الفصل الثاني والثلاثون:-

8.7K 214 1
                                    


لم يشعر مازن بنفسه الا وهو يصرخ:-ايه؟.. حااااااااامل!!! ياما انت كريم يا رب..
امسك بيدها وهو يقول بلهفه:-انتي متأكده؟
-مش عارفه الاختبار ده صح ولا غلط..مش عارفه بجد..
ضحك بشده وجنون وهو يقول:-حااااااااامل...ربنا بيعوضني اكيد ربنا بيعوضني انا...انا....هموت علي طفل....
ضمها اليه وهو يضحك بشده:-انتي حامل يا رزان..
بكت وهي تضمه:-انا بحبك ..
وهنا قفز الي ذهنه كل ما حدث في الفتره الاخيره فابعدها عنه بعنف وهو يقول:-
-ماشي يا رزان..تمام بس انا حبب اتأكد البسي..خلينا نروح للدكتور
قالت بسعاده رغم انه ابعدها عنه:-ماشي..هلبس..بس مازن ..انا..
-اوعي تفتكري ان الطفل ده هيغير حاجه بيني وبينك او في غمره سعادتي هصالح يا رزان...كل الحكايه اني بالغت..اسمعي انتي هتعدي هنا لحد ما تولديه ونطلق، هخليكي تشوفي من وقت للتاني بس مش عايزك تبقي معاه علطول انتي مش ام تربي...البسي..
ثم اغلق الباب بقوه لتنهار باكيه وهي تحتضن نفسها:-
-ليه كده يا مازن...
ثم قالت فجأه بقوه وصوتٍ عالٍ:-
-عمري ما اتخلي عن ابني ابدا..
بينما ارتمي مازن علي احد مقاعد الصالون الواسع يضحك بشده من فرط سعادته بالطفل..و...بها..
فهو طفلٌ..تمناه كثيرا ولكنها إمرأه احبها من كل قلبه ..والطفل منها فكانت سعادته كبيره للغايه..
تنهد وهو يتذكر ضمته لها وجسدها بين يديه كم اشتاق لها ..
وكم يحبها..
يسامحها؟ لا...لا يستطيع تخطي الامور هكذا..
ولكن لما لا؟ انها مسكينه لم تكن تعلم
ولكن مهلا...لما لا تكون تكذب؟ ماذا لو تعلم كل شيئ واتت بدافع الجشع؟
فمن يكذب مره...يكذب ألف مره..
___________________________________
كان مازن ينزل برفقه رزان حين رأي ساره تعود من المشفي بوجهه فقال بانفعال:-
-ساره...ازيك
بينما نزلت رزان بصمت تاركه اياه برفقتها
قالت ساره باقتضاب:-ممكن تسيبها تركب العربيه وتيجي اقلك حاجه عشر دقايق بس
قال وهو يدخل معاها الي شقه سهير:-حاضر..
جلست ساره فقال مازن بسرعه:-انا مصلحتهاش انا رايح بيها عند...
-صالحتها او لا ميخصنيش او تقدر تقول مش فارق معايا اوي بصراحه...مازن انا بطلبها منك قبل ما ندخل محاكم بينا انا فاضيه وبالي طويل، طلقني..
تنهد مازن وهو يقول:-خليكي معايا يا ساره يمكن احاول..
-طلقني يا مازن انا مبقتش احبك بكل بساطه
-يا ساره
-طلقني يا مازن والا هرفع خلع بجد انا مش ناويه اهاتي معاك اكتر
تنهد ثم عقد حاجبيه:- لا وعلي ايه...يعني مُصره؟
قالت بعناد:-آه..
ابتلع ريقه ثم وقف قائلا:-انتي طالق يا ساره..
ثم غادر الشقه مسرعا بينما ضحكت هي بشده وبكت فجأه بشده اكثر...
واستغلت فرصه عدم وجود سهير..
ليزداد نحيبها وبكائها...ليتهم يعلمون كم من الاعباء تسكن الروح..!
________________________________
مر اليوم بلا احداثٍ تذكر الا من حياه رزان التي تأكدت من خبر حملها وكانت الارض لا تحلمها هي ومازن الذي برع في اخفاء مشاعره جيدا وفي صباح اليوم التالي كان كريم يجلس بحديقه المشفي يحتسي الشاي ويقلب في ملف صغير بيده عندما جلست ساره امامه:-
-عايزه اتلكم معاك
قال كريم بلهفه :-اتكلمي يا ساره..
-هو كلام كتير ..انا مش متعوده علي هقوله لكن حابه اخرج نتلكم في اي مكان
انتفض كريم قائلا:-ماشي وانا معاكي يا ساره
خرج برفقتها الي الخارج حتي سياره ساره واستقلها معها بينما رآتهم ريم قبل ان تغادر سياره الاجري فقد آتت في محاوله يائسه لفعل اي شيئ في علاقتهما لربما شعر بالندم عندمه هدأ قالت بسرعه:-اطلع ورا العربيه دي لو سمحت..بسرعه
بينما وقفت ساره علي جانب الطريق وهي تقول:-مش قادره اعد مع راجل غريب في اي مكان
قال كريم بلهفه:-خلينا هنا..قولي عايزه تقولي ايه..
تنهدت ساره وهي تقول:-
-انا موافقه اديك فرصه يا كريم...ااه...انا اطلقت من مازن امبارح، واضح اوي انو لسه بيبحب رزان وبيفكر يرجلعها حتي بعد كل الي عملته
قال كريم بسعاده :-الحمدلله اوعدك اني هستغل الفرصه دي صح بكل المقاييس يا ساره
-انا مش جيباك لحد هنا عشان اقلك كده وبس..انت لازم تعرف مين هي ساره يا كريم
-كل شيء باين انتي..
-انت متعرفش حاجه ..ياريت تسمع
اومأ برأسه موافقا وهي تتنهد قائله:-ساره تاني طفل في عيله النصوحي واول طفله بنت، برغم كده عانيت كتير اوي..كنت صغيره اوي لما بابا مات وكمان لما ماما ماتت...بس فاكره كل شيئ بالتفصيل الممل، في بدايه الامر,،، كبرت علي بابا الزعلان ديما مني بدون سبب..كنت بحب كوني ساره سيد اوي...بس عمر بابا ما حب سيد ابو ساره...
نظرت بعيدا بحزن وهي تقول:-كنت طفله ذكيه واستشفيت ده بسهوله اوي.... اتحول ذكائي لعبقريه خاصه بيا وبس..اتحولت شقاوتي لهدوء تام...واجتماعيني كطفله الي كتله انطواء متحركه...الدايره فضلت تضيق عليا..بطلت اهزر مع الغريب...بطلت العب مع صحابي...بطلت اقرب من قرايبي...لحد ما بقيت ساكته ومش برد علي بابا وماما..ماما كانت احن ست في الكون وبابا كمان كان زعلان من سكوتي بس يمكن زعله جه متأخر...بعدوني بعيد عشان اتعالج في هدوء ويمكن ده كان تاني اكبر غلط..اتربت جوايا عقد وخوف كتير اوي...خوف من الكلام..من البكا..من الغلط...
نظرت في عينا كريم مباشره وسالت دموعها وهي تهمس:-خوف من الضعف..
تألم قلبه كثيرا بينما قالت:-عرفت بميلاد مالك...بس كرهته من لحظه نزوله...دبايح..زيطه...سبوع...ناس...زغاريط...وكأني كنت كتله عارف بتنزل من بطن ماما مش بنت من لحم ودم...كان جه الوقت اني ارجع بس مثلت عليهم اني لسه تعبانه ومحتاجه ابقي بعيد ولما جت لميس انا قررت ارجع لاختي البنت الي هتعيش نفس المأساه..ولكني رجعت علي خير موت ماما في والدتها...كنت متخبطه اوي مش عارفه اكرها ولا احبها كل الي فكراه اني زعلت اوي واتأثرت وقررت اسافر من تاني لكن مالك كان طفل صغير اوي وبابا مدمر ومقدرتش اسيبه ابدا
تنهدت ساره:-ومات بابا...في ظروف انا معرفهاش قالولي لازم افهم اخويا الي بيتعلم المشي ان بابا مات وراح السما..
تبمست بمراره:-خلاصه الكلام انا واحده معقده...جد...بتحب النجاح اوي...لان كل الي مر بيا كان بيدفعني ديما اني ابقي تبعانه ..ديما بشتغل و بحاول واسعي لاني لو سبت الحبل لحظه هبقي فاشله..وهبقي فاشله عشان بنت...وفشل واحد كفيل يضيع نجحات كتيره اوي في حياه اي بنت....لكن مراد اتولد وعاش فاشل ولما اتعدل في شهر...كل حاجه اتنستله...عمري ما اتمناله غير كل خير..انا بس بفهمك انت مقبل علي ايه...انا مبعرفش اقول طز في الناس ..انا مبعرفش اضعف..مبعرفش ابكي...مبعرفش
تبسم كريم:-وانتي عجباني اوووي بكل ما فيكي...بجد يا ساره..
___________________________________
كانت عقارب الساعه تشير الي السابعه مساءً عندما تقدمت رزان من طاوله ريم وجلست بغضب:-
-ايه يا ريم؟ كل الزعيق ده في التليفون عشان نتقابل...ايه!! انا نزلت باعجوبه من مازن ...بعد ما اقنعته انك ماما و...قصدي انتي عايزه ايه
لم تكن ريم تستمع اليها من الاساس رفعت وجهها لها:-بيحب ساره وسابني
هتفت رزان بدهشه:-كريم؟
-ايوه
ثم صرخت:-الي عملتليه فيها بيطلع عليا...انا لازم اروج اقابل ساره
صرخت رزان:-لا...اياكي تظهري في الصوره دلوقتي...اهدي هرجعلك حقك
-كفاااااااايه بقي متعمليش نفسك الجندي الي بيرجع حقوقنا انتي انسانه شرانيه وكنتي محتاجه بس دافعه غل وشر وحقد ..راحه تنتقمي...بتقتلي ابنها ليه؟؟
قالت رزان باقتضاب وهي تقف:-مش هتظهري في الصوره يا ريم...لو مش عايزه تخسريني وتخسري كريم اياااااااكي تظهري في الصوره وانا هحللك كل شيء..
____________________________________
كان قاسم يجلس برفقه الجميع عادا لميس ومراد اللذان بدا انهما ليس بالمنزل بأكلمه
اقترب مازن وجلس وهو يقول متنحنحا:-احم احم...والدي...عايزك في موضوع قدام الكل..
انتبه الجميع له بفضول فقال قاسم:-عملت ايه..رجعت الحاجه؟؟
قال مازن متجاهلا سؤاله:-رزان حامل
ساد الصمت علي الجميع الا ان قاسم قال ببرود:-ينزل..
قامت ساره منسحبه فقال مازن دون ان ينتبه:-
-بابا...رزان كان مضحوك عليها من اهلها..هي دلوقتي فعلا مش طيقاه و الشركه والشقه هيرجعو متقلقش..خلينا نديها ك..
صرخ قاسم وهو يقف:-فرصه تاااااانيه!! خليك راجل يا مازن احنا ميضحكش علينا من حريم
-بابا..
-الولد ده هينزل يا مازن انت مش عارف خطوره الولد ده لوجه الدنيا علي ولاداخواتك و ولاد عمتك..
قال مازن بحمأه:-ده ابني..بتطلب مني احس بموت ابني تاني...انا مش هقدر ..
-ياريت الولد ينزل وتبطل تاخد قرارت بمزاجك يا مازن..تتجوز بمزاجك وتطلق ساره بمزاجك...لكن الي مش بمزاجك هو وجود الست دي و الطفل ده اللهم ما بغلت
قام مازن باعتراض :-لكن..
الا ان قاسم كان قد دخل الغرفته بمنتهي الهدوء عكس البراكين التي تثور بداخله فقد كان يظن انه اغلق ذلك الملف منذ زمن والان يفتحه مازن برفقه تلك الرزان..
__________________________________
انتهت الطبيبه من فحص لميس وجلست بابتسامه:-صحه الطفل عال جدا
قال مراد باسما:-الحمدلله يا دكتوره طب بالنسبه يعني ان لميس مش هاديه وبتشتغل في البيت وبتنزل وبتطلع وكده
قالت الطبيبه باسمه:-خير الامور الوسط يا استاذ مراد بلاش تلزمها الفراش الكسل مش كويس علي الطفل بالذات لما صحته وصحتها تبقي كويسه كده ما شاء الله..لازم تقوم وتتحرك
قالت لميس وهي تغلق ثوبها:-قوليله يا دكتوره والنبي
-بس بالعقل برده..لانه في الاخر والاول جنين..وتعتبر لسه الشهور الاولي لحد قبل السادس الحمل بيبقي حساس اوي..
قال مراد مداعبا:-سامعه يا فرقع لوزا
برقت عيناها:-مراااااااد!!
تبمست الطبيبه ثم قالت بتشفي:-مش عايزين تعرفوا جنس المولودي ايه..؟
قالت لميس بسرعه:-اه اه..
بينما تبسم مراد:-ياريت..ان شاء الله قلبي بيقلي ولد يعني
-لااااااااااااااااااااا بنت
وكأن لميس نست انها بعياده الطبيبه وقفت تقول بغضب:-بنت يا مراد ..هه!!
مراد ببرود وابتسامه:-ولد
قالت الطبيبه وهي تمنع ضحكتها:-بنت ان شاء الله
-عاااااااااااااااااااااااااااا
قال مراد بارتباك:-احم..خلاص يا دكتوره..متشكر جدا والحمدلله كله حلو..
ثم سحب لميس وغادر مسرعا وهو يقول معاتبا:-ايه هو الي عاااااا ده؟
-انت بالذات تسكت
-ليه يا ستي ما طلعت بنت وكسبتي الرهان وهنجيب دره مشوي
قالت لميس بدلال حزين:-انت كنت بتبص للدكتوره كده ليه؟
رفع حاجبيه بدهشه:-ابص للدكتوره؟ يا حببتي والله..
-متحلفش..شوفتك وكنت مبتسم..
-هو انا لما ابص لواحده مبتسم كده خلاص بحبها؟
-اه...
ضربها بخفه علي رأسها وهو يضع يده علي كتفها:-انا مش شايف اي ستات غيرك اصلا...وبحبك
بينما احمرت وجنتاها وهي تقول:-وانا كمان..هنسميها ايييه؟
-امممممم اسم ماما ..نجاه
نظرت له بحده فقال:-لا لا..قديم...احم...
ظلت تنظر له بحده فقال:-طب اسم مامتك؟ زينب!؟
ظلت تنظر له بحده فقال:-الله!! طب سهير؟
نفس نظرتها :-ايه يا لميس انا خفت..تحبي نسميها عبدو
ضحكت اخير وهي تقول:-هفضل مكشره لحد ما نوصل لاسم حلو..
قال مفكرا:-امممممممممم ملك
-جومانا
-ايه ده!!..لا طبعا..امممممم رونزي
-شروق
-ولا مريم
-ممكن ايسل؟
وظلو هكذا حتي وصلوا الي سياره مراد...والضحك هو اكثر ما يشوب عليهما..
____________________________________
كان مازن يجلس برفقه مالك بالحديقه المحلقه بالبنايه والصمت يسود عليهما فقال الاخير قاطعها الصمت:-
-هتفضل ساكت كده؟ امال جايبني ليه؟
-حاسس انك مش طايقني ومش عارف افضفض..
قال مالك بضيق:-مهي ساره اختي بردو
-الله..مهو
قال مالك بحده:-جني بتتعامل احسن معامله في الدنيا ...مجبش سيرتها الدور والباقي عليك ولا حتي واسيتها علي الطفل الي راح منها ورايح تفرح برزان وابنها
-انا قايم
جذبه مالك:-اترزع...فضفض..سمعك
--عايز اسامحها يا مالك انا بحبها اوي..وحاسس انها
-بص يا مازن...لا يقع مؤمن في جحرٍ مرتين، ورزان دي افعي زي ما اتلفت عليك وعلينا كلنا في الاول بالبراءه والشقاوه والطيبه هتتلف دولقتي بالنقاء والطهر والندم وهترجع تخسر اوي..
-لكنها متسعده ترجع الي خدته
-رزان عايزه اكبر من كده..ررزان عايزه دموعك مش بس فلوسك
-ونزلت قدامها لو هي وحشه كانت سابتني مرتاحه
-مازن...انت عامل زي العيل الفقير الي بيقنع نفسه ان لعبته احسن لعبه عشان يرضي وعامل نفسه مش شايف كل الكسرات الي فيها..فوق يا مازن وبص كويس علي حقيقه الامور رزان خانتك ..خانتك لما اتجوزتك وهي مش بتحبك ..خانتك لما كدبت عليك كل لحظه..والي يخون مره يخون الف مره...اعقل يا صاحبي..
_______________________________
في صباح اليوم التالي كان مالك يجلس برفقه مي التي تشعر بالتعب الشديد منذ شهور الحمل الاولي وقال لها وهو يضع قنينات الدواء الي جانبها:-
-وده بقي اخر دوا ...يتاخد بليل..ومي..تاكلي كويس..الداده الي انا جيبهالك دي هتعملك كل حاجه وانا بكلمها كتير اوي متقلقيش من حاجه ..
قالت مي باسمه:-بشكرك اوي يا مالك فكرت لما هجيلك هطنشني بس انت جنبي اوي و بتوديني لاحسن دكتور و متابع حالتي كويس..وجبتلي داده واكل ودوا..
-مي...انا مبطلتش احبك..انا بحبك...بس انا كان لازم اختار ومقدرتش اختارك انا كنت خايف من رد فعلهم ..عليكي قبل عليا انتي مش زي رزان..رزان دي مخلوقه وحشه وعادي تعيش مكروها لكنك هشه اوي مش هتتحملي تجاهل الكل...انا عمري ما هبطل ارعاكي وارعي ابني..وناوي..ناوي قدام شويه اقول لعمي عنك واوريه الطفل..هخليه يجهزلك شقه وتعدي فيها في عمارتنا و هرعاكي انتي وابني ...صدقيني اقسملك ناوي لحد ولادتك..انا كنت خلاص هقول لعمي وسمعته بيقول لمازن بغضب ان لازم رزان تنزل الطفل...انا والله مش خايف بس خايف انو يآذيكي و يحاول ينزله و يقتلك او اي حاجه..مهو بان علي حقيقته لكن لما الطفل يبقي موجود وحي قدامه مش هيقدر يعمل حاجه خاصه ان ابن جني في نفس السن...متقلقيش عمري ما هسيبك
تبمست بهدوء:-مصدقاك...
تنهد مالك بارتياح لاول مره وهو يشعر انه يرضيها ويرضي جني..
والاهم انه يرضي مالك..
__________________________________
كان مازن يجلس بمفرده غارقا في اكوام تفكيره حين اقتربت رزان تجلس وهي تقول:-
-شكل امر الطفل بدأ يزعجك
-لا بس بفكر ابعدك...بابا مش راضي عنك ولا عن الطفل...عنك عنده حق بس ده ابني وملوش ذنب
قالت رزان بأسف حقيقي:-انا اسفه يا مازن اني انا مراتك وان لازم اكون امه...
-عارفه يا رزان انتي مغلطتيش في حاجه ابدا...الغلط كله كان غلطي انا ..
صمتت والحزن يسيطير عليها فرفع عينه:-كلتي؟
قالت بهدوء:-مليش نفس..
-قومي كلي يا رزان مفيش حاجه بمزاجك انتي جواكي طفلي الي جاي ولازم ترعيه احسنلك..قومي كلي
-حاضر
قامت بحزن الي المطهي وغمغمت ...علي الاقل يخاف علي احدا منا! انا او انت يا صغيري..
ثم ملست علي رَحِمها بحنان..
_________________________________
رفعت جني الهاتف الي اذنها:-الو
قال مالك بابتسامه:-ايه يا حببتي
-انت فين
-كنت عند مي وجبتلها الدوا وجي حالا
صمتت قليلا ثم قالت:-تمام مستنياك..
اغلقت الهاتف وجلست علي الفراش تربت علي جنينها وهي تقول:-
-متزعلش...ابوك بيحبنا احنا اكتر هو بس حاسس بالشفقه اتجاههم وبعدين مش كفايه عليك حب مامي..مممممم مش كفايه يعني؟؟؟ معاك حق...بابي يتحب اوي..طب قوم قوم معايا تعالي نرسم
ثم قامت بحرص وهي تتجه الي غرفه المرسم الخاصه بها وجلست وانهمكت في الرسم حتي شعرت بمالك في الخارج بغلق الباب
كانت قد رسمت نصف لوحه
وهي عباره عن رَحِم امرأه في جانب اللوحه به طفلا ترسم ملامحه بدقه حوله امعاء الام و المياه والشرايين..
ترسم كل شيئ بدقه كما لوكانت طبيبه
دخل مالك باسما:-جني..بترسمي ايه وريني
قالت باسمه:-بطن واحده ست والي جواها كله...حتي البيبي..
قال بانبهار:-انتي مذهله..ازاي جيباها كده
قالت بسعاده:-اتعودت..
ضمته وهي تقول:-وحشتني اوي
-وانتي كمان..
رن هاتفه فابتعد عنها وهو يبرز هاتفه ليظهر اسم مي
شعرت جني بغضب خفي لم تستطع ان تمحيه ومالك يجيب:-ايه يا مي محتاجه حاجه...اه..لا لأ...وصلت بالسلامه...الله يسلمك...سلام..
انصطدم بنظره جني له الغاضبه فقال:-كانت بتطمن اني..
قاطعته وهي ترحل وتلقي بالفرشاه ارضا فتنهد وهو يجلس علي المقعد ويتأكل اللوحه مره اخري..
__________________________________
كان مازن ينزل درج البنايه بخفه وسرعه شديدين حين اوقفه قاسم وهو يقول:-تعالي عايزك
دخل مازن بقلق خلفه ليجلس قاسم بهدوء ويشير لمازن ان يجلس فجلس الاخير ليقول قاسم بهدوء:-
-اسمعني كويس يا مازن انا انسان كويس ...ومبحبش الآذيه بس انا افنيت عمري عشان اقوم حجتين علي رجلهم..الشركات وانتو..وعمري ما اسمح باي خطر لو انت منزلتش الطفل ده وطلقتها وبعدتها عننا...انا هتخلص منها ومن طفلك..
انصطدم مازن من تهديد والده المباشر....
ولكنه لا يدري كيف سيكون رد فعله تحديدا؟؟!

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن