الفصل الرابع والعشرون:-

8.4K 220 1
                                    

شعرت رزان بموجه حاده من الارتباك تسري بجسدها وهي تقف قائله:-
-ازيك يا مراد؟
قال مراد باسما بهدوء:-ازيك!! ايه...النفاق بقي عيني عينك كده ولا ايه ده لسه كنتي بتنهشي في لحم مراد..
قالت لميس وهي تقف:-
-مراد أ..
قال بصرامه:-اسكتي انتي..بعدين اعلمك ازاي تحترمي الكلام عن جوزك
ضحكت رزان فجأه بشده فنظرت لها لميس بتوتر بينما ظل مراد باردا لاقصي حد وانتظرها تفرغ من ضحكها حتي قالت:-
-جوزها مره واحده..
ظل في بروده بينما قالت لميس بصوت خافت:-امشي دلوقتي يا رزان..
قال مراد ببرود:-آه جوزها..تحبي اجبلك العقد..متشال جوا في الدرج!
قالت رزان وهي تمسح دموع وهميه أي من كثره الضحك:-
-شكلك يا مراد نسيت مين السبب في التدبيسه من وجهه نظرك
قالت لميس بغضب:-تدبيسه
قالت رزان ببرود:-من وجهه نظره انا دبسته فيكي يا لميس ولازم تفوقي علي الحقيقه دي
قال مراد هاتفا:-لميس..انا بحبك واتعدلت عشانك..ملكيش دعوه بيها ..
قالت رزان بهدوء:-كان زمانك بتدرس برا وسايب المسكينه دي اعده بدموعها انا وبس ليا الفضل يا مراد
قالت لميس ببكاء:-ارجوكو راعو مشاعري ..
قال مراد بعصبيه:-اخرجي برا..انا لما صدقت اخليها تنسي ولو شويه حرام عليكي انتي معموله من اي يا رزان
قالت رزان ببرود:-لازم افضل افكرك يا لميس انك لازم تطلقي من راجل كل الي عاوزه يغتصب فيكي كل حاجه حتي قلبك
صفعها مراد لتنظر له بدهشه شديده بينما صرخ:-انتي انسانه ...انتي حيوااااااااانه برا...
ثم دفعها بكل قوته :-انتي متعتبيش من بيتي وبيتي معناه العمااااره دي كلها واهل البيت كلهم..برااااااااااااااا..
صرخت رزان قائله:-انت ملكش اي حق تطردني من اي حته غير الشقه دي بس...
ثم قالت بانهيار شديد:-انا ليا حق هنا اكتر منك
-حق !! بصفتك ايه يا رزان..بصفتك واحده شحاااااااته جبناها هنا واكرمناها وده كان التمن
قالت صارخه:-انا مش شحاته ...انا ليا حق بصفتي...
صمتت بينما تبسم بغل:-هااااااا؟؟؟ شحاته مش كده..
صرخت قائله بغيظ:-بكرا تعرف وهندمك يا مراد ...هندمك وهندم لميس ورساره وجني و مازن و قاسم..هندمكو كلكو..
نظر لها بدهشه حقيقه وقبل ان يتحدث استمع الي ارتطام خلفه فنظر ليجد لميس فقدت الوعي و ارتطم جسدها بالارض..
رزان وهي تهب اتجاهها بذعر شديد لا تعرف لما:-لميس..
جرها مراد من ذراعها:-اياكي تقربي منها...
________________________________
تبسم قاسم بهدوء..ثم اتسعت ابتسامته...ثم ضحك بشده..
قال مازن بغضب:-الشقه باسمي يا ولدي..وانا راجل مسؤل،انا مش بستآذنك انا جيت اديك خبر..
رفع قاسم حاجبيه بسخريه:-كمان عايز تجبها الشقه ؟
-ايوه..
قال قاسم بابتسامه صفراء:-مازن..لازم تسأل مالك كويس اوووي...انا عملت ايه في مي!! وهو انقذها بالعجب واقدر اوصلها تاني لو سعيت...عايز البنت اكمنها حلوه...خدها بعيد واتجوزها يومين ..من غير خلفه...محدش في عيله قاسم هيخلط النسل من تاني
قال مازن باستنكار:-
-نسل ايه ده الي بتتلكم عنه!! انا هتجوز رزان يا بابا وهخلف منها ومعدتش المس ساره تاني ولا تفرق معايا..ساره دي واحده بارده عايزه واحده شبها بيتكلم بطريقتها ولغتها..انا هتجوز رزان..وهحميها منك واقدر وانت عارف اني اكتر واحد اقدر..
-اعتبرك بتتحداني يا مازن؟
اشاح مازن بيده وهو يقف فقد فاض كيله :-اعتبرها اي حاجه تحبها...
قبل ان يتحدث قاسم استمعوا معا الي صوت صريخ ففتح مازن باب المكتب وهو يصعد الدرج ليجد مراد يجر رزان من ذراعها صارخا:-براااااا..
جرت جني خلفه تحاول ان تفك قيد رزان بينما صعد مازن الدرج وامسك مراد من ياقته:-سيبها..
قال مراد بتحدي:-هتفرق معاك في ايه يا مازن...
قال مازن وهو يهزه بعنف:-بقلك سيبها متلمسهاش يا مراد
صرخ مراد به:-رزان مش هتخطي عتبه الباب ده تاني..
قالت جني بفزع:-مراد سيب ايدها ..
-لااااااااااااااا..واوعو عشان ارميها زي الكلاب...
قالت رزان صارخه:-كل ده عشان دبستك في لميس..
صرخ مراد وهو يصفعها للمره الثانيه:-بطلي استفزااااااااااااز...
وفاجأه مازن وهو يسمكه بعنف ثم يضربه بشده لتصرخ جني وهي تقف بينهما:-ارجوكووووو..كفايه ...
الا ان العراك كان قد اضطرم بينهما فدفع مراد جني دون ان يعي وهو يضرب مازن بقوه بينما مازن جعله يرتطم بالجدار بقوه وهو يضربه بشده و رزان تجلس علي الدرج تشاهد العراك والذهول يسيطر عليها..
لقد نجحت...لقد نجحت يا أمي ...ها هما الاخان يضربان بعدهما لاجلي، وها هي لميس ممده فاقده الوعي بالاعلي ولا يوجد من يعبأ بها...وها هي دموع جني تنزل بعنف من عيناها..
قطع حبل افكارها قاسم وهو ينزل الدرج بسرعه و فزع:-انتو بتعملو ايه...ابعد عنه يا مازن..
لا يسمعان ولا يريان فقط كلا منهما يضرب والجنون يسيطير عليه وفي تلك اللحظه دخل مالك الي البنايه و رأي المشهد علي الدرج فصعد مسرعا وهو يقف بينهما :-بس...بس...في ايه ابعد عنه يا مازن..
دفعه مالك بقوه للخلف وامسك بمراد الذي هتف:-هقتلهاااااااااااا...هقتلها يا مازن..
بينما هتف مازن-محدش هيقربلها قبل ما يقربلي..اقفوا قدامي ومحدش ندمان غيركو..
ثم سحب رزان من يدها لتقف باستسلام ثم يمد الخطا خارج البنايه..
ودفع مراد يدي مالك وهو يصعد الي شقته جريا متذكرا امر لميس بينما كانت نجاه وسهير تقفان منكمشتان بشده وقاسم يظفر الهواء وهو يتجه الي مكتبه في حين بكت جني بشده وهي تحتضن مالك قائله:-اول مره اشوف اخواتي كده..
ربت مالك علي شعرها قائلا:-خلينا نطلع بس..
*وما هي الا نصف ساعه حتي كان الطبيب يفحص لميس وسرعان ما اغلق حقيبته وانسحب بهدوء وخلفه مراد وقال مراد فور اغلاقه الباب:-لميس عامله ايه؟؟ انهيار عصبي مش كده..
-متقلقش يا استاذ مراد هتفوق بعد شويه ومش انهيار عصبي ولا حاجه ده أثر الحمل بس متحملتش اجهاد..
فتح مراد فاه ببلاهه وهو يسمع الي كلمه حمل لا يعرف ما هي مشاعره تماما..
كيف حمل؟
هل قال حمل فعلا؟؟ أيعني بكلمه حمل...طفل!!
طفل؟ تبا..
قال مراد بوجهه مكفهر:-حامل..
قال الطبيب باسما:-مكنتش تعرف؟؟ الف مبروك..المدام حامل
تنفس مراد بصعوبه حقا لا يعلم مشاعره ثم تبسم ببهوت:-الف شكر يا دكتور..الله يبارك فيك..
غادر الطبيب فاغلق مراد الباب وفغر فاه مره اخري وهو يقطع الشقه ذهابا وايابا:-حاااااااااااامل....لميس خامل...مني؟؟؟ يالهوي...لميس حامل..اهدي لميس مراتك...ايوه بس حامل....حامل..بيبي!! ...ياربي ...يعني ..انا ...بابا؟ لا لا....مراددددد بابا؟؟؟ بابا مراد...بابي مراد...لا لا...مش ناااااافع ..
استمع الي صوت لميس المتعب:-مراااااااد...
-ايوه...ايوه جاي..
ظل يتنفس بصعوبه مبرقا عيناه بدهشه :-كانت ابعد حاجه عن راسي....اقلها ايه؟؟؟ اقلهاااااااا ايه؟؟؟ ...احم احم...لميس يا حببتي انتي حامل...لا لا....لميس..انتي تقريبا حامل مني!! ايه العبط ده ....لميس ..مبروووووووك انتي حامل؟؟ كويس...لا...لا....ممكن تعيط...مش عارف...احم ...لميس..ده قضاء وقدر ...انتي حامل...لا طبعا لا...بقلك ايه يا لميس انتي حامل...
-مراااااااااد..
-ايوه ...
تقدم من باب الغرفه وفتحها وظل ينظر بحرص لها..
-في ايه؟ ادخل يا مراد..
-آ...
-ف ايه؟ حصل ايه ؟
ظل يقف بعيدا فقالت:-هو انا مريضه مرض معدي!!؟
-لالا ..
دخل الي حيث فراشها وظل ينظر الي رحمها بتعجب انه ليس منتفخا..بالتأكيد لن ينتفخ الان...
-مراد بتبص علي ايه كده في ايه؟مالك يا مراد...
-لميس..بصي انا مليش دعوه هو الدكتور قالي انك حامل ...
نظرت له بدهشه :-حامل؟!
-ايوه..مني
-مهو اكيد يعني
-اه
-اه
ثم ضحكا معا فجأه وضمها مراد له بحب واخيرا يشعر بالسعاده بذلك المولود ودقات قلبها تعلو بين ذراعيه لا تتقبل ضمته ولكنها سعيده بهذا الخبر فاستسلمت له..
___________________________________
ظل مازن يقود سيارته بصمت لمده خمسه عشر دقيقه فقالت رزان بهدوء:-
-مازن..انا اسفه عشان كل اللخبطه الي بسببي دي..دلوقتي جه الوقت المناسب اني امشي
قال مازن بعناد:-مقدرتش اشوف حد بهينك بالشكل ده...صدقيني قلبي وجعني، رزان خليني اعترفلك اني يمكن مبحبكيش اوي..ويمكن جوازي منك مجرد محاوله تانيه عشان احس بفرح لكن..
اوقف سيارته واستدار لها:-لكن انا مقدرتش اشوفك بتتهاني او اي مخلوق يلمسك...يمكن ...يمكن حبيتك من تفهمك ليا وصبرك وكل حاجه مش هكدب عليكي يا رزان بضايق سعات من دلعك الزايد..بتجنن سعات قصادك..ويمكن بضعف...وانا عمري ما ضعفت...ويمكن بضايق لما بحس بلؤم..وسعات بشوفك مش سهله..بس ديما حاسس بانك جذباني من اول يوم ومن اول نظره بينا..ديما حاسس جواكي حاجه...حاجه اتخلقت ليا..
موجه من السعاده اجتاجت نفسها وهي تغرق في عينه ..
لا...أفيقي يا رزان..لا يمكنكِ ان تقعي في الغرام الان..خاصه غرام رجلا مثل مازن....خاصه مازن!!
ابن عمكِ..
قالت رزان وهي تحاول طرد الحديث من مشاعرها وتوجيهه الي عقلها الا ان الحديث خرج من قلبها:-وانا كمان يا مازن..يمكن انت بالنسبه ليا اول راجل اتعامل معاه عمتا..ويمكن فرصه بردو لحياه كويسه ومستقره لكن انا ..انا فعلا...
-قوليها..
ضربته فجأه قائله:-ايه الي انت عملته في الجراش ده يا مازن!!؟ازاي تشوفني كده وازاي انا راكبه معاك العربيه كده عادي!!
-انا اسف...مش هتتكرر تاني و قريب اوي هتكوني ليا
تبمست بسعاده حقيقه...ثم تذكرت الهدف من زيجتها...
فتحولت بسمتها لانتصار..
__________________________________
قال مالك متنهدا:-ممكن تهدي بقي...اي اتنين اخوات بيتخنقوا..
-بس مش كده يا مالك..اخواتي مشفهتمش كده
قال مالك وهو يحتضنها مربتا علي رأسها:-انتي بس الي حساسه بزياده طول عمرنا عارفين ان مازن قريب مني اوي ..وبعيد عن مراد
-لكن مراد اتغير وبقي احسن كتير وكلو بيشهد بكده
قال مالك بشرود:-بس مازن بقي اسوأ بكتير..
قالت جني بلهفه:-يعني ايه؟
-مازن شوفته يوم فرحه علي ساره واقف مع رزان ..وقفه مش مريحه...و امبارح كانو في الجراش...و...
قالت جني بدهشه:-بيخون ساره؟؟!!!!!! ليه...ليه كده
-مش عارف.
هتفت جني بغضب وهي تقف:-اتجوزتونا ليه؟؟؟
نظر لها بدهشه وهو يقول:-نعم
-طالما انت بتحب مي وهو بيحب رزان الرخيصه....ليه...ليه تتجوزني...وليه هو يتجوز ساره...انتو مش شايفين...الي بيعملو في ساره انت تردو فيا و الي بتعملو فيا يترد في ساره انتو بتاكلو لحم بعض...انا كرهت العيشه ...كرهت العيشه هنا اصلا في العماره دي كلها.
ثم بكت اكثر وهي تترك لمالك الغرفه الذي نظر لهاتفه الذي انتصف اسم مي..
كانت المره العاشره التي تتصل هي به..الا انه وضع الهاتف علي وجهه وتنهد وهو ينظر ارضا..
_____________________________________
مر يومان لم يحدث بهم حدثا يذكر كلا منهم يغرق في ملكوته الخاص حتي جاء ذلك اليوم الذي كانت رزان تجلس به بالحديقه غارقه في شرودها ومشاعرها وتفاجئت بيدين تحيط بعيناها فقالت بمرح:-جني؟؟..
ضحك مازن قائلا:-لا مازن يا ستي اخو جني الكبير
قالت رزان باسمه:-اصلا جني ولميس بعدو عني لان مالك و مراد مش بيحبوني
نظر لعيناها قائلا:-مش مهم..مش عاوز حد يحبك غيري..
هربت بعيناها من نظراته وهي تقول:-مش خايف حد يشوفنا بالنهار كده خاصه ان ساره اجازه..
لم يعبأ وهو يضع يده في جيبه و يُظهر هاتف محمول من احدث الصيحات و يضعه امامها قائلا:-
-خدي تليفونك بس الاول..
امسكته بلهفه وقلبته بفرحه شديده وهي تقول:-الله يا ماااااازن تحفه اوي...بس..ليه كده كلفت نفسك يا مازن انا طلبت حاجه قديمه عندك
قال مازن باسما:-يجيلك احسن حاجه..
ضمت الهاتف بشده الي صدرها وهي تقول باسمه:-شكرا اوووي..
-العفو اوووي يا ستي...بصي بقي.انا وانتي هنتجوز بكرا...
نظرت له بدهشه شديده فاومأ برأسه قائلا:-
-ايون..بكرا..
-باباك وافق وهما ؟؟ قلتلهم
-مش هاممني انا هتجوزك وهتدخلي الشقه بابا كعادته وانانيته موافقش يا رزان..
قالت بحزن:-مازن....بلاش جواز ...قصدي يعني ان..
قال بغضب:-يعني انا بتحداهم كلهم عشانك وانتي مش قادره تتحدي ناس لا من دمك ولا اي حاجه..
-انا...
-ايه يا رزان؟
قالت رزان بحزن مصطنع:-خايفه وبصراحه كنت ناويه اقلك اضمن حقي وعاوزه حجات باسمي...لكن بصراحه يا مازن انا مقدرش ابص في عينك واطلب حاجه لاني بحبك...فبلاش جواز عشان محدش فينا يطلم التاني
قال مازن باسما:-ده حقك...اطلبي عاوزه ايه...
-الي تشوفه
-انا مستعد اشتريلك بيت يا رزان يبقي ليكي بعيد وقت ما يحصل اي حاجه تضمني نفسك بيه..
-عاوزه الشقه دي..
نظر لها ببلاهه:-نعم
-شقه ساره...نفسي تكون بتاعتي مش عايزه ابقي عبأ واحس اني مش مرتاحه واوعدك محدش يعرف ولا حتي ساره..
صمت مفكرا:-بس يا رزان...
-ولو انا قليت بأصلي و قلتلك طلاق ومشاكل ساعتها تقدر مطلقنيش الا اما تخليني اتنازل قلت ايه..
تنهد قائلا بخفوت:-بس محدش هيعرف انا مش عاوز وجع قلب والبيت ده مهم جدا عند بابا..
قالت رزان باسمه:-اكيد لا..
-خلاص ..بليل هنهني الموضوع ده..مرتاحه
-عاوزه اشتغل
-طيب معاكي ايه
-انا كليه تجاره...وعاوزه شركه من الشركات دول....شركه واحده بس..فهمني نظام كل حاجه و تبقي بتاعتي وان مكبرتهاش وخلتها احسن شركتكو مبقاش انا
-ايه!!! رزان ..ال..
-مازن ثق فيا
-مش حكايه ثقه انتي مش متخيله الكلام ده صعب اد ايه..
-خليها باسمي بس ونشوف
-رزان...انتي بتحلمي..انا مش من حقي اعمل كده الا باذن والدي و مراد و ..
قاطعته قائله:-مازن فكر وخد وقتك و وقت ما تقرر نجوز
-انتي ده بس الي يخليكي تتجوزيني..
-قلتلك هتنازلك عن كل شيئ لو اطلقنا انا بس بضمن حقي يا مازن..ولازم تثق فيا اكتر،وانت راجل والشركات دي حقك وباسمك مسكني شركه فيهم وهتشوف.
تنهد مازن قائلا:-حاضر ..هفكر
-شوف بقي معاد للجواز
-انتي عوزاني اخليها باسمك بين يوم وليله!!! ايه يا رزان
-لا مقلتش كده انا مش مستعجله..
-اممممممممم....انا مستعجل يا ستي..
-طيب الشقه بس مؤقتا لكن توعدني يا مازونتي تفكر كويس في موضوع الشركه..
تبسم بسعاده:-اوعدك يا ستي..وانتي توعديني تفضلي جنبي لاخر العمر انا واثق فيكي يا رزان..
-اوعدك..
____________________________________
فتح مراد باب شقته ليلا ليجد الظلام يحيط بالمكان علي غير العاده بينما مائده الطعام عليها بعض الشموع الحمراء ذات الرائحه الخلابه تضيء المكان و رآي علي ضوئها صحنين من الطعام الشهي وقبل ان يفهم اي شيئ استمع الي اغنيه (قلبي اختارك) تملأ المكان..
تبسم وقلبه يدق بشده وهو يقول:-لميس..!!اانا دخلت شقه غلط ولا ايه..
جائت من الداخل ترتدي فستان ازرق اللون يعلو ركبتيها بقليل ملتفا علي جسدها يحفره باتقان بينما يكشف عن ظهرها بالكامل ويحيط برقبتها كالطوق وشعرها منسدل علي كتفيها ناعما للغايه اقتربت منه بهدوء تدندن مع الاغنيه لا يعلم مراد كيف ولما لكن ادمعت عيناه..
ربما لانه فهم انها تعلن صلحا بينهما
ربما لان قلبها كان بذلك الرحمه كي تغفر له.
ضمها بشده وهو يتمايل مع جسدها علي كلمات الاغنيه وسرعان ما ابتعدت عنه وهي تخلع له سترته و تسحبه من يده كي يجلس علي مائده الطعام..
وجلست الي جانبه قائله:-انا اول مره اعمل النوع ده من الفراخ وحش حلو هيتاكل
-عايزه الحقيقه..
-امممم
-مفيش غير واحده بس هنا هي الي الممفروض تتاكل..
ضحكت بدلال قائله:-طب كل طيب..
-هاكل ويارب احلي بسرعه..
ضحكت مره اخري و هما يتبادلان الحديث الهامس علي انغام الموسيقي و اضواء الشموع
لم يحلم مراد حتي بنصف تلك الهدنه التي اعلنتها لميس..
وسرعان ما انتهوا من طعامهم واقتربت لميس من مشغل الموسيقي تختار اغنيه جديده فشعرت بذراعي مراد يحيطان بها فاستدارت له وهي تنظر ارضا ويهنأ هو بقبله من شفتيها فتحت عيناها لتجد عيناه مغمضتان يقبض علي شفتيها بشفتاه ابتعد عنها بمسافه قليله وهو ينظر لعيناها بعمق وما ان نظرت الي عنياه حتي تذكرت كل شيئ..
السياره..ومراد..صراختها...
اغمضت عيناها وارتجافه عنيفه تسري بجسدها وفتحتها مره اخري بدهشه عندما شعرت بجسدها في الهواء حيث حلمها مراد وهو يقتادها لغرفتهم
الخوف...انها خائفه..
اغلق مراد الباب بقدمه وهو يضع جسدها الصغير علي الفراش ويقترب منها مره اخري
كل شيئ يمر ويمنتهي ويتكرر بلا توقف في ذهنها..
هنا مراد يقبلها بعنفوان...وهناك مراد كان يجذب حجابها بقوه ..
هنا يحيط بجسدها وهناك كان يقيدها..
لميس صارخه:-ابعد عني..لاااااااااااااااا...ابعد..
ابتعد مراد بدهشه و هو ينظر لها بعدم فهم فاذا بها تبكي بشده وهي تحتضن جسدها فاقترب مراد قليلا يقول بخفوت:-لميس انتي كويسه؟ انا عملت حاجه ضايقتك؟
لم ترد وهي تنهار اكثر ممسكه برأسها فوضع يده علي ذراعها وكاد ان يتحدث لولا ارتجف جسدها وهي تصرخ:-متلمسنيش..
قال بهدوء وهو يجلس ارضا الي جانبها:-حاضر..ممكن تهدي...
-اخرج برا يا مراد..
-لميس انا مش فاهم انا عملت ايه..
صرخت وهي تضربه بقبضتها:-براااااااااااا..
ابتلع ريقه ونظر لها بحزن ثم تبسم ببهوت وترك الغرفه لها ولاول مره ..تنزل الدموع من مقلتيه لتغرق وجنتيه بتلك الطريقه العنيفه..
___________________________________
كانت جني تجلس امام التلفاز مستنده برأسها علي الوساده التي الي جانبها
وكعادتها الجديده شارده لا تفقه حرفا مما يقال امامها واذا حاولت تذكر فيما كانت تفكر فلن تعرف..
انها حتي عاجزه عن الرسم ..اصبحت تكره كل شيئ...
اغلقت التلفاز وقامت الي الغرفه الصغيره التي خصصتها للوح و الرسم ..
وضعت ورقه بيضاء فارغه وامسكت القلم وبدأت في الرسم..
وجدت نفسها تخط جسد فتاه..فتاه في زاويه اللوحه تجلس تحتضن ركبتيها الي صدرها تدفن رأسها بهما..
خططت كل اللوحه باللون الرمادي...ليدل علي العتمه..والصمت..والوحده...
الا القتاه الي حددتها بالابيض ولونتها من الداخل بالاسود...ليدل انها تظهر الجيد للناس وتجيد اخفاء احزانها..
لا تعلم كم استغرقت اللوحه من الوقت..ولكنها انتهت اخيرا و اخذت تنظر لها بتمعن
(اكتر حاجه بتعجبني فيكي انك بترسمي الي في قلبك...بتعبري عن نفسك اوي في الرسم ودي حاجه نادره)
استدارت لمالك ثم عادت تنظر للوحه ولم تعيره اهتماما فقال مالك باسما:-انا واقف بتفرج عليكي من وانتي بتظللي الرمادي وقبل ما تلوني البنت..طريقه تركيزك بتعجبني..
لم ترد فاقترب قليلا قائلا:-جني انا اسف ...
تركت الاقلام وامسكت اللوحه وضعتها في مقدمه اللوحات التي انتهت منها و وقفت قائله :-اسف علي ايه..
-مش عارف انتي الصبح اضايقتي وزعقتي ...ومشيتي وانا مش عاوزك زعلانه..
-ومش عاوزني زعلانه ليه؟
-عشان انتي...مراتي
موجه من السعاده العارمه تجتاح نفسها اجادت كتمها وهي تقول بثبات:-
-دلوقتي افتكرت اني مراتك...متخانق مع مي ولا ايه..
قال مالك بضعف لم تراه من قبل:-جني انا محتاجك..محتاج اصلح كل حاجه مش معاكي لا..كل حاجه في حياتي ارجوكي اقفي جنبي..انا ظلمتك في الاول وافتكرت اني بحبها واتجوزتها...ودلوقتي انا مخنوق من كل حاجه مي بتعلمها...مي اتغير 180 درجه بعد جوازنا ديما نكد وخناق و تليفونات كتير ومسدجات غريبه ..انت زهقت مني..وانت كنت عايز حاجه وختها ونستني ودي مش حقيقه...انا مش عارف اقلك ايه ومش عارف ازاي مبلقيش غيرك انتي الي اجيلها في نهايه المطاف..بس ساعديني..
-يعني انت مش عاوز مي؟
-انا...مش عارف اكون ليها..وهي صعبانه عليا حاسس بظلم كبير ليها يا جني و ظلم كبير ليكي..مش قادر اسيبها ومش عارف استحمل كل ده..
-وبالنسبالي؟
قال بخفوت:-حاسس يمكن يكون بينا ...فرصه..
اجتاحها الحماس من بدايه رأسها الي اخمص قدميها وادمعت عيناها وهي تقول:-هساعدك...وهنحل كل حاجه..
-موافق..شكرا اوي ياجني..
وبدون مسحه من التردد اندفعت جني الي احضانه وهي تقول:-هفضل جنبك...
احتضنها مالك وهو يشعر بالالم..
عليه ان يظلم احداهن...عليه ذلك و الان مي حبيبته لم تعد تعجبه...يكره تلك التيه التي يدخلها فلا يخرج منها ابدا..
ويتمني الا يجرح مي..
ودون ان يفارق احضان جني شعر بهاتفه يرن فنظر فيه ليجد اسم مي..فاغلق هاتفه و دفن انفه بين خصلات جني..
__________________________________
في أمسيه اليوم التالي..كان كل شيئ يبدو جاهزا فرزان ترتدي فستان رقيق للغايه لا يبدو انه للمناسبات والافراح ولكنه ابيض دون اي الوان اخري تعقص شعرها كعكه كبيره وتضع الكثير من ادوات التجميل..
تتأكل مازن بهدوء وسلام نفسي شديدن وهو يقود سيارته حتي وصلا الي مكتب المآذون فهمست رزان وهي تصعد معه:-
-هو في شهود ولا هنعمل ايه..
قال مازن باسما:-متقلقيش..عامل حساب كل حاجه..
ثم قبض علي يدها بشده وللعجب تشعر رزان بالسعاده و الامان من قبضته...
جلسا امام المآذون وبدأ مازن يتبادل معه الحديث العام عن ظروف زواجهم وما شابه وفجأه استدار مازن الي رزان قائلا:-هاتي بطاقتك..
فتحت حقيبتها الصغيره بحماس وامسكت بطاقتها الشخصيه..
وسرعان ما ارتسم الرعب في ملامحها..كيف تسهو عن ذلك الامر؟ كيف لم يضعه الله برأسي!!؟
انني ابنه عمه...ومازن هو الرجل الوحيد الذي يعرف امر عمه..وبالتأكيد يعرف ان اسمه مدحت
سينهار كل شيئ قمت ببناءه في اشهر..
-هاتي يا رزان...بسرعه..  

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن