اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكري

الفصل الثامن:-

التزمت رزان الصمت لدقيقتين فقالت لميس بأصرار:-مراد قال ايه يا رزان؟
قالت رزان وهي تشيح بوجهها:-مقلش حاجه انا شكلي هبله..يلا غيري وشوفي هتاخدي اللبس ولا لا..
امسكت لميس بذراع رزان وهي تقول:-رزان ...عايزه اعرف حالا مراد قال ايه عني وانتي مين قالك؟
قالت رزان وهي تنظر بعيدا:-سمعته بيكلم جني في البلكونه ..جني كانت بتقله مش اتفقنا انك هتسيبها فقالها انو بيحبك وان السبب الوحيد المضايقه فيكي هو انك مبهدله بس....
ترقرقت الدموع بعينا لميس:-مبهدله!
قالت رزان ممثله الحزن:-لميس متزعليش نفسك عشانه بكرا تتجوزوا وتوريله انك حلوه..
صمتت قليلا ولميس تنظر ارضا فقالت رزان باسمه:-او تاخدي اللبس ده!..ضيق شويه لكن هتوريله البنات علي أصولها..
____________________________________
ابتلع مالك ريقه بصعوبه وهو ينظر لجني بعدم فهم حقيقي ثم قال ببلاهه:-
-مي مين؟
-مي حبيبتك الي انت مرتبط بيها...
اشاح مالك بوجهه:-انا عمري ما ارتبطت ..مين قالك الهلفطه والكلام الفاضي ده؟
قالت جني باصرار:-مش ده موضعنا...وانا عرفت ان في واحده اسمها مي ...واتمني تكون كانت مجرد نزوه...اكيد واحده فقيره وانت حبيت تلعب شويه و..
قاطعها مالك بغضب تراه لاول مره بعيناه:-لو فاكره كل الناس دماغها رخيصه زيك فده مش ذنب مي..
اضاقت عيناها بشده وهي تقول:-يعني في مي؟؟؟!! انا الي دماغي رخيصه يا مالك..؟ ليه مرتبطه بواحد وخطبت واحد تاني..
كاد ان يتحدث وقد ادرك انه فقد اعصابه فقالت بعصبيه:-اعتبر علاقتنا انتهت من قبل ما تبدأ...وابقي بلغ انت بابي بلاش تحطني في الوش عشان مش بعرف اكدب عليه..
قال بتأفف:-جني استني بس...
الا انها اغلقت الباب بقوه وغادرت فارتمي مالك علي مقعده وهو مشتت الخاطر،كم يكره ضعفه ...تبا لضعفه حقا...انه حتي مجبر ان يعتذر لها ويجعلها تسامحه حتي لا يضع نفسه في نفس الموقف مره اخري مع عمه..
وضع يده بجيبه وهو يُظهر دبله فضيه اللون وغير فضيه الاصل اشترتها له مي كي تشعر انه لها..
تبسم بمراره وهو يهمس:-وحشتيني..
_____________________________________
ظل مازن يقف بوجوم حتي لاحظت ساره هذا الامر واختفت ابتسامتها تدريجيا فقال مازن متداركا الموقف:-آه...ازيك يا ساره انا...انا بس م...متشتت...عن اذنك
دلف الي غرفته فنظرت ساره بحزن عميق الي باب غرفته المغلق وشعرت بذراع سهير يلتف حول عنقها وهي تقول:-مكسوف...ده انتو عمركو ما اعدتو مع بعض...بس والله بيحبك
همست ساره:-تفتكري يا عمتو؟
شعرت سهير بالاختناق من كلمه (عمتو) التي تُصر ساره ان تناديها بها رغم ان مالك ولميس يقولان لها (ماما) الان انها تبسمت ببهوت:-
-متأكده من شيئ زي ده
(بتدودوا علي ايه كده)
استدارت سهير لنجاه:-بقولها ما تقولي لام العريس تسمعنا زغروطه كمان بقي...
ضحكت نجاه واخذت نفسا عميقا ثم:-لولولولولولولولي..
___________________________________
كانت رزان تصعد الدرج ببطئ نظرا لاصابه ركبتها برفقه لميس التي اصبحت اكثر صمتا بعدما علمت ان مراد يراها بهذا القبح وصلت لميس الي شقه عمها قاسم وتبمست ببهوت:-كان يوم حلو معاكي ومتشكره اوي اني اطمنت علي مي بسببك
تبمست رزان بهدوء:-اي وقت انا جنبك فيه...
صعدت لميس مسرعه تكتم بكائها ،تنتظر اللحظه التي تخلو بنفسها حتي تنفجر باكيه بينما كادت رزان ان ترن الجرس حين فتحت ساره الباب لتجد رزان بوجهها
تبمست لها رزان بدلال وهي تقول:-صباح الفل..يا...ساره صح؟
عقدت ساره ذراعيها امام صدرها:-اها...وانتي بقي؟ اسمك ايه ؟
-رزان...اقلك يا ساره علطول؟
ثم اقتربت بجسدها من ساره هامسه :-ولا اخليها يا أبله ساره؟
تبمست بسخريه وكادت ان تدلف الي الشقه فقالت ساره دون ان يرمش لها جفن:-خليها مبروك حاف..
توقفت حواس رزان عند كلمتها واستدارت باهتمام:-وياتري اباركلك علي ايه؟
-مازن..طلب يخطبني من عمي النهارده...ادخلي باركيله متنسيش..حتي رجع بدري عشان يشوفني قبل ما انزل العياده..
فارت دماء رزان ومخططها كله ينهار فوق رأسها الا انها تظاهرت بعدم الاكتراث وهي تقول:-
-الف مبروك...مبسوطالك اكتر من جني ولميس..ربنا يعلم..
-اشمعني..؟
اقتربت رزان منها كثيرا وهي تمسك باطراف ستره ساره الواسعه للغايه :-اصل مازن...غالي عليا اوي والي بينا مش قليل،كمان...هتتفك عقدتك وكده..
برقت ساره عينيها بينما قهقهت رزان ضاحكه وهي تدفع باب الشقه وتدلف بينما قالت ساره بعصبيه:-انتي ازاي تسمحي لنفسك ان..
الا ان رزان اغلقت الباب..
ظلت ساره تقف بلا حراك..تشعر انها عجوز في الستين من حديث تلك الرزان عنها،مشاعرها تتمزق يوما بعد يوما ..كلمه بعد كلمه،لا يعرف احدا ان اعداد الراغبون والعرسان تجاوزت العشره....ولكنها رغبت به وفقط
تنهدت وهي تسمح دموعها تحاول اسعاد من تريد..لقد نالت ما ارادت فلا بأس بحديثهم،
وقررت ان تصعد لشقتها لتأخذ حقيبتها الطبيه وتغادر الي عيادتها
___________________________________
دخلت رزان الي الشقه بابتسامه هادئه فقالت سهير باقتضاب:-حمدلله علي سلامتكو يا بنتي
قالت رزان برقه:-الله يسلمك يا طنط..
-لميس طلعت؟
-اه..
قامت سهير واقفه:-طيب يا نجاه هطلع اشوف الاكل واسويه بقي علي ما مالك يجي من الشركه وساره ترجع من العياده..
تبسمت نجاه قائله:-انا موريش حاجه لو عوزتي مساعده قوليلي..
غادرت سهير فاستدارت نجاه الي رزان تتأمل ملامحها ثم تلاشي خاطرها في الشبهه مع شهيرا فالفتاه تبدو كالملائكه!
-تاكلي حاجه يا حببتي؟
قالت رزان باسمه:-لا انا هدخل ارتاح شويه..
-طيب يا حببتي...
دخلت رزان الي غرتفها والقت بحقيبه يدها بقوه وغضب ،كل ما أفله سيذهب سُدي..
لا اجتمع ابدا مع مازن، والاسبوعان شارفا علي الانتهاء،و الان مازن يخطب تلك الفتاه ...
وهنا وصل الي مسامعها صفعه باب احدي الغرف بقوه وسرعان ما تلاها صراخ مازن:-انا مش عيل عشان جوزك يعمل معايا كده وانا كنت قادر اصغر منه و اكسر بقلب عمتي وساره وقلبك انتي كمان عشان بس اثبت اني راجل اوي ومش ضعيف ومش بيهمني كل الاعتبرات التافهه دي..
انذهلت رزان من عبارات مازن المشتعله و وقفت تسترق السمع بينما ضربت نجاه علي صدرها وهي تقول:-
-كده بردو يا مازن يابني..كده تقولي انا كده...اول مره تكلمي كده يا مازن..انا حتي مش فاهمه يابني
ظل يصرخ بلا اهتمام:-طبعا مش فاهمه..وهو حد هنا حقه يفهم ويتسوعب ويقبل ويرفض غير الرجل الفاضل والدي...هو الي بيقرر حسابات حياتنا،بذمتك يا أمي مجاش عليكي يوم زهقتي فيه من حياتك الي هو مقررلك فيها كل حاجه حتي ازاي تتنفسي...
نظرت نجاه له بتوسل:-مازن اعمل معروف يابني صوتك وفهمني بس..
صرخ مازن بقوه أكبر:-نداني في مكتبه ويقلي هجوزك لساره ورفضت و مش بس رفضت احنا احتجينا مع بعض جامد ورفض شديد الرفض ارجع الاقيه مكلمك انتي وعمتي وساره...انا مبخفش و مبكسفش انا معدتش الولد الصغير الي اتولدت مع ساره و مسكوا ايد بعض في مصيف و لا كان بيخاف عليها فخطبتوهم لبعض بعقليتكو الرجعيه دي....انا اقدر انزل حالا واروح عيادتها واقلها انا مش عايزك ومش بحبك انتي فاهمه؟مش كفاااااااايه مدبس مالك فجني ويا عالم..
اتسعت عينا نجاه بألم وقبل ان تتفهوه بحرف كان مازن يتجه بعنف الي باب الشقه :-انا رايح لساره طالما الكلام مع الحريم هو الي بيجيب نتيجه..
جرت نجاه خلفه بضعف تمسكه من ذراعه:-يابني والنبي بلاش فضايح ارجوك يا مازن والنبي يابني...
دفعها دون شعور منه:-اوعي يا امي...
لم يكن يقصد ذلك حقا كان يبعدها ولكن لفرق البنيه بينهم اندفعت للخلف لتصطدم بالجدار فجري مازن اليها :-ماما....انا اسف اوي انا اسف..
نزلت الدموع علي وجنتيها وهي تقول:-ليه كده يا مازن؟ليه بتعمل كده وانت عارف ان كلنا مغلوب علي أمرنا
قبل يدها بحب شديد وهو يقول:-انتي عارفه يا ماما لما مازن بيتعصب بيبقي عامل ازاي كويس...انا مكنتش حاسس بالدنيا..
قالت نجاه متنهده:-انا هطلع لسهير اهدي...واهدي انت كمان...ابوك مبيجيش بالعند وساره مسكينه وبتحبك اوي ولما عرفت الارض مكنتش سيعاها وشويه وكانت هطير..حرام عليك...حل الموضوع احسن من كده..
مشت الي الباب ببطئ اثر اصطدامتها بالحائط ثم اغلقت باب الشقه خلفها..
بينما ظل مازن غاضبا لاقصي حد يمشي في الصاله الواسعه ذهابا وايابا ورزان تتابع كل شيئ بيعنيها من فتحه صغيره من باب غرتفها وهنا استوعبت انها بمفردها معه فجني لدي مالك و مراد ليس بالمنزل..
قاطع افكارها ارتطام قوي لتري يد مازن ترطم بالجدار بغضب عده مرات فجرت اتجاهه بسرعه وهي تقول:-مازن اهدي اهدي شويه مش كده..
تفاجئ برؤيتها واذا بها تمسك بكفه وهي تقول بحزن:-شوف يا مازن عملت ايه في ايدك
ظل صامتا بغضب ينظر لها بثبات واذا بها تسحب رباط شعرها لتتحرر خصلاته متناثره حول وجهها الجميل وهي تربط كفه بالرباط
-معلش مش معايا اي حاجه اربط ايدك بيها..
انتهت من ربطها وهو لازال صامتا ينظر لها ظلت هي تمسك بكفه بكلا يديها واقتربت خطوه منه ورفعت رأسها تنظر في عيناه مباشره:-انا عمري ما كنت اتخيل انك ممكن تكون كده..ومعني كل الي انت عملته ده حاجه واحده بس....
وضعت يدها علي صدره:-في وجع كبير هنا..
ارتبك كثيرا وامسك معمصها برفق مبعدا يدها واستدار قائلا:-انا اسف علي زعيقي معرفش انك رجعتي فكرتك لسه مع لميس زي ما ماما قالتلي الصبح...وكمان اكيد ماما سهت عشان تسبنا لوحدنا
اقتربت منه كثيرا وقالت هامسه:-او ربنا عمل كده عشان تلاقي حد جنبك..
استدار لها ليتفاجئ بقربها منه وهي تقول بدفء:-انت كنت زي نجده ليا..متعرفش بشويه الحجات الي عملتها عشاني...بقيت عندي ايه وكبرت في نظري اد ايه وزي ما ساعدتني في محنه انا كمان هبقي جنبك يا مازن ولازم تسمحلي بكده..
ابتلع ريقه بصعوبه ،يشيح انظاره عنها،فما تلك العينان التي لم يري مثلهما من قبل
تنهد قائلا:-ساره اختي وبس يا رزان هي متتعيبش..كمان الموضوع قلب معايا عند لاني مش عيل صغير..
قالت رزان بخفوت:-تعالي..
امسكت كفه ورافقته الي الشرفه واذا بها تقول باسمه:-بص للسما واتكلم كتير وانا سمعاك..
تبسم لها ببهوت وامتنان ثم تنهد بعمق وهو ينظر للسما:-
-غالبا كده..مازن عمره ما اختار حاجه يا رزان...انا اتولدت عشان اتحمل مسؤليه في سن صغير اوي...سن الخمس سنين ..قالولي كل الي شفته وعرفته في اوضه عمك مي..
صمت وهو يغمض عيناه يذكر نفسه انه سر بينما توترت حواس ساره وهي تقول:-قولي السر...احكيلي..
-ماضي عن عمامنا مش هيهمك في حاجه..
قالت بسرعه وتوتر:-قولي يا مازن انا مش واحده من العيله عشان تخبي عليا..قول وارتاح...
صمت قليلا ثم قال:-مخترتش ابدا اني اخش ثانوي عام...مسألونيش اصلا انا عايز ايه...ولما دخلتها كان نفسي اكون مهندس..مخترتش بردو ودخلوني تجاره...ومن اول سنه كان نفسي اذاكر اوي واجتهد كعادتي...ولكن بابا كان قرر يمسكني مسؤليه كل حاجه معاه..مخترتش حجات كتيره اوي حتي اني متدين...بحمد ربنا علي كده لكن...مخترتش...مسبونيش انا اكون الي عاوزه..فهماني؟فقررت اخلي مراتي..هي احسن حاجه هتحصلي ...ودلوقتي بابا بكل بساطه بيقرر تاني يختارلي!!كل ده ليه؟ عشان ماضي تافه عدا ،عشان عمي اتجوز واحده من برا العيله وطلعت انسانه منحطه
قالت بتساؤل:-طنط نجاه!!؟
-لا طبعا...عم تاني محدش يعرف عنه حاجه...اسمه مدحت انا فاكره كويس لكن مش فاكر مراته والي اعرفه انها حربايه..افعي...منحطه جدا و..
قاطعته بغضب:-كمل..
لم يلحظ نبرتها وهو يكمل حديثه عن احزانه بينما هي تتأمل ملامحه ببطء وكراهيه وان رأي مازن نظرتها له المخيفه المقيته...لارتعب من شرها...!
((بتقول علي امي انا منحطه يا مازن..هتشوف المنحطه دي جابت ايه..جابت دمار لعيله النصوحي..جابت اللعنه الي هتقضي عليكو كلكو....))
انتهي مازن من حديثه لتفيق هي علي صوت بكائه الذيلم تتخيل انها ستسمعه من رجل مثل مازن:-تعبت من حجات كتير لازم طول الوقت اعملها فهماني؟؟ تعبت اني لازم ابقي بابا...
وهنا تبمست وهي تقول:-مازن؟
رفع لها عيناه واستحي من بكاءه امام فتاه غريبه واشاح بوجهه وهو يقول:-انا لازم انزل مينفعش نبقي هنا ..
وقبل ان يتحرك كانت هي تضمه لها...تعانقه وبقوه...وتهمس بأذنه قائله:-عيط...انا حضنك دلوقتي..