الفصل الثاني عشر:-

8.7K 228 1
                                    

عاد قاسم الي منزله مبكرا فقد شعر بالاختناق اثر حديثه مع مالك فهو رجل لم يعتد ان يتحداه أو ينافسه أحد
دخل الي غرفته دون تبادل الحديث مع احد وقد اكتفي بأنه ألقي السلام علي الجالسين فذهبت خلفه نجاه بقلق وقالت باسمه ببهوت:-
-ايه يا قاسم مالك
قال قاسم بضيق:-شويه مشاكل مرهقه في الشغل بس كلو هيبقي تمام
قالت نجاه مطمئنه:-اكيد انشاء الله كل حاجه تتعدل وتتسوي كده
اومأ برأسه في صمت وقال:-بقالي كتير مشفتش جني..وحشتني اوي بجد وهروح اعد معاها شويه حضرلي حاجه البسها علي ما اجي اريح
قالت نجاه بحماس:-حاضر
بينما خرج هو متوجها لغرفه جني ليجد في طريقه رزان وكانت تبدو وكأنها متوجهه الي المرحاض،كادت ان تمر الي جانبه ودقات قلبها تعلو الا انه اعترض طريقها قائلا:-
-ازيك يا بنتي
قالت رزان بارتباك:-كويسه
قال قاسم باهتمام:-مفيش اي تحسن؟ مفتكرتيش اي حاجه
قالت رزان وهي تومئ بالنفي:-لا..
صمت قليلا فقالت:-لو انا مضيقاكو و كده ممكن اشوف ايه تصرف
انصطدمت حين اومأ برأسه قائلا:-كده أكرملك وأكرملنا ..الناس لسنها زفر...
احمر وجهها من الغضب و لم تستطع ان تتحدث وقالت بحده:-في اقرب لحظه همشي..
ثم استدرات تعود الي غرفه جني فقال قاسم فجأه:-مش كنتي راحه الحمام يا بنتي؟
قالت رزان بحده:-لا
ثم دلفت الي غرفه جني بينما استدار قاسم ينظر للردهه هناك المرحاض و غرفه نومهم وفقط!! الي اين كانت تتجهه يا تري؟ بالاضافه الي ان غرفه جني بها مرحاض
وهنا لمحت عيناه الطاوله المذهبه في منتصف الردهه والتي ينتصفها الهاتف!!
اغمض عينيه بارتياب وقرر الا يتحدث مع جني وعاد كي ينام
__________________________________
حل المساء وقررت الاسرتين التجمع في فيلا الشواء خاصه العائله كما يفعلون كثيرا وهذه المره خافت رزان ان يهاجمها مراد مره اخري ولا ينقذها مازن من براثنه فذهبت معهم بسياره جني وما ان وقعت عيناها علي الفيلا الضخمه حتي شعرت بالذهول الشديد من فخامتها وروعتها
لا تستطيع تخيل انها كانت ستكون واحده منهم !!
تنعم بكل ما ينعمون!
دخلت رزان وتركتهم يجلسون معا وظلت تمشي في الحديقه الواسعه حتي استمعت الي اسمها يُنادي بخفوت فاستدارت لتجد لميس تقف خلفها
لكنها لم تكن لميس التي تعرفها رزان بل كانت اُخري اكثر شحوبا و باهته ،ترتدي زيها الواسع مره اخري بل اكثر من اي مره!
تبسمت وهي تقول مرحبه:-لميس عامله ايه؟
اشارت لها لميس علامه الهدوء وهي تضع اصبعها السبابه امام شفتيها ثم اخذت رزان من معصمها وهي تهرول الي ابعد حد من المكان اللذين يجلسون به
قالت رزان بعد ان وقفت لميس:-في ايه يا لميس؟ في حاجه انا لازم اعرفها؟ قلقتيني اوي
بكت لميس فجأه بانهيار وهي تهتف:-مراد
و وقعت ارضا بانهيار ،سيطرت الشفقه علي قلب رزان وهي تمكث علي الارض امامها:-
-ممكن تهدي عشان احاول افهم
الا ان لميس عانقتها وهي تبكي بشده فقالت رزان بألم:-في ايه بس يا لميس؟ سابك؟ في داهيه يا ستي الف من يتمناكي..
قالت لميس بانهيار:-اوعديني...اوعديني متقليش لاي مخلوق
قالت رزان بتوتر:-اوعدك..في ايه بقي؟
قالت لميس باكيه:-قالي نلف بالعربيه وراح مكان فاضي وفضلنا نسمع اغاني وفجأه...فجأه كل حاجه اتقلبت ...لقيته اتحول لحيوان مش مراد الي بحبه من سنين وبيحبني....خد كل حاجه بجبروت وبعدها قدرت اهرب بس لقيت هروبي بعد فوات الاوان حاولت اقتل نفسي بس هو مانعني وحاول يطمني ويقلي ان فرحنا يوم الجمعه الجايه واني خلاص مراته ولما كنت مش هاديه مد ايده عليا وضربني جامد
انهارت مره اخري بينما تسمرت رزان وهي تضع يديها علي فاها بقهر لحالها لا تستطيع التفوه بكلمه واحده او التخفيف عنها ،فكان الحديث في موقفٍ مثل هذا اشبه بانسان يحترق وان تضع عليه قطرات المياه الخفيفه فتزيده احتراقا ولا تطفئه
قالت لميس مره اخري بنفس البكاء والشهقات:-
-كل حاجه بانت ليا في خلال دقيقه..كل حاجه جوايا او اي صوره اتكسرت وانهارت وهو بيهددني لو مسكتش هيسافر ويسبني كده!!
امسكت رزان برأس لميس بكلا يديها والاخيره تنهار للغايه فقالت رزان بدموع:-
-بصيلي ...بصي في عيني يا لميس...
قالت لميس بشهقات:-وكمان...شايفني وحشه اووووي يقلي كفايه عياط عرفت انك محترمه خلاص!! كأني بمثل عليه...قلبي اتكسر قبل اي حاجه يا رزان...وبعدين يضحك ويقلي امال جيتي ليه باللبس ده ...وكأني لبست اللبس ده عشان اقله اعمل كده وانا والله كان كل قصدي ابقي شيك وحلوه..انا عمري ما توقعت ان ممكن مراااااااااد يعمل كده...مراد؟
قالت رزان وهي لا تزال تمسك برأس لميس:-طيب...بصيلي ارجوكي...
نظرت لها لميس ببكاء فقالت رزان بألم:-بس..هششششت ...بطلي عياط ...اهدي..اهدي يا ماما..باااس...هشششت..
هدأت لميس تدريجيا الا من بعد الشهقات فقالت رزان باسمه ببهوت:-
-اسمعي بقي...انتي طيبه اوي يا لميس....بطلي غباء..مراد يستحيل يسافر وفجأه،قاسم النصوحي ملوش املاك برا مصر بعد كل العمر ده.
تعجبت لميس من معرفه رزان امرا كهذا فقالت رزان:-
-كلو من المجلات معروف..
قالت لميس بتحشرج:-بس انتي فاقده الذاكره ومتعرفناش..
تنهدت رزان بتوتر:-اسمعي وبس..مراد ملوش مكان يروحله ميرجعش مراد شركاته في ايد ابوه..وشركات اخته في ايده هو ومازن...كل حاجه هنا،ومراد عارف كويس اوي انو دلوع بابي هنا..ودلوع كل الناس الي بتاخد بالاسماء والمظاهر وان اي بنت تتمناه..لكنه لو سافر هيبقي ملوش اي تلاتين لازمه...اسمعي يا لميس فاضل اربع ايام بس...انتي هتهدي خالص وتتعاملي عادي مع الكل..وتبينيله قوتك و انك مش خايفه..لازم تبقي جبروت زيه...ولو حصل اي حاجه ومراد حاول يأجل او يخلع او اي حاجه..انتي هتقولي كل حاجه لمازن وعمك وعليكي وعلي اعدائك
لطمت لميس صارخه:-اقلهم ايه ...اقلهم ايه حتي مالك مقدرش ابص في عينيه
قالت رزان وقد احترق قلبها:-انتي مبقتيش لوحدك انا معاكي حتي لو همشي بعد الموضوع ده للابد انا مش هاممني اي حاجه يا لميس....طز في كل حاجه...ظز بجد...انا جنبك اسمعي الكلام ربنا مش هسييبك
قالت لميس:-واتجوزه ازاي وانا بكره..وانا لو اطول اقتله هعملها ..لو اطول اخلي جني تدوق من نفس الكاس هعملهاااااااااااا...مش قادره...طريقته كلامه..ضربه ليا ...لما شد الطرحه بكل قسوه ...عيني في عينيه...انا حب حياته؟؟ لا ده محبتيش...ولا عمره حب فيا حاجه وفي نفس الليله اعرف من ساره انو علي علاقات زباله كتير..وانو وعد ساره بانو هيتعدل عشان بيحبني...ليه يا ساره مقلتليش...
انهار قلب رزان كثيرا فهي من البدايه السبب هي التي جعلت مراد يتحدي ساره وهي التي دفعتها لتلك الملابس ،ولكن لميس تمتلك قلبا ابيض لو انها رأت الامور بطريقه اوضح ستتبين ان رزان هي سبب كل الكوارث
ضمتها رزان وهي لميس تبكي بشده والاولي تهمس:-
-انا جنبك متخفيش
__________________________________
كان ممسكا بكفها بهدوء وينظر الي وجهها الغافي لا يستطيع الشبع منه..لا يعلم عمه انه قام بنقل حبيبته الي الاسكدنريه ومنها الي القاهره مره اخري في مشفي تأكد ان عمه لا يملك صله له ..
ولكن ماذا بعد؟ سيبقي عمه يطاردهما...الي الابد؟ لن يستطيع ان يهنأ بزواجه من مي او يظهرها..
لقد وضح له ان سلوك عمه قذرا للغايه فهو كان سيآذيها..ولا يستبعد ان يتتبع خطاه ويآذيها مره اخري..
همس مالك بحيره:-قوليلي انتي اعمل ايه؟ انا عايزك ..وخايف عليكي منه....،مكنش نفسي استخدم جني كوسيله ...لكن عمي اجبرني يا مي وحطني انا وانتي قدام أمر واقع..
_____________________________________
دخل مالك متأخرا عن موعد العشاء الي الفيلا ليجد الجميع جالس بالحديقه في مناخ عائلي لطيف وااذا عينيه تلتقي بعينا قاسم قال باسما:-
-انا اسف علي التأخير...انا مبقتش عارف انتو طلعتو المزرعه ولاالفيلا وكنت محتار بس كويس لقيتكو
قال قاسم وهو يقف:-تعالي يا مالك عاوزك..
لم يتوتر او يرتبك كعادته وهو يمشي برفقه قاسم حتي ابتعدا قليلا وكاد قاسم ان يتحدث فقال مالك فجأه مقاطعا:-
-انا هديهم مبلغ كويس...وابعد عن طريقها،مي مش هينفع تكونلي ...لو تعرف عمها عمل ايه لما عرف علاقتنا، التعقيد ده انا مش قادر عليه..مشاكل من جهتي ومشاكل من جهتها..انا بس حابب اطمن عليها واساعدهم..لكني قررت يا عمي اتجوز جني
ااضاق قاسم عينيه بمكر:-بتحاول تعمل ايه يا مالك
قال مالك متحليا بهدوءه:-بحاول اعود نفسي علي الوضع الجديد...ياعمي انا بحبك وبوقرك ومكنتش ناوي ابدا اتحداك لاني مقدرش لكن كنت غضبان لانك حاولت تآذيها
قال قاسم بصرامه:-ومعاملتك مع جني يا مالك؟
قال مالك باسما بغموض:-هتشوف يا عمي...هتشوف جني هتعيش في ايه...اوعدك
فربت قاسم علي كتفه باسما:-ربنا يعقلك يا مالك طول عمري بحبك عن مازن ومراد.
_________________________________
هدأت رزان من روع لميس وجعلتها تذهب مع عائلتها لتخفف عن نفسها والا تبدو ضعيفه او تنظر ابدا في عينا مراد بينما ظلت رزان تقف وحدها تحدق في اللا شيئ
كانت من المفترض ان تسعد بكارثه لميس ولكن قلبها لم يستطيع..يكفي يا رزان ...لا تحاولي الوقيعه او ان تسببي الاذي لاحد لن يكون هناك اعداء لكِ سوي قاسم وسهير ونجاه فأولادهم لا يعرفون شيئا..
عليكِ ان تسعين الي الزواج من مازن..عليكِ ان تتخذي من طفلك منه سلاحا وترحلي
ولكن مهلا..ألن تسببي الاذي الي مازن هكذا..
ولما يهمك الامر يا رزان فليتأذي مازن!!
لا ليس له ذنبا في الامر..
وانتِ وريم لم يكن لكن ذنبا في ما دار بين والدكِ وعمكِ..
لكن تري ما الذي حدث بالماضي حقا؟!
شعرت بوجود احدهم خلفها فاستدارت لتجد مازن واقفا فلم تعيره اهتماما وهي تستدير مره اخري تنظر الي السماء فاستمعت الي صوته
-انا مبحبش الكدب يا رزان وانتي..
قاطعته بحده:-خليك بعيد عني في جوازك...انا هحضر الفرح عشان خاطر جني ولميس وهمشي..
قال مازن بخفوت:-خليكي يا رزان الشقه هتفضي ...وهتكوني مع ماما طول اليوم وبابا يرجع متأخر
تبمست بسخريه:-باباك طلب مني امشي...
قال مازن بسرعه:-هو بابا كده مبيحبش حد يقرب من العيله دي،رزان ملكيش دعوه لو تعرفي ماما مبسوطه اد ايه بوجودك..تعرفي ان ماما قالت انها حبتك ودعت ذاكرتك مترجعش وتبدأ حياتك معانا..
-ازاي...لازملي اوراق رسميه وغيرو..
قال مازن مفكرا:-قوللهم ان رجع ليكي الذاكره واحكلهم حكايتك ...هتصعبي علي ماما وهتصر انك تبقي ثقي فيا وانا هأثر علي بابا..اصل مراد هيكونله شقه مع لميس..و جني هيكونلها شقه مع مالك،وانا هيكو...
قطع حديثه عندما نظرت له بحزن فقال:-رزان انا مجبور وانتِ عارفه
-مفيش راجل يتجبر علي حاجه
-مجبور اجبار اسوأ من اجبار بابا...انا مش هقدر اجرحها
قالت بلوم:-اجرحني انا يا مازن...لو سمحت سبني بقي...
-رزان...
-نعم يا مازن؟
تنهد قائلا:-انا ارتحتلك...وفي فتره قصيره اوي ويمكن لو كنا في ظرف تاني كنت فكرت في حبك و في برائتك دي بشكل تاني لكن..
-ملكنش...انا مش هطلب منك تتحدي كل حاجه عشاني..
ثم غادرت تاركه اياه...لا يعلم لماذا يشعر بتلك النغزه في قلبه ولكنه لا يتستطيع ترك نفسه ان يقع في حب ساره فقط يستمر في التعلق برزان.
____________________________________
اقترب مالك يجلس الي جانب جني بهدوء لتنظر هي الي الناحيه الاخري...
فتبسم قائلا:-مش ناسيه اي حاجه معايا؟
قالت بترفع:-لا
كم يمقت ان ينال رضا فتاه اخري سوي حبيبته ولكنه مضطر
-طيب خدي دبلتك..مي باب واتقفل
قالت بحده خافته:-ولو باب واتقفل اتحمأت ليه عليها وليه زعلان انها في المستشفي
قال بهدوء:-يا جني افهمي..الراجل الي بجد الي ميجبش سيره بنت كانت في حياته بطريقه وحشه
قالت جني بحزن شديد:-كنت فكراك بتحبني من زمان زي ما...
صمتت ولم تستطع رغم جرئتها الدائمه ان تعبر عن حبها واحمرت وجنتاها خجلا فقال :-طيب خلاص خدي دبلتك..وبعدين لما انتي عارفه اننا سبنا بعض ..بتحضري فستانك وحجتك ليه وشقه مين الي فوق بتجهز فوق دي...
قالت بخجل اكبر:-مش عارفه يا مالك لو عايز مش نتجوز هقول انا لبابا بس بلاش تحسسني اني فرض عليك
-محدش يقدر يجبرني علي حاجه يا امو دماغ ناشفه خدي البسي..
تبسمت بفرح اخيرا بعد بهوتها لايام وهي تتناول دبلتها الصغيره بفرح..
_______________________________
مر يومان يخلو منهما الاحداث فكان الجميع منشغل للغايه بأمر الفرح الكبير يوم الجمعه
يتلقوا التهنئات من الجميع ولا يخلو منزلهم الواسع من الزيارات والمباركات تشعل ساره القرآن باستمرار بشقتها وهي ترص اشيئائها
بينما رزان تساعد لميس في شقتها مما اثار ضيقه جني ولكن رزان لم تكن تستطع ترك لميس بمفردها كانت كل شيئ بها مكسورا حتي فرحتها بشقتها
بينما جني تشعل الاغاني الصاخبه هي وصديقاتها المجنونات وتجهز شقتها بالرقص والمرح
وكان رجال المنزل يتابعون تجهيزات الزفاف ويراكمون العمل كي يأخذوا عطله طويله ..
كان مراد يجلس برفقه قاسم في شقه الاخير علي انفراد بينما نجاه في تقف في المطهي تعد لهم القهوه المميزه خاصتها بينما الفتيات منشغلات بالاعلي في بيوتهم الجديد ،نزلت رزان كي تنام قليلا بعد ان اطمأنت علي شقه لميس و قد نامت الاخيره بعد ان سهرا الليل..
ولكن لم تريحها جلسه مراد وقاسم ابدا..
ذهبت الي المطهي تحدثت قليلا مع نجاه وعند عودتها قررت ان تسترق السمع عليهما فالفضول ينهش قلبها تري هلي يخبر مراد والده شيئا عن لميس
(يابني مستقبلك عندي مهم لكن لميس والفرح وكل حاجه)
-يا بابا افهمني..دي بعثه العمر بالنسبالي و كانت مش جيالي وانت عارف ولاخرلحظه كانت لصاحبي لحاد ما صاحبي سابها ومقداميش فرصه السفر بكرا بليل..
قال قاسم بحيره:-بس يا مراد انا يااما قلتلك ايام الكليه مش لازم بعثه انت لو عاوزني اسفرك هسفرك..
-هتسفرني اتفسح يا بابا...لكن الكليه دي مش مسمحولي انضم ليها الا ببعثه تبع كليتي
-لكنك يا مراد مكنتش شغوف بكليتك اوي ...وشايفك مرتاح في الشركات تروح تتفسح او غيره
-بابا ارجوك لميس بتحبني اوي وانا بحبها سنه بس وهرجع اتجوزها و اخدها واعيش هناك..ده حلمي يا بابا
قال والده:-معلش اتصرف واجل السفر يا مراد تمم جوازك علي المسكينه الفرحانه دي وسافرو سوا او سافر انت واهي وسطينا لكن مقدرش اكسر فرحتها
قال مراد بعصبيه:-اكسر فرحه مراد بحلمه...هي بعثه العيله يا بابا..لو راحت عليا عمري ما هسامحك ولا هسامح نفسي ده كأن ربنا وداها من صاحبي عشاني...وانا مُصر اسافر و امرك هيتنفذ لميس ليا..متقلقش انا بس كل الي طالبه تقول كلامك علي انه امر...يعني كأنك انت بتأمرني اني اسافر وانا مجبور
-اشمعني؟
-عشان لميس متزعلش مني..زعلها غالي اوي عندي، ممكن يا والدي
تنهد قاسم قائلا:-لا حول ولا قوه الا بالله ..البنت هتتأثر جدا...بس ماشي يا مراد طالما في النهايه انت للميس و لميس ليك
قال مراد باسما:-طبعا
بينما وضعت رزان يديها علي فاها...لمميس المسكينه انها ستتفاجئ وامام أمر عمها لن تستطيع ان تتذمر او تضغظ علي مراد و لن تفضح نفسها ايضا
وبالتأكيد بعد عام سيتحجج مراد بأمر أخر...
كم يؤلمها قلبها كثيرا علي حال لميس ،لا تستطيع منع احساسها بالذنب ولكن لن تقف مكتوفه الايدي
لن تقف هكذا..
صعدت رزان الي لميس لتقابل سهير افي وجهها قالت الاخيره بضيق:-
-خير؟
كم تشبهين شهيرا!! وكم يزعجني ذلك!
قالت رزان بتوتر:-انا عاوزه ادخل للميس ضروري
قالت سهير باقتضاب:-نايمه يا حببتي تعالي بليل..
قالت رزان باصرار:-لا....انا داخله اصيحها وتبقي تنام براحتها
عقدت سهير حاجبيها:-ايه ده؟ لا....بنتي مش هتصحي هي مرهقه اوي تعالي بليل ..
جائت ساره من الخلف وهي تقول بفرح:-الشقه بقت ت...رزان؟
قالت رزان باسمه في ود:-عاوزه ابقي اطلع اشوفها يا ساره...الف مبروك
تبمست ساره بطيبه وقالت:-الله يبارك فيكي عقبالك يا رزان..
قالت سهير متسائله:-انتي خلصتي حاجه المطبخ
-سبت البنات فوق يعملوها
-مش عيب تسيبي الناس وتنزلي يا ساره
-مهو اصل يا ماما..
تركت رزان الحوار دائرا بينهم وهي تعود بالخلف حتي غرفه رزان وساره و فتحت الباب بهدوء وقفزت علي فراش لميس هامسه:-
-اصحي اصحي...
قالت لميس بفزع:-في ايه؟
-هشششششششششششت...هاتي رقم مراد..
قالت لميس بتعجب:-ايه؟ ليه؟؟
-هاتي اخلصي قبل ما عمتك تخش..
اعتدلت لميس بتوتر وهي تمسك هاتفها :-حاضر..خدي ..
ناولتها الهاتف علي رقم مراد فنقلته رزان بسرعه واغلقت هاتفها
لميس بتوتر:-في ايه ..
رزان بحزن:-مصيبه يا ل..
دخلت سهير بغضب الي الغرفه:-الي بتعمليه ده عيب وكان المفروض تحترمي كلمه صاحبه البيت
قالت رزان ببرود:-سوري..
ثم قامت مغادره الغرفه فقالت سهير بغضب الي لميس:-كانت عاوزه منك ايه؟
الا ان لميس قالت بتعب:-اقفلي النور والنبي يا ماما...تصبحي علي خير..
وادثرت بالاغطيه ونامت..
بينما عقدت سهير حاجبيها بغل وهي تقول:-ماشي..
__________________________________
صعدت رزان الي شقه ساره وهي تدعو الله ان يتحقق مرادها شاهدت الشقه وفخامتها لم تكن تقل جمالا عن شقه لميس او جني وبقت لساعه مع ساره تساعدها في ترتيب الاشياء وتعرفت الي صديقاتها
كانت ساره سعيده كثيرا بوجود رزان لا تعرف لما ولكنها شعرت ان رزان قد تكون انسانه اخري من داخلها وذلك ما بدي من خلال تعامل رزان الجيد معهن الا ان رزان كانت تحترق بالداخل تريد ان ترحل ولكنها تنتظر امرا ما
وقفت ساره قائله:-خليكو اعدين...انا هنزل بسرعه اجيب الحجات الناقصه واجي
قالت احدي صديقتها:-فين جمالات ..خليها تنزل هي هتنزلي بنفسك يابنتي
قالت ساره بحماس:-يا ستي عادي جمالات مع جني...انا عاوزه انزل واطلع واطير وانط واعمل كلللللللللل حاجه..
ضحكت الفتيات بينما نظرت رزان لها بغيره ثم وقفت قائله:-لا..هنزل انا...خليكي انتي نخنوقه وحابه اشم هوا..
قالت ساره باسمه:-خلاص بصي يا ستي..محتاجيبن من ده اتنينن و من ده تلاته..
ثم قالت بقلق:-بس انتي هتعرفي يا رزان
-متقلقيش نزلت كذا مره مع جني..
ثم غادرت مسرعه قبل ان تغير ساره رأيها واما ان غادرت البنايه ثم الحديقه حتي رفعت هاتفها تتصل بمراد الذي اجاب بعد وهله قائلا:-
-الو..
-الو..ازيك يا مراد
صمت قليلا وكأنه يريد معرفه صاحبه الصوت ثم قال:-تمام...مين؟
قالت بدلال:-نستني؟ولا مسحت رقمي؟
قال مراد وهو يعتصر رأسه:-الحقيقه انتي صوتك مألوف اوي طب فكريني كده انا فاضي..
قالت ضاحكه:-طيب طيب هتفتكرني...تعالي كده قرب اول الشارع الي في عمارتكو مستنياك
عقد حاجبيه بقلق:-مش هقدر مشغول..او يمكن لما تفكريني بنفسك مبقاش مشغول
تري من هذه؟الصوت مألوف بحق
قالت رزان بهدوء:-طيب..هستناك عشر دقايق لو مجتش هعدي عليكو ..
انتفض مراد قائلا:-تيجيي فين؟
-الفيلا..ولا دي عماره بجنينه..مش عارفه بس هي تهبل ونفسي اشوفها اصلا،تحبي اجي انا
قال بعصبيه:-انتي مين اصلا؟
-هستناك 10 دقايق سلام..
اغلقت الهاتف بتوتر وظلت واقفه لوهله طويله حتي ظنت ان مراد لن يأتي حتي رأت سيارته البيضاء المرتفعه تقترب منها وكان يبدو حائرا ينظر من نافذه السياره الي الجميع حتي توقف وهو لا يزال يبحث بعينيه ففتحت رزان باب السياره وهي تدخل بثقه شديده ليقول باستنكار:-
-انتي؟!
-ايوه انا عارفني ولا ايه
قال بغضب:-وانتي بتقبليني برا البيت ليه؟ وعاوزه مني ايه اصلا..علفكره يا رزان انا مش بيتلوي دراعي انا جيت عشان فضول مش..
قاطعته وهي تقول بسخريه:-بلاب...بلاب بلاب..بلاااااااه!!
هتف بعصبيه:-عاوزه ايه؟  

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن