الفصل السابع والعشرون

8.7K 200 2
                                    


كانت ساره تقف امام مرآه غرفتها القديمه تقوم بضبط حجابها عندما استمعت الي دق سهير علي الباب لتقول ببهوت:-
-ادخل..
دخلت سهير بطبق يحتوي علي كوب من اللبن الدافئ والخبز المحشو بالجبن والخيار ،تبسمت بحنان الي ابنتها التي لم تنجبها وهي تضع الافطار قائله:-
-كويس اني لحقتك..بقيتي تنزلي بدري اوي يا حببتي
قالت ساره بابتسامه زائفه:-كده احسن اعده السرير كآبه..
-احسن طبعا ..الشهر ده مر صعب اوي يا ساره عليكي وكان لازم تفوقي من صدمتك وترجعي لشغلك وحياتك من تاني..
قالت ساره بقوه اعتادتها:-انا اتعودت علي كده من يوم وفاه ماما..مفيش حزن بياخد من وقتي اكتر من 20 يوم بالكتير..وانا كنت مصدومه في مازن مش حزينه عشان كده احتجت لشهر نقاهه لنفسي ..ولما جه الوقت كان لازم ارجع لحياتي و انهي حجات كتير
قالت سهير بفضول:-قصدك ايه بتنهي حجات كتير؟
قالت ساره باسمه وهي تهز كتفيها ببساطه:-مازن مثلا..عايزه اطلق منه..
ضربت سهير علي صدرها:-تطلقي!! لا يا ساره اوعي تغلطي يا بنتي الغلطه دي..انتي سبق وغلطتي لما قفلتي علي نفسك شهر يا ساره ومحاولتيش تتكلمي معاه وعذرتك و غلطتي تاني لما سيبتلها الجمل بما حمل...مازن والشقه وكل حاجه...لكن تطلقي يبقي بتتنازلي عن حقك بجد
قالت ساره ببرود:-مليش حاجه عند مازن دي حياته هو ولا غلط ولا عمل حاجه عيب و هو كمان ملوش حاجه عندي ودي حياتي
-بتتكلمي بطريقه كأنه مكنش حلم لعشري...
قاطعتها ساره بصرامه:-عشرين سنه انتهوا..
قالت سهير بحزن:-انا امك يا ساره ..ان مولدتكيش ربيتك...ان مرضعتكيش راعيتك...
ثم تنهدت:-فهماكي اكتر من الكل...وعارفه ان كل القوه الي انتي فيهما غلاف صلب لبركان، طلعيه يا ساره قبل ما الغلاف ده يجمدك من جوا و يجمد مشاعرك
قالت ساره بصوت مهزوز:-اطلعه ازاي يا أمي؟
كانت المره الاولي التي تقولها ساره..
(أمي) وكم طار قلب سهير بها..
قالت سهير باسمه بهدوء:-طلعيه بانك متتنازليش عن حقك...اسعي لحلمك عمره ما يجيلك بسهوله يا ساره واياكي تطلبي الطلاق..وعمك مش هيسبلهم فرصه انا عارفه بعد سكوت قاسم ايه انا اخته و عشت جنبه عمري كله..فكري يا بنتي
سحبت ساره حقيبتها ثم غادرت دون حديث فهتفت سهير:-والفطار؟
الا ان ساره لم تجب..
_________________________________
كانت رزان ترتدي ملابسها بفتور وملل حين خرج مازن من المرحاض قائلا بابتسامه:-صباح الخير يا رزان
قالت رزان دون ان تستدير:-صباح الخير..
نظر لها متنهدا فهو لا يعلم ماذا بها اصبحت اكثر صمتا و بهوتا ثم اقترب منها بهدوء وتبسم بحنان قائلا:-
-رزان...مالك يا حببتي مخبيه ايه؟
استدارت له فجأه وقالت بعصبيه:-انا زهقت يا مازن...زهقت من البيت اوي و من كل حاجه...عيشه سخيفه والكل بيتجاهلني حتي جني ولميس ...انا مش فاهمه انا عملتهم ايه ده لو قتلتهم قتيل ارحم من كده كل ده عشان اتجوزتك ...هو انا عملت حاجه حرام ولا عيب..و هاجموني و بهدلوك عشان ماسكه اداره شركه ..اه لو يعرفوا انها بتاعتي..
وضع مازن يده علي ذراعها وكاد ان يتحدث فدفعت يده:-روتين...روتين ممل...كل يوم اروح الشركه ويطلع عيني في الشغل لحاد الساعه سته بليل ارجع اقابلهم في وشي كلو يبص الناحيه التانيه اطلع استحمي وافضل اعده قدام التلفزيون زي القرد كده ملوش لا شغله و لا مشغله لحاد ما انام علي نفسي واصحي عليك وانت داخل..
-حببتي لو حابه تسيبي الشركه..
قالت هاتفه:-الحاجه الوحيده الي مهونه عليا هي الشركه يا مازن...
-طب عاوزه ايه طيب...اعتبريهم جيران يا رزان، يعني اي اتنين متجوزين حياتهم كده ..ولا يعني نسيب اشغالنا
اشاحت بيدها وهي تستدير:-مازن سبني في حالي..
احتضنها من الخلف هاسما في اذنها:-طب ما تيجي نسيب اشغالنا صحيح...اصلك حلوه اوي النهارده..
دفعته بذراعها وابتعدت عنه وهي تشير الي الفراش باذدراء:-حتي ده بقي مقرف وروتيني..
ثم غادرت الغرفه بينما مازن ينظر الي الفراغ الذي كانت تشغله بدهشه شديده..!
بينما رزان تضطرم النيران بداخلها ...تشعر انها لم تنجز شيئا ...كل حياتها تنحصر في الشعور بالشفقه عليهم وتتصل بشهيرا تستمد منها المخدر!!
ثم تعود الي شرها مره اخري..كم ملت من نفسها ومن تلك الحياه ومااذا بعد؟؟
جني ومالك معا
لميس ومراد معا
كلا منهما سعيد بطفله...وساره تعود للعمل تضحك و تمشي بقوه ومرح...
مااذا استفادت هي؟؟ اصبحت جسدا لمازن...يتلو لها الاحرف الجميله و فقط ...لا تعرف حتي استغلال الشركه لصالحها ولا تعلم ما فائده جهدها بها
طفل....حتي الطفل لا محيص له..
كل يوم تأتي باختبار حمل وتري فلا نتيجه..
ما هذا الكم من البؤس..
اتركت حياتها لتعيش مع أناسًا يكرهونها وتكرهم لتكون آله للعمل و آله ليحبها مازن و يشعر هو بالسعاده..
وماذا عنها؟؟ لقد مر شهر و لا تفعل شيئا ذا اهميه..
خرج مازن من غرفته وقال بضيق من جملتها الاخيره:-انا نازل..تحبي استناكي
-لا هروح مع السواق محتاجه اعد شويه لوحدي لو سمحت
لم يجب وهو يغلق الباب خلفه بحزن بينما تنهدت وهي ترفع الهاتف الي اذتها بضجر لتجيبها شهيرا:-
-ازيك يا حببتي..
-زفت...زفت ...انتي عملتي فيا كده ليه يا ماما انا بموت من الملل...زي الورده الي بتدبل ...مش مستفيده ايييييييييي حاجه ...بقلك ايه انا هصارح مازن واتنازل عن المؤخر وكل حاجه واطلب منه الطلاق واكمل حياتي انا ملييييت
ضربت شهيرا علي صدرها:-انتي اتجننتي
-الجنان اني اعد هنا اكتر انا تعبت نفسيا من لعب دور الشريره..
-ونسيتي الي عملوه يار..
-اوووووووووووووه...الكلام المتكرر الغبي وفي الاخر دي نهايتي
قالت شهيرا مهدده:-وفكراه يا بنت بطني هيقلك ولا يهمك يا بنت عمي انتي طالق ويفتحلك الباب...ده هيبهدلك ولو طال يقتلك ويتاويكي هيعملها...
ذُهلت رزان من حديث والدتها القاسي فقالت:-وكنتي عارفه اني لو اتكشفت ده هيحصل و بعتيني
ارتبكت شهيرا:-مهو...ده مش هيخصل ابدا يا رزان الا لو انتي عيزاه يحصل...اصبري...هاتي العيل و آمني الفلوس ونهرب برا ونسيبلهم القهر و لما العيل يكبر كارهم ترجعي تقفي عايزه ورث ابنك وحقه من ابوه ...
تنهدت رزان:-كفايه يا ماما مش لازم تفكريني بالخطه كل يوم
-طيب يا عين امك حطي عقلك في راسك يا رزان..
بكت رزان بشده:-بعيدا عنهم ..حسي بيا يا امي..انا تعبانه اوي انا بموت
-طيب طيب...نزود مكالمتنا...تقدري؟
-محتاجه اشوفك ...محتاجه حضنك ارجوكي
قالت شهيرا متنهده:-وبعدين في دلعك
-يا ماما...ارجوكي
قالت شهيرا بمقت:-ماشي يا رزان اقابلك امتي؟
قالت رزان بلهفه:-النهارده الساعه خمسه ارجوكي وسته همشي عشان ده معاد الشركه عشان محدش يحس بحاجه
تنهدت شهيرا:-ماشي يا رزان لما نشوف اخره دلعك..
___________________________________
كان مالك يقود سيارته بهدوء وبطء شادرا حين وصلت رساله من رقم مجهول الي هاتفه تجمدت اطرافه و دق قلبه بقوه وهو يفتحها وكأنه شعر ان امرا ليس علي ما يرام ربما يتعلق بمي
(انا بكرهك يا مالك...بكرهك ..ودي اخر رساله هبعتهالك لاني خلاص همشي في ظرف 24 ساعه و اوعي تفكر انك هتقدر توصلي انا راحه البلد ...مع عمي وامي...راحه البلد وماشيه خالص الا لو انت جيت يا مالك وغيرت اي حاجه ده لو قدرت تديني عذر لعدم ردك علي كل تليقوناتي ورسايلي...حسبي الله ونعم الوكيل فيك..)
دق قلبه بقوه شديده ..مهلا...ان مي لا تتصل به منذ اكثر من شهر!! أي اتصلات تلك واي رسائل...؟ لم تصل له اي رسائل منها...
انتبه مالك علي ابواق سياره تمشي عكسه فامسك بالمقود بهلع ورأسه يعمل بلا توقف حتي اوقف سيارته الي جانب الطريق وهو يفتح هاتفه مره اخري و يري قوائم الرسائل والاتصلات فلا يجد شيئ..
وفجأه واتت رأسه فكره ما ففتح قائمه الرسائل والاتصلات المحظوره..
تبا...اكثر من الفي اتصال و خمسمائه رساله من رقم مي الذي يعرفه لم تصل له!!
بدأ في فتح الرسائل التي جائت في قائمه الحظر حتي تعب من القراءه
كيف حدث هذا يالها من مكسينه
لقد ظن انها ملت هي الاخري ورحلت واستقرت حياته مع جني و طفله المنتظر و بدأ في تناسي الامر..
والان يظهر له ان طوال هذه المده كانت مي تريده و ترغبه وتبحث عنه
نعم لقد اخطأت بحقها يا مالك و لكن ما كنت لاتركها كل هذا الوقت خصوصا بعد هذه الرسائل..
مهلا...متي وضع هو رقهما بقائمه الحظر..
صمت قليلا ثم قجأه بدأ يضرب المقود
-جنااااااااااااااااااااااااااااااااا...
__________________________________
كانت ساره تقوم بكتابه بعض التقارير بهدوء وحماس حين دق باب مكتبها فرفعت رأسها قائله:-
-ادخل..
دخل كريم الي المكتب فابتسمت بهدوء وهو يقول بمرح:-
-عرفت انك بقالك تلت ايام رجعتي اخيرا...وعرفت كمان انك مسألتيش علي الزميل..الي هو انا يعني
تبمست وهي تقف مشيره له بالجلوس:-اتفضل بس يا دكتور كريم ..
جلس بمرح قائلا:-يلا هعزم نفسي علي قهوه اهم حاجه مكنش تقيل عليكي..
ضحكت بخفوت وهي تقول:-ابدا...
ثم استدعت الفراش الذي آتي لتقول له ساره بهدوء:-واحده قهوه و واحد نسكفايه...بتشربها ايه يا دكتور؟
-ساده..
غادر الفراش لتقول ساره متنهده:-سامحني والله يا دكتور كريم ..انا جيبت لقيت كميه شغل متراكم مش طبيعي..
-مسامحك اما مكنتش جيت اقلك حمدلله علي سلامتك ولعلمك بقي مش متحتح من هنا الا اما اعرف كنتي فين كل ده...سافرتي و لا ايه
قالت بابتسامه باهته:-لا ابدا..بس كانت عزله كده استعيد فيها رخائي..
نظر الي شفتيها قائلا:-والابتسامه الكدابه دي بتقول ان مفيش اي رخاء رجعلك يا دكتوره وبتهيألي يمكن زادت حمولك بعد عزلتك..
قالت ساره بألم :-مش عارفه..يمكن..
ثم تبمست بقوه:-المهم...قلي فاتني كام عمليه كبيره و قالو ايه علي غيابي..
ظل ينظر لها مما الجمها ونظرت ارضا وهي تقول:-ياتري ليه الفراش اتأخر..
قال كريم باسما:-بتعرفي تخبي كويس اوي..وعندك غلاف قوي جدا..بس صدقيني مفيش اذكي مني ففهم البشر..مش عايزك تعتبريه تطفل علي حياتك بس حقيقي نفسي اساعدك، صدقيني يا (ساره) انا مش بيصعب عليا الانسان الحزين الي ماشي جنبي ولا البنت الي بتعيط ومهومه قد ما بيصعب عليا الكتوم ..الي مبيقلش حاجه وديما بيضحك وقوي و رافع راسه..وفعلا حابب اسمعك
صمتت ساره وظلت تنظر اراضا مما اشعر كريم بحرج كبير وكاد ان ينسحب لولا رفعت وجهها والدموع تملأ وجنتيها:-انا تعبت ...حقيقي..
قبل ان يتفوه بكلمه انهارت بقوه و بكاء شديدين مما جلعه يشعر بالذهول من انهيارها التام وهي تخبأ وجهها بكلتا يديها الرقيقتين حيث يزين يدها اليسري دبله ذهبيه صغيره الحجم ..
حتي وهي تبكي...تخبأ وجهها...
قام كريم مسرعا خارج المكتب و استدعي الفراش سريعا الذي جاء مسرعا فقال له كريم:-دكتوره ساره بتقلك اننا مش عاوزين القهوه والنسكافيه..معلش تعبتك يا عم سيد..
ثم دخل دون اجابه من الرجل العجوز واغلق الباب و جلس علي المقعد امام مكتبها وهو يقول:-ساره عيطي اد ما انتي عاوزه..الوقت الي انتي عوزاه محدش هيدخل ان شاء الله...ربنا حاسس بيكي اكتر من اي حد و حاسس اد ايه انتي هترتاحي بالعياط ده..
اظهرت وجهها وهي تنزل كفيها ليظهر احمر اللون من كثره البكاء و الدموع تتناثر علي وجنتيها الرقيقتين وهي تقول بانيهار وشهقات:-وانت فكرك اني مش ببكي؟؟ مش بعيط!! و انا مين يحس بيا غير الليل و ضلمته و وحدتي و عياطي فيه..
شعر بوخزه في قلبه علي حالها وقال:-ارجوكي يا ساره خرجي الي جواكي انا اخوكي...وصديقك و اوعدك كلامك سر وكلامنا قدام الكل مش هيتخطي كونا زمايل..
ظلت تبكي فصمت احتراما لها فقالت:-افعي...افعي...دخلت حياتنا حولتها الجحيم...
قال بتساؤل:-مين دي..
-رزاااااااااااااان..
قالتها بصوت مرتفع ثم بكت فقال بهدوء:-طيب طيب اهدي بس...وارجوكي فهميني..
قالت ساره ببكاء:-عمرك ما تحس بمعاناه واحده فضلت تحب واحد عشرين سنه...منهم خمس سنين كانت طفله فيهم...طفله حقيقي...عمرك ما تعرف يعني ايه ضيعت نص عمري عليه...يعمي ايه هكمل 30 سنه عشان بس استنيته ..عمركوا ما تفهموا يعني ايه يكونلي بعد كل ده ويعني ايه فرحتي ساعتها...ولا تفهموا صعوبه كسر الفرحه دي...
قال بألم:-ايه الي حصل..
-رزان..واحده مازن خبطها بالخيل من حوالي تلت شهور بس..وجت وعاشت وسطنا لانها كانت فاقده الذاكره و عمي حب يكرمها ولما رجعت الذاكره طلعت مقطوعه من شجره وخلوها...خدته مني...عارف ليه؟ عشان احلي..عشان اصغر...عشان اطعم...اجرء...انا ..انا مكنش قصدي ابقي كده..مكنش قصدي ابقي جد ...يمكن غلطت لما مبيتنش حبي ليه بس كان صعب عليا احس انو بيديني كل حاجه شفقه منو علي مشاعري...
كان كريم شاردا في امرا ما فصمت قليلا ثم قال:-طيب...انا ..انا اكيد مش هعرف احساسك ولا كميه ألمك...بس انا لامس الكلام وفاهمه يا ساره، ارجوكي يا ساره كفايه تتظهري بالقوه و بينيله ضعفك وحاجتك ليه
قالت ببكاء:-هو بيبحها ازاي انا اعمل كده...اخليه يكونلي عشان بس محرج مني...وليه تقاسمني ليه تشاركني..
تنهد كريم وهو يقول:-طيب اهدي...اهدي يا ساره اديكي علي الاقل ارتحتي من عبأك اهدي وربنا عمره ما يسيبك والابتلاء للعبد الي ربنا بيبحه اوي..
قالت ساره بهدوء وهي تمسح دموعها التي لم تخلو من الشهقات:-شكرا اوي يا كريم...لو سمحت بس...تسبني شويه لوحدي عشان اقدر اكمل شغل..
تنهد كريم وهو يقول:-اي وقت تحتاجيني فيه يا ساره انا موجود
ثم وقف وهو يمسك بهاتفه ويرن منه علي هاتفه...
-انا صديقك يا ساره من هنا ورايح وهتلاقيني ديما جنبك..
اومأت برأسها موافقه بينما رحل هو بهدوء
_________________________________
ما الذي قمت بفعله انت للتو يا كريم؟ لقد اعطيتها رقمك كمراهق يريد رقمها..
ساره انثي ذكيه وستفهم ذلك جيدا...ولم يؤلمك قلبك من اجلها؟ واين كانت ريم من رأسك وانت تتحدث اليها وتناولها رقمك..
مهلا...لقد قالت رزان و حادثه بالخيل و فقدان ذاكره...
يال الكاذبه.. كل هذا ما اخبرته شهيرا به من قبل ثم اكملت له ريم الامر..
يا الهي انها محطمه ولا تبدو ساره سيئه او تخفي شيئا كي تفعل ذلك رزان بها..
لقد نسي امر رزان تماما و كان يظن ان شهيرا جعلتها تكف عن تلك الالاعيب..
لا يعلم ايشعر بالشفقه علي مازن الان المخدوع ..ام ساره؟
تنهد و عقله لا يكف عن طرح الاسئله..
واهمها...أيخبر ساره ام لا؟
__________________________________
كان مراد يجلس بشركته منهمكا في عمله حين اخذ يبحث عن بعض الملفات بمكتبه فلم يجدها فتنهد وهو يستدعي السكرتيره الخاصه به
-نعم يا فندم..
-معلش يا نورا شوفيلي كده ملف المزانيات بتاع كل الفروع محتاج اراجع حاجه..
-مدام رزان النصوحي طلبته واتبعلتها والنسخه التانيه في فرع مالك بيه..
تنهد مراد ثم قال:-طيب تمام اشكرك..
قام واقفا وقد قرر الذهاب الي احدي الشركتين فهو يريد الملف كي يتأكد من شيئا ما و للحظ السيئ كانت شركه رزان هي الاقرب ولا يوجد متسع من الوقت للذهاب لمالك ثم العوده لذا قرر الذهاب لها.
وصل مراد الي شركه رزان في الخامسه الا عشر دقائق ودخلها بثقه شديده و وقف امام المصعد منتظرا اياه ليهبط كي يصعد الي حيث مكتبها حين استمع الي صوتها من خلفه تنادي علي سكرتيره الاستقبال..
كانت تقف علي مقربه شديده ويبدو انها لم تلحظ وجوده لذا ظل مراد يوليها ظهره مستمعا لحديثها الخافت بدقه..
-لو مازن بيه اتصل الساعه سته سأل عليا قوليله دي لسه ماشيه حالا...اوعي تقوليلو اني مشيت من خمسه تمام..
قالت السكرتيره باسمه:-حاضر يا مدام رزان..
تبسمت لها رزان ثم غادرت و بقي مراد علي حاله مده قصيره ثم استدار و خرج فورا خلفها ..تبا حتما ستراه في الجراش..
مشي ببطئ من بعيد ورآها تدخل الي الجراش فمد الخطي حتي وصل الي الباب ونظر بحرص ليجدها قد استقلت السياره التي بها سائقها الخاص لذا ركض اتجاه سيارته يفتحها بسرعه شديده حتي لا تراه ثم انحني و السائق يعود بسياره رزان للخلف ثم يقودها الي الخارج وانطلق خلفها..
كم يريد ان يري لها دليل خيانه او ما شابه..
وصلت رزان امام كازينو راقي امام النيل و دخلت بهدوء شديد..لا يدري كيف سيدخل فهي بالتأكيد ستراه الا انه نزل بهدوء واقترب من الباب الزجاجي ينظر بحرص لحسن حظه كانت تجلس بظهرها دقق النظر ليجدها تجلس مع امرأه كبيره في العمر تبدو في منتصف الاربيعنات..
ولكنها فاتنه رغم ذلك..
تمتلك ملامح شبيها برزان تخلتف فقط في لون الشعر..
بقي واقفا ثم قرر الذهاب الي سيارته و جلس بها بتوتر ...لا يعلم هل هذا امر طبيعي ام لا؟
ولكن لا...بالتأكيد هناك سرا ..الا لما ستكذب علي مازن؟
**-انا تعبت يا ماما خلاص...تعبت
قالت شهيرا بحده:-رزان...متبقيش خرعه بقي...لازم تفهمي انك في تحدي عشان خاطر ابوكي
-بابا كان عايز يقلي حاجه وانتي مرضتيش صح
-ابوكي كان هيقلك كفايه وارجعي
-يبقي ارجع اما اقابله واعرف ليه
-تعرفي ليه ايه...اقلك انا ليه...خايف عليكي من شر قاسم،اصلو شراني
-طيب ما عندو حق قاسم هددني بالقتل عيني عينك
ضحكت شهيرا :-خايب...واهو معملش حاجه
رفعت رزان حاجبيها:-وانتي مستنيه اما يعمل!!
-يا رزان انا حافظه العيله دي زي اسمي
-لكنه آذي مي فعلا..
-مي مين..
-مالك كان هيموت ويتجوزها...وعمي غصبه علي جني
قالت شهيرا باهتمام:-كملي كملي..حكايته ايه مالك
-بس واتجوز جني وحمي مي ورجع اتجوز مي علي جني...مازن قالي كده و لما جني حملت...ساب مي تماما..المهم...انا مخنوقه
-طب مقدرتيش تعلقي كام حاجه...
قالت رزان بتعجب:-اعلق؟
-ايوه...اي حاجه باسمك يا خايبه
قالت رزان بخفوت:-مش كتير الموضوع طلع صعب
-طب ايه...ايه الي مش كتير..
-العربيه البيضا الي برا...الاي فون ده...الشقه الي في عمارتهم ...توكيل شركه انا بديرها..
فغرت شهيرا فاها بصدمه وهي تقول:-يابنت الشياطين كلللللللل ده!!!!!
قالت رزان بتعجب:-كتير؟
-ههههههههههههههههه عفاااارم...اسمعي بقي...
__________________________________
وضع مالك المفاتيح في قفل باب الفيلا الصغيره الخاصه بمي وما نا فتح البباب حتي وجدها امامه تقف هزيله الجسد باهته الملامح مكفره الوجه
شعرها الاسود مبعثر ..
ارتمت بين احضانه تصرخ بألم و تبكي وتضرب صدره بقبضتها:-ازاااااااااااي قدرت...ازاي...
قال مالك مربتا علي شعرها بألم:-اقسملك مكنتش اعرف....جني عملت حظر لرقمك وموصلنيش اي حاجه اقسملك و ولولا انك بعتي من رقم معرفوش اخر مسدج مكننش جيت
دفعته للخلف وهي تقول:-ولو مبتصلش يا مالك...خلاص انتهيت...مووووووت بالنسبالك..؟
-جني حامل....
فغرت فاها وهي تقول:-جني...جني حامل من مين
-مني
-مش ..مش قلت انكم...اخوات!!
-انا حطيت نفسي وحطتكو في دوامه ملهاش نهايه وكان لازم حد يتظلم يا مي ...انا بحبك انتي اكتر...بس انتي اصعب...هي حامل وبنت عمي ...و....وهي ال...ال..
-الزوجه الي مش سريه ..كمل
-انا لازم اسيبك يا مي...مش هقدر اظلمك و اظلمها اكتر
بكت وهي تقول:-وانك تسبني ...مش ظلم يا مالك!!؟
ادمعت عيناه وهو يقول:-حلي الموضوع..وانا هرضي..
-هلم شنطه هدومي وتعلني ليهم واعيش في نفس الشقه وتعدل بيني وبينها ....ده الي يرضي ربنا....
-انتي مجنونه!! مازن عمل كده عارفه جرال...
-عشان مازن راجل..
صفعها فجأه دون شعور منه فصرخت به:-طلقني..وحسبي الله ونعم الوكيل فيك
صرخ مالك:-انتي...
تنهد وعاد يقول:-انتي يا مي....انتي...
ثم فتح الباب وغادر لتنهار هي ارضا مره اخري...
انه تائه...تائه حقا..
_________________________________
خرجت رزان من الكازينو برفقه شهيرا التي لوحت لها و اشارت لسياره اجري لتضع رزان مبلغ من المال بيدها وتفتح لها باب السياره وما ان رحلت سياره شهيرا حتي غادر مراد سيارته واتجه لرزان بغضب و فضول مميت
امسك ذراعها وادراها له لتشهق بفزع:-بتلعبي لعبه ايه يا رزان؟ مين الست دي!! زعيمه مافيا ولا ايه
دفعته رزان بغيظ:-اوعي ايدك متلمسنيش وملكش دعوه.
ثم استدارت ليهتف:-امال ليه قلتلي للسكرتيره متقلش لمازن
وقفت رزان دون حراك فقال مراد:-انتي مين بالظبط!!؟
استدارت ببرود واقتربت منه بهدوء :-مراد...ياريت يا شاطر متلعبش بالكبريت...عشان هيولع فيك ..
-مين دي!! وبتخططي لايه يا رزان اعترفي...احسن ما اروح اقول لمازن...قولي حالا..
-اسمع تحذيري انت لا شوفت ولا سمعت يا مراد...احسنلك اوعي من شري..
-انا صااااابع يا رزان ومش انا الي اتهدد...انتي مين!!؟
-احسنلك ...اعتبر نفسك مشفتش حاجه واقفل بقك يا مراد...لمصلحتك...ها؟
ضحك مازن وهو يقول:-عليا وعلي اعدائي..
رفعت احد حاجبيها:-كده؟؟ طيب.
ثم استقلت سيارتها ومراد يضع العجب حوله من ثقتها وعدم اهتزازها رغم فزعها الاول...
الا ان رزان كانت ترتجف كورقه..والقت بمراد جانبا وهي تفتح موقع التواصل الاجتماعي تبحث عن شيئا ما والدتها اخبرتها به..
ثم اغلقت الموقع وبعثت رساله لوالدتها تحكي لها ما حدث برفقه مراد...
وما هي الا سبع دقائق ..وكان الرد امامها...والذي يكمن بالحل..
فمسحت كل شيئ قامت به...وسرعان ما وجدت نفسها في جراش البنايه ويبدو ان مراد لم يأتي بعد..
___________________________________
دخل مالك الي شقته بغضب جم ليجد جني تجلس امام التلفاز فقامت سريعا اليه لتحتضنه وهي تقول:-وحشتنا...انا والبيبي..
ثم امسكت كف يده وهي تضعه علي بطنها:-حتي شوف..
نظرت الي عينا مالك لتجد نظره ارجفتها خوفا بينما دفعها مالك برفق وهو يقول:-
-انتو صنف...خبيث ومهما اختلف الغلاف كلكو زباله زي بعض
نظرت له بارتياع:-انت ازاي تتكلم كده انا عملتلك اي..
قاطعها وهو يمسكها من ذراعها بحده آلمتها صارخا:-ليه عملتي بلوك لمي من فوني يا جني؟؟ ليه يا انانيه ؟؟ ليه يا خبيثه يا لئيمه!!
بكت قائله:-انا ..انا مش انانيه انا كنت بدافع عن هيليتي انت و ابني..
-انا ابقي عيله مي كمان يا جني ..فكرتك مختلفه ...فكرتك حنينه وانسانه مش حيوانه..
صرخت قائله:-لو جيت للحق محدش حيوان غيرك ..
دفعها ليرتطم جسدها بالجدار وتصرخ بألم وهو يهتف بوجهه:-اخرسي....انتي...انتي بجد نزلتي من نظري..
-انت في عقلك...وعيك؟؟! مين الي المفروض ينزل من نظر مين انت الي حيوان و مش عارف عايز ايه شويه تشمشم علي اللحمه وشويه علي النبات مش عارف انت ايه اصلك..
اغتاظ اكثر فامسكها وهو يلقي بها علي المقعد بقوه ورفع يده فقالت صارخه وهي تخبأ رحمهها بخوف:-مالك ابنك...
اخفض يده ونظر لها من اعلي واسفل:-طلبت من واحده ست تساعدني انا الي غلطان متبقيش تزعلي لما اجيبها زي رزان
رفعت رأسها بقهر وهي تقول:-مالك..
الا انه اغلق باب غرفته خلفه..
_________________________________
كان مازن يصعد الدرج في تمام الحاديه عشر مساء حين فُتح باب شقه سهير وظهرت ساره.. فنظر لها مازن بارتباك لتقول الاولي:-ممكن تدخل شويه؟ عايزه اتكلم معاك بعيدا عن رزان...
وقف قليلا واجما ثم قال:-حاضر يا ساره..اسمحيلي بس اغير وانزلك
قالت بسخريه:-لحسن رزان تقلك لا..
تحولت عيناه وقال:-لا عاشت ولا كانت يا ساره الحريم الي يملو كلامهم..وان كنت عملت حاجه كلو اختياري..
ثم صعد فلامت ساره نفسها علي حديثها ثم دخلت
فصعد مازن الي رزان التي بدت متوتره وهي تبتسم بتشفٍ هل قال مراد له شيئا؟
الا انه ابتسم:-ياريت تبقي حالتك اتحسنت
-اه يا جبيبي اوي اوي..عايزه كمان اعتذرلك عن الصبح..
تنهد قائلا:-مش بزعل منك يا حببتي..بس هغير وانزل لساره عايزه تتكلم معاايا..
قالت رزان بتذمر:-ماشي مستنياك..
وما هي الا دقائق حتي كان مازن يغادر نظرت رزان من الشرفه لتجد ان مراد لم يعد بعد..
بالتأكيد سيخبره حين يعود ولكن كيف تنفذ خطه والدتها؟؟؟ تنهدت ونظرت حولها لتجد هاتف مازن فتناولته بسرعه وتوتر ودقات قلبها تعلو بشده
فتحته لتجد علامه سريه يتم رسمها باليد وهي لا تعرفها
ظلت تجرب انماط عده حتي فتح علي علامه حرف m فتبسمت بارتياح وهي تأتي برقم مراد ثم تبعث له رساله
-انت فين؟
ظلت تأتي وتذهب قليلا حتي آتي لرزان رساله من مراد:-داخل علي البيت ،ليه؟
-اطلعلي شقتي عايزك
غاب مراد قليلا ثم رات رزان اضواء سيارته من النافذه ثم رسالته:-حاضر..
مسحت الرسائل واغقت الهاتف و وضعته كما كان..
تبا!! ماذا افعل؟؟؟ اللعنه علي خطتك يا امي..ماذا ان جاء مراد و قد عاد مازن..
لا يهمني...سأتظاهر بعدم معرفه اي شيئ...
_________________________________
كانت جني تجلس في الصالون بمفردها تبكي بشده علي كل ما يحدث
تشعر بالخوف..هل اخطأت حقا؟ هل سيعاقبها مالك بمي وياأتي بها؟ ستشعر بالقهر حقا..
احتضنت بطنها الصغير وهي تهمس:-متخفش انت يا حبيبي...انا معاك...
رن الجرس لتنظر للباب بتعجب ثم قامت ببطئ تضم سترتها
خرج مالك من الغرفه بينما كانت جني قد فتحت الباب بالفعل..
لتجد مي امامها..
-انتي مين؟
___________________________________
كانت رزان تشعر بالتوتر الشديد...خائفه ان يعود مازن في اي لحظه ..
لقد مسحت الرسائل لكن مراد لم يفعل...!!
رن الجرس ..نظرت بتوتر للباب
انه ليس مازن لان معه المفتاح بالتأكيد..
قطعت ثوبها من الاعلي وبعثرت شعرها واتجهت تفتح الباب والتوتر عليها
لاحظ مراد ثوب رزان وتعجب كثيرا الا انه اشاح ببصره:-مازن جوا..
-اهاادخل
كيف يتركها مازن تفتح بهذا الشكل..
تركت رزان الباب مواربا ولم يلحظ مراد الذي هتف:-مازن..؟؟ انا كمان كنت عايزك..
ثم تبسم وهو ينظر لرزان التي قالت:-هتحكيله بردو..
قال ببرود:-اها..
قالت ضاحكه:-مازن مش هنا...
عقد حاجبيه وهو يقترب من الباب فقد بدأ يفهم المأزق وفجأه قالت باسمه:-سد ودنك....آااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه....آاااااااااااااااه..
ثم فتحت الباب وهي تنزل جريا تبكي بانهيار..

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن