد اساسا مع صحابه...وحشه في حقي انا...يارب...
انفض الطريق من الزحام تدريجيا و انطلق مازن بسرعه الي منزله و قلبه يخبره بأن امرا ليس ع ما يرام..
وصل الي منزله ليغادر سيارته بتوتر!
همس و قلبه يثب وثبا:-ايوه عربيه مراد كنت عارف و الله..
صعد الدرج بسرعه شديده حتي انه نسي وجود المصعد ثم وضع المفتاح في القفل و هو يفتح الباب بسرعه..
-انت حيوان و فضحتك هتبقي بجلاجل...آا..
ثم اختفي صوتها تماما
جري الي غرفه شقيقته الصغري ليجد مراد يحاول التهجم عليها و اول ما رآته هي اندفعت اليه بسرعه شديده و هي تمسك بركبتها و تمشي بما استطاعت من قوه و هي تقف الي جانبه تحاول السيطره علي انفاسها و تستند ع مرفقه...
صرخ مازن قائلا:-انا قلتلك ايه؟؟؟انت ايه ؟ مفيش حد للسفاله و الانحطاط بتوعك؟
قال مراد بسرعه:-مازن انا اسف هي الي...
قاطعه قائلأ:-هي الي؟....اسمع...انا اثق فيها و لا اثقش فيك......
قال مراد بتوتر:-يستحسن متقلش لبابا...ده خطأ عابر و مش هيتكرر تاني اقسم بالله.....لان بابا ممكن يمشيها كمان..
قال مازن بغيظ:-امشي يا مراد من قدامي و بعدين لينا كلام تاني..امشي!!
غادر مراد الغرفه ثم استمعو الي باب الشقه و هو ينغلق..
كانت قد هدأت تماما...
زال رعبها...
الا انها احبت استغلال الموقف و بدأت في البكاء و هي تشتد بقبضتها علي مرفق مازن الذي التفت اليها
رزان ببكاء مصطنع:-انا لازم امشي حالا...
قال بحيره:-هتروحي فين؟...رزان متخفيش...مراد مش هيقدر يآذيكي تاني..خلاص كده انا هوقفه عند حده...
ارتمت بين احضانه و هي تقول بانهيار:-
-لا لازم امشي..
كانت مجازفه كبيره منها ان تفعل ذلك مع رجل مثل مازن فهي تعرف انه لن يتوارَ في دفعها للخلف رغم قدمها المصابه ..و بالفعل امسكها من كتفيها و هو يحاول ان يبعدها بهدوء الا انها تشبثت به و هي تبكي بانهيار قائله:-
-مازن من فضلك خدني معاك كل حته مش بحس بالامان غير معاك...
توتر و هو يقول بسرعه:-طيب رزان ممكن تبعدي شويه و تروحي تغسلي وشك و تكملي نوم...خليني امشي...وحشه في حقك قبل حقي لو حد جه....
الا انها دفنت وجهها بصدره و هي تقول:-لا...مش هبعد
انصدم من ردها و تمسحها به بهذا الشكل و زادت ضربات قلبه و هو يبعدها بقوه قائلا:-
-رزان!!
ارتبكت و هي تنظر له قائله:-انا اسفه...عن اذنك هغير هدومي
هتف بعصبيه:-هتروحي فين طيب؟
بكت قائله:-اي مكان
قال بعصبيه:-يعني انتي برا هيحصلك ايه اقلل من الي حصل من مراد؟.....وعد مني ليكي مش هيتكرر تاني...مراد مش هيجي جمبك تاني..
نظرت في عينه مباشره و هي تقول:-مصدقاك
اخفض عينه و هو يعدل من صوته قائلا...
-عن اذنك..
و ما ان غادر الغرفه حتي تبسمت هي بخباثه و هي تقترب من الباب واضعه يدها علي ركبتها المصابه حتي اغلقت الباب و تنهدت ..
بقدر ما ارتعبت..
بقدر ما اصبحت تعلم انها اجتازت شوطا كبيرا في يومان..
______________________________
قام مالك واقفا بابتسامه باهته و هو يقول بصوت متحشرج:-
-في مكالمه لازم اعملها...
ثم دخل الي شرفه منزله و هو يكبت كباح رغبته في الصراخ و البكاء ايضا...
و وقف وحيدا يتطلع الي سماء الليل هامسا:-
-لعله خير!....لعله خير......يارب عارف ان دي حكمتك لو اتجوزت جني هيكون الخير في ده...و لو رجعت لمي بردو ليك الحكمه في ده...بس يارب...انا هكون مبسوط مع مي...يارب انت الي عارف الفرق الكبير....جني مش ليا...جني حياتها مش ليا...انا بحب مي اوي يارب ساعدني يا ارجعلها...يا اما انساها...
جائه صوت انوثي خافت ليقطع مناجاته:-
-(مالك)....
استدار لشقيقته الصغري (لميس) ليتبسم ببهوت و حرج...
لميس بهدوء:-و مي؟!
انقبض قلبه عندما استمع لحروف اسمها.
قال (مالك) بارتباك:-مالها (مي)؟
هزرت رأسها يمينا و يسارا و هي تقول:-بتخبي علي مين؟ عليا انا يا (مالك) ؟.....(مي)....(مي)....في المستشفي...
جزع قلبه و هوي و هو يقول:-ايه؟بتقولي ايه؟
قالت (لميس ) و هي تشير له ان يخفض صوته:-
-(مي) تعبت فجأه و جالها سكته دماغيه....و هي في غيبوبه و حالتها مستقره....بس مش بتفوق!
قال (مالك) بهلع:-اوعي اروحلها...
دفعته برفق للخلف و هي تمسكه من كتفيه:-لو مكنتش اخويا...كنت قلت انك لعبت عليها...بس انت (مالك).....مش (مراد) و اشكاله....حاسه اني ركبت الاحداث صح....حاسه انك ادبست في جني بالمعني الحرفي.....ابعد عن (مي) يا (مالك) ...و زي ما انت بتقول لعله خير انك تكون مع (جني) .....
قال (مالك) بلهفه:-موافق موافق....بس خليني اروح اشوف (مي) في المستشفي مينفعش مبقاش جمبها في ظرف زي ده...
قالت (لميس) بلغه حاسمه:-اسفه جدا....انا قلتلك عشان بس تبقي عارف و يارتني ما قلتلك...انا لا هقلك اسم المستشفي و لا هقلك حاجه.....(مالك)....متبوظش الدنيا اكتر مع (جني) و مع عمي...
كاد ان يتحدث بعصبيه لولا ان لمح (جني) تقف بخجل امام باب الشرفه فقال بلهجه حاول ان تكون طبيبعه:-
-تعالي يا (جني)
تبسمت و هي تتقدم منهم فقالت (لميس) بابتسامه واسعه:-
-الف مبروك يا (جني) انتي و (مالك) بجد مبسوطه خالص ليكو ربنا يخليكو لبعض و نشوف عيالكو....عن اذنكو
قال (مالك) بغيظ:-لميس!
قالت (جني) ببراءه:-انا قطعت كلامكو؟
هز رأسه نافيا ببرود و هو يستند بمرفقيه الي سور الشرفه و ينظر للسماء الصافيه فوقفت الي جانبه و هي تقول بابتسامه خجوله:-
-عارف يا (مالك)...طول عمر (لميس) و (ساره) بعيد عني اوي ليهم حياه غيري...و انت كمان كنت بعيد عني....بس ديما بحترمك و ببصلك بصه...
قطعت حديثها عندما لاحظت شورده فسعلت كي تلفت انتباهه لكنه لم يتحرك ساكنا
-(مالك)..!
التفت لها بحده قائلا:-نعم؟
قالت (جني) بحماس متاجهله فعله:-تعرف اننا عندنا ضيفه؟....رزان.....بنت زي العسل حلوه و دمها...
قال مقاطعا اياها بخشونه:-هتتحجبي....؟
ارتبكت و هي تقول:-مش علطول كده يا (مالك) ع الاقل...
قال بملل:-يعني اتجوزك و انتي شعرك و درعاتك و صدرك للشعب!
احمرت وجنتاها خجلا و هي تقول:-حاسب ع كلامك
قال بغضب ليختلق اي مشكله كانت:-انتي مش شايفه البلوزه الي انتي لابساها و لا ايه؟
تبسمت بسعاده و هي تقول:-غيران؟
تبا!
كان يحاول ان يختلق مشكله و لكن ها هي سعيده بغضبه فقال ببرود:-
-هههههههههه اغير ايه!.........لا طبعا هو انا لسه بيني و بينك حاجه.....
اختفت ابتسامتها الواسعه و هو يكمل حديثه:-
-انا بس عشان منظري انا يا (جني)....ده نظامي...
نظرت له بغضب و هي تقول:-عن اذنك...
ثم غادرت الشرفه ليتنهد هو بارتياح...
_____________________________
كانت غافيه بهدوء حين شعرت بيد تهزها برفق لتستيقظ و تجد جني هي التي تهزها فقامت تفرك عيناها و هي تقول:-
-ايه يا (جني)؟
قالت (جني) بهمس:-مش جيلي نوم يا (رزان)
تبمست رزان بملل((الله يخربيتك يا بعيده...هي خطه زفت من الاول و مش هرتاح انا عارفه....))....ههههههه خير؟
قالت (جني):-مش عارفه....بصي هحكيلك.....
اعدلت كالمجنونه و هي تفتح الابجورا الصغيره و تقول و هي تضم دميتها اليها:-
-ابن عمي اسمه (مالك) يبقي اخو (ساره) و (لميس)......انا بحب (مالك) من زمان ...رغم اختلافنا و عدم وجود كلامنا....و (ساره) بتحب (مازن)....ده حاجه مش ملحوظه بس انا عارفه و حاسه...
قالت (رزان) باهتمام:-و مازن؟
قالت (جني) ضاحكه:-و لا هو هنا......احسن....(ساره) معقده و دكتوره و احلام و بتاع و بعدين كبيره ...اصغر من مازن بسنه...واحده بس.....المهم......و (لميس) و (مراد) كانو هيرتبطو و انفصلو فجأه....
قالت (رزان):- ايه العيله دي؟
ضحكت (جني) و هي تقول:-المهم...حاسه ان (مالك) بيعاملني ببرود اوي....مش عارفه احساس و لا ايه
تثائبت (رزان ) و هي تقول:-مصحياني نص الليل عشان احساس!....انا لو مكنتش ضيفه كنت ولعت فيكي
ضحكت (جني ) قائله:-انتي فظيعه ياريتك انتي بنت عمي...
تبمست رزان قائله:-اعتبريني كده..
_______________________________
مرت اربعه ايام علي وجود (رزان) بينهم و قد تقربت كثيرا من (نجاه) و (جني)....بينما تتبادل مع (مازن) الابتسامات و مع (مراد) النظرات الكارهه...
كانت تشعر بضياع اوقات منها و عدم تقربها بتاتا من مازن...و هذا ما كان يزعجها و يعكر عليها صفو حياتها حتي انها لم تتعرف بعد لاولاد عمها الاخر..
دخلت (نجاه) الي غرفه (جني) التي جلست تضحك و تتمازح متبادله النكات مع (رزان)
نجاه بابتسامه:-صباح النور
قالت رزان بحماس:-صباح الخير يا ماما...أ...يا طنط..هههههههههه معلش انتي عارفه موضوع الذاكره مخليني متلخبطه..
تبمست نجاه بهدوء:-ليه؟ هو انتي مش من دور جني بنتي؟....قوليلي يا ماما يا حببتي لو مرتاحه كده....عمتا...انا بس عوزه اقلكو اننا قلت لسهير وهنتجمع كلنا هنا
قالت رزان:-لا انا مش هطلع من الاوضه...هتقدموني بصفتي مين؟
قالت نجاه بابتسامه مطمئنه:-يا بنتي سهير تبقي عمه جني ...ست كويسه و زي الفل....و ولاد عمها كويسين جدا و بنتين كمان....سيبك من الولد....البسي لبس خروج كده زي جني و اطلعي اتعرفي عليهم...انا مفهمه سهير و حكيلها عنك....
اومأت رزان برأسها ع مضض ممثله عدم الاقتناع بينما قالت جني بحماس:-متخافيش يا مامي انا هخليها تخرج...
غادرت نجاه الغرفه بينما شعرت رزان بالسعاده من اقتراب هذه اللحظه...
**كان الجميع يجلس متبادلا النكات في الصاله الواسعه من شقه قاسم سعد الدين النصوحي عندما انفتح باب غرفه جني لتتقدم جني منهم فيصمت الجميع مرحبا بها وو يتفاجئون يدها المتشابكه بيد رزان...
قالت نجاه بابتسامه:-رزان يا جماعه كنت حكيت عنها...
نظرت لها ساره بضيق متسائله ألا يعلم عمها تعاليم الاسلام ؟
ألا يعلم انه غير الجائز ان تكون في بيت به ثلاثه رجال و هي اجنبيه!!
بينما نظرت لها لميس بأعجاب....
و لم يعبأ مالك تماما بوجودها...
قامت سهير بابتسامه.....
تلك الملامح!
هي لم تنساها دقيقه..
تتذكرها ..
نعم نفس الملاح....
العينان الزرقوتين الواسعتين و الانف الدقيقه الحاده و الشفاه المكتظه و الوجنتين المستديريتن....
فارق الشعر الاشقر فقط..
لكن نفس كل شيئ حتي الجسد..
عادت بها رزان اكثر من عشرون عاما الي الوراء:-
**وضعت (شهيرا) يدها في وسطها و بطنها منتفخه امامها و هي تقول متباهيه بشعرها البني الطويل و عيناها الزرقاوتين:-
-مش عارفه يا سهير ليه بتعمليني المعامله دي؟؟...و لا اكمني انا يعني حلوه.....ااااااه...ولا انتي عشان متجوزتيش!!
**همست (سهير) بذهول:-شهيرا!...سُبحان الله...

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن