الفصل العاشر:-

11.7K 250 0
                                    

كانت آلام عظامه قد وصلت ادناها حين فتح عيناه علي الغرفه البيضاء بمالمشفي التي بها مي حيث دخلت الممرضه وقالت باسمه:-

-صباح الخير..
رفع مالك ظهره حيث كان يجلس علي المقعد ومنحني بظهره واضعا رأسه علي حرف فراش مي ممسكا بيدها وقال بارهاق وهو ينظر لضوء الشمس المتسلل من النافذه:-
-صباح الخير..هي الساعه بقت كام؟
قالت الممرضه بهدوء:-10 ونص ..حضرتك هتخرج عشان هغير المحاليل و هنغيرلها هدومها وفرش السرير ..
اومأ مالك برأسه موافقا و وقف وهو يلقي نظره أخيره علي مي متذكرا ارتعاش يديها بين كفيه ليله أمس.
تنهد ثم قال موجها حديثه للممرضه:-هو اهلها مبيجوش؟
قالت الممرضه بهدوء:-انا معرفش حاجه بس الي فهمته انها ملهاش غير والدتها الي بتيجي تشوفها وان الي مدخلها المستشفي دي عمها.. بس محدش بيجي غير صحبتها كل كام يوم و والدتها بتيجي كل يوم الصبح وسعات بتبات وسعات لا..زمنها جايه...
تذكر مالك حين أخبرته حبيبته مي عن عائلتها الصغيره المفككه فهي وحيده ليس لها اشقاء تربت في اسره متوسطه الحال الي ان توفي والدها و اخذتها والدتها مبتعده عن الجميع خوفا ان يأخذوها منها لانها تعلم شده حب أعمامها للمتوفي..وبعد ذلك افتقر الحال بهم وكان عمهم هذا يساعدهم كثيرا للغايه..
تنهد مالك وهو يهز رأسه بأسف علي وحده حبيبته ثم قال للمرضه:-هديكي رقمي..وبعد أذنك لما والدتها يوم تمشي متبتش بلغيني..
قالت الممرضه بتعجب:-هو حضرتك..تبقي مين؟
قال مالك بقليل من الارتباك:-انا ومي كنا مرتبطين وكنت علي وشك اروح اكلم والدتها اوعمها بس الي حصل بقي...انا بس مش قادر افهم حالتها
-مي سليمه تماما..دي غيبوبه الله اعلم هتفوق منها ازاي وامتي...سكته دماغيه وكانت ممكن تودي للموت بس ربنا ستر انها جت علي قد كده
نظر لها بشفقه فهو يعلم ان ضفعه كان السبب بهذا اقترب ماسحا علي شعرها وهو يقول:-بيقولو في الافلام انها بتكون سمعانا وحاسه بينا
قالت الممرضه وهي تومأ برأسها نافيه:-مش ديما..بالعكس جدا هي في عالم افتراضي لوحدها دلوقتي ومش بعيد تكون مقتنعه ان ده العالم الطبيعي بتعاعها..
هز رأسه وقلبه لا يتحمل المزيد عن حبيبته فانحني علي فراشها يطبع قبله علي جبهتها لاول مره ثم تنهد وهو يقول:-
-تمام...ألمهم تتصلي بيا لما مامتها متبتش..
____________________________________
استيقظت لميس صباحا ولم تكن استكملت باقي وعيها بعد لا تذكر هل يوجد اليوم كليه ام لا..
تنهدت وهي تعتدل في فراشها وتمسك بهاتفها تفتح الجدول، تبا ! هناك محاضرتان..
القت بالهاتف وهي تقول:-مش راحه..
ثم اخذت تقلب في الرسائل التي وصلتها طوال الليل فلم تجد ولا رساله واحده من مراد فتنهدت وهي تذكر ما حدث لا تعلم من كان المخطئ فيهما
ولكن تظن انه كان علي حق لقد بقي اسبوع واحد وتكون هي زوجته،فلماذا تعقد الامور؟
تنهدت وهي تتصل به واضعه الهاتف علي اذنها وما هي الا ثوانٍ حتي وصلها صوته الفاتر:-
-ايه يا لميس؟
-طب صباح الخير يا سيدي خليها علينا المرادي..
قال مراد بضيق:-ماشي..
تنهدت وهي تقول:-مراد انا اسفه اوي..انا بس مش متعوده ومش عارفه اتعود انا يعني...انت عارف اني مش زي اي بنت وعمري ما عملت كده في حياتي ولا اتعودت ان الامور تبقي كده ببساطه ولولا انك صاحبي من لما كنا عيال وابن عمي مكنتش هبقي متعوده عليك كده..انا بحبك اوي والله يامراد ومش معقده خالص والله زي ما قلتلي وعيطت طول الليل..
صمت كثيرا ثم قال:-بحبك اوي يا لميس ويمكن اكتر حاجه عجباني فيكي اختلافك واني اول حد في حياتك ومتأكد من كده
تبمست بخجل وهي تقول:-يعني خلاص مش زعلان؟
قال باسما:-لا يا ستي ..مقدرش ازعل منك لانك حببتي وبنتي وكل حاجه..
قالت بلهفه كالاطفال:-لا صالحني يلا
-الله؟ يابت انتي حوله انا كنت زعلان..
قالت بلهجه دلال:-لا مليش فيه يا دودي صالحني ،عيطت كتير اوي طول الليل
-امممممممم....كوبايه قهوه بالبندق في ستاربكس و وافل بالقهوه والبندق برده جنب نفس كوبايه القهوه بعد الضهر،ايه رأيك؟
قفزت وهي تقول:-هيييييييييييه!! هعدي عليك في مكتبك..
قال مسرعا:-لا..
صمتت بتعجب فقال:-هههه يا حببتي في رجاله كتير اوي ..ألسكرتير و المكاتب وكده انا مش حابب حد يشوفك غير في فرحنا وكفايه عليهم انتي ملكيه خاصه..
تبسمت بسعاده:-طيب اقابلك فين؟
-في ستاربكس الي في المعادي علطول...الساعه اتنين...بحبك واقفلي بقي عشان اخلص الملف وده واقدر استأذن تلت سعات ولا حاده من الشركه عشان خارج
قالت ببلاهه:-خارج مع مين ومقلتليش؟
-ياربي علي الغباء...موزه علقتها!
تفهمت فضحكت قائله:-يا مرااااااااااد .....حسن الفاظك يا حبيبي
-يابت انتي لسه شوفتي حاجه ...كلها كام يوم وتبقي معايا في نفس البيت و هخليكي شعبي خالص..
ضحكت وهي تقول:-طب روح عشان اجهز..
-بحبك..
-وانا اكتر ..
اغلقت الهاتف واحتضنت وسادتها بقوه وظلت تقفز كثيرا علي فراشها حتي لمحت نظره ساره لها التي ترتدي ملابسها وذاهبه للمشفي
-بتهيألي عندك محضرات وشيفاكي بتخططي تخرجي مع مراد
تنهدت لميس وهي تقف تفتح خزانه ملابسها لترتب لما سترتديه:-
-ايوه مش راحه..مليش مزاج
قالت ساره بحده:-وياتري كنتي مش راحه من الاول؟ ولا لما شاورلك جريتي
عقدت لميس حاجبيها وقالت بغضب:-لا مقرره من الالول..
وفجأه اقتبست برود رزان وهي تقول عاقده ذراعيها اامام صدرها:-
-وبعدين انا وخطيبي وحريين..يشاورلي..اشاورله...براحتنا...دي علاقتنا ومريحانا..
نظرت ساره للميس بدهشه شديده وهي تقول:-انتي من امتي بتتلوي وانتي بتتكلمي كده ؟ ايه يا لميس
صرخت لميس فجأه:-ايه انتي يا ساره في ايه مالك؟؟ بقالك كام يوم عايشه في دور الحاكم او القاضي..انتي زهقانه ومش عارفه تتجحكمي في مازن وهطلعيه عليا ...اوف
ثم سحبت المنشفه الخاصه بها بعنف:-صباح الخير علي الصبح داخله استحمي..
ثم دلفت الي المرحاض واغلقت الباب بقوه وعنف،بينما ظلت ساره في حزنها علي شقيقتها لا تستطيع التوقف عن رؤيه مستقبل شقيقتها برفقه مراد ولكن طالما كانت المسافات حاجزا بينها وبين لميس ولا تستطيع ان توقفها..
__________________________________
استيقظ مازن من نومه متأخرا أثر سهره طوال الليل أمسك برأسه في ألم وتنهد بملل من روتين يومه الممل قام الي المرحاض ليستحم ثم ارتدي ملابس عمله و اتجه لباب غرفته ليصطدم برزان امامه توتر كثيرا واستدار يغلق باب غرفته بينما ظلت هي تحدق به بجرأه
كانت الشقه هادئه وهو يتجه الي الباب بسرعه وارتباك حين استمع الي همستها:-
-مازن..
ارتعش قلبه وتوقف دون ان يستدير بينما قالت رزان وهي تنظر حولها:-مازن انا..
استدار فجأه وهو يقول:-اسمعي يا رزان انا مكنش قصدي اي حاجه امبارح ومغصبتكيش تحضنيني ولا..
قالت مسرعه وهي تبرق عيناها:-هششششششششت...انا كنت هقلك زهقانه اوي يا مازن...عاوزه اخرج..
نظر لها بحيره:-شوفي جني لو..
-عايزه اخرج معاك والنبي..
دخلت نجاه فجأه:-انت نازل متسحب كده ليه
اشاحت رزان بوجهها ولم تلحظ نجاه شيئا غريبا بينما قال مازن بارتباك:-
-انا رايح الشغل اخلص حجات عشان ورايا مشوار
قالت نجاه بفضول:-مشوار ايه
-مع رزان..
نظرت له رزان فجأه بدهشه فقال مازن مكملا دون ان ينظر لها:-
-هاخدها عند الدكتور نشوف كده ،يمكن بقي يكون في حل عاوزين نوصل لاهلها
قالت نجاه متنهده:-ربنا يعينك يا بنتي...طيب يا حبيبي...
قبل مازن رأس والدته ونظر الي رزان:-اجهزي علي خمسه
ظلت في وجومها وهي تومأ برأسها موافقه دون ان تنبث ببنت شفه واغلق مازن الباب
لا تصدق رزان ان مازن هو الذي رتب لخروجهما ساويا؟! تبا! ان مازن يطاوعها ويمشي في تيارها لقد ظنت ان الامر صعبا وربما قابله مازن بنفور..وها هو يخطط باحكام ليخرجا معا دون شوشره احدهم...
قاطعت نجاه حبل افكارها وهي تقول:-حببتي انا اعده في اوضتي...لو زهقتي تعالي اعدي معايا لحد ما جني تيجي من كليتها ..انا كمان يمكن ازهق وقاسم والعيال برا...انا مريحه مش نايمه لو عوزتي حاجه تعالي..
تبمست رزان ببراءه وهي تقول:-ربنا يخليكي ليا يا ماما...تسلمي..انا اعده اهو قدام التلفزيون..
اومأت نجاه براسها ودخلت الي غرفتها بينما وقفت رزان ممسكه بركبتها تناولت الهاتف الارضي بهدوء ونظرت الي غرفه نجاه ذات الباب الموارب ودخلت الي غرفه جني واغلقت الباب باحكام وقد اولجت المفتاح في القفل
اتصلت بشهيرا مسرعه لتجيبها الاخيره بملل:-الو مين؟
قالت هامسه:-ايوه يا ماما..
شعرت شهيره بالسعاده وهي تأخذ محمولها وتغادر الغرفه التي تجلس بها برفقه ريم وتدخل لغرفه اخري صغيره مهترئه كحال باقي الغرف
-وحشتيني يا نور عين امك..فينك احكيلي بقالك ست ايام مكلمتنيش وفضلك يومين والمهله الي كريم ادهالك تخلص..
قالت رزان مسرعه:-ماما انا متصله اطمنك ...لازم اقفل بقي عشان مش لوحدي في البيت
قالت والدتها بلهفه:-طيب ومازن..عامله ايه معاه؟
-التلاته هيتجوزو التلاته...وانا اكتشفت اني بلعب في حته غلط...عشان كده...همشي بمبدأ الراجل من حقه اربعه
قالت شهيرا بعصبيه:-لا...غبيه...متخليهوش يتجوز كده ولادها يشركو ابنك في ورثه ...
قالت رزان ضاحكه:-ومين قال اني هسيبها تخلف ..
انصطدمت شهيرا بحديث ابنتها:-ناويه علي ايه بالظبط؟
-مش مهم...المهم دلوقتي..ان انا ومازن حضنا بعض امبارح والنهارده كدب علي مامته عشان يخرجني بليل...
ضحكت شهيرا ملأ فاها وهي تقول:-وقال ابوكي يقول طلعالك طب ده انتي موقفاه علي رجل
-ومراد ده كمان...كل ما يشوفني ياكلني بعنيه...بس ده بعنيه فعلا...اني ابص لواحد زي ده ..
-طيب وقوليلي..
شعرت رزان بدق علي باب غرفتها ثم احدهم يحاول ان يفتح الباب وبالتأكيد هي نجاه فقالت بارتباك:-سلام سلام
اغلقت الهاتف و وضعته علي الكمود وخلعت عنها البجامه من فوق وفتحت طرف الباب
-نعم يا ماما
-بتعملي ايه يا حببتي؟
-مفيش ده جني كانت جبتلي بلوزه وكنت بجربها لو مناسبه اروح بيها عند الدكتور...
اومأت نجاه برأسها بود شديد وهي تقول:-حطيت بسبوسه في الطبأ تستاهل بقك..تعالي نتفرج علي حاجه وناكل...
-عيوني...هلبس وجايه فورا اوعي تخلصي الطبق يا ماما..
ضحكت نجاه وهي تغلق الباب قائله:-لا هسيبلك متقلقيش
ما ان اغلقت نجاه الباب حتي نظرت رزان بحقد لها تلك القبيحه البدينه التي تسببت في طرد امي لان عمي الفاضل قاسم كان ينظر لها..
بالتأكيد ينظر لوالدتي فهي كانت في جسدي و ملامحي
وقفت امام المرآه وقالت مبتسمه:-غصب عنو حتي لو بصلي انا...عذراه..ولولا انو عمي مكنتش فكرت في مازن اصلا..
ثم استدارت الي خزانه ملابس جني وهي تمسك بملابسها وتضعها علي جسدها وتجرب ما يحلو لها ثم تعيده كما كان ولا مانع ان اعجبها شيئا للغايه ان تقطع منه جزء بسيط ولكن بحيث لا يكون صالح للارتداء..
اغلقت الخزانه وهي تفتح خزانه اخري صغيره بها احذيه جني مرتصه بعنايه
-هه!! واحد..اتنين..تلاته.....26 جزمه!! ليه؟؟ ثم بدأت في تجربه ما يعجبها منهم وسرعان ما اعادتهم وهي تغلق الخزانه وتتجهه الي قسم الرسم الخاص بجني حيث الالوان واللوح
بللت الريشه بالاحمر واتجهت الي اللوح المرسومه المرتصه بعنايه وراء بعضها البعض واختارت لوحه عشوائيا كانت عباره عن عينان يبدوان وكأنهما ينظران ويشعان نورا من وسط عتمه كانت مرسومه بدقه وعنايه فاذا برزان تضع حرف الفرشاه الاحمر علي بؤبؤه احدي العينين لتلغوصها ثم تعيد اللوحه كما كانت وهي تضحك بمرح
ثم اتجهت الي السراحه وهي تعبث بادوات التجميل التي لا حصر لها من افخم المنتجات تفتح البعض تشتمه او تجربه بعنايه وتمسحه وتعيده...
تذكرت امر نجاه و البسبوسه فخرجت اليها تاركه الغرفه كما كانت...
__________________________________
وقفت لميس امام المرآه تتأمل السروال الاسود الضيق علي جسدها و الستره الحمراء القصيره و الحجاب القصير الاسود و قلم الشفاه والكحل اللذين زينت بهم وجهها الملائكي المستدير..ارتدت الحذاء وهي تلقي نظره اخيره برضا علي نفسها ثم فتحت باب الغرفه لتنظر لها سهير بتعجب:-
-ايه ده ياحببتي...انتي خارجه؟
-اه راحه مع مراد نفطر برا...
-طيب متنسيش بليل انا وانتي وساره نازلين نجيب لبس خروج لجهازكم لان عمكو عمل كل حاجه بسرعه اوي..عشان نلحق بكرا نلف علي الفساتين والحاجه..
قالت لميس باسمه :-حاضر..
تخطتها لميس الي باب الشقه فنظرت سهير بدهشه الي السروال الضيق للغايه يكاد ينقطع من عليها و الستره القصيره الضيقه وقالت بضيق:-
-لميس ايه الي انتي لبساه ده؟
تنفست لميس الصعداء قبل ان تستدر لسهير وهي تقول:-ايه يا ماما في ايه؟
قالت سهير بغضب:-انا مختش بالي....بس ايه اللبس ده و ايه الميكب ده ....كأنك حته كيكه بتقول للناس كلوني بعنيكو ان مكنش بسنانكو...ايه ده الي انتي عمالاه في خلقتك ده ومن امتي؟ وازاي وليه جبتي اللبس؟
صرخت لميس لاول مره في وجهه عمتها التي هي بمثابه امها واكثر:-
-هو تحقيق؟
قالت سهير بغضب:-اه تحقيق
-والله يا عمتي انا مش قاصر...عشان حد يتحكم فيا ..وعارفه بعمل ايه كويس؟
ادمعت عينا سهير:-عمتي!! طب ساره واتعود تقلي عمتي من صغرها لانها وعت علي امها...واتعلقت بيها و رضعت منها لكن انتي يا لميس اتربيتي علي ايدي انا وفي حضني انا من وانتي بنت يومين وامك تعبانه....تقوليلي عمتي!! وخلاص يا لميس مبقتيش محتاجه توجيهي؟ ماشي يا لميس...براحتك
شعرت لميس بالارتباك ثم قوت قلبها وهي تفتح الباب وتخرج مغلقه اياه...
رنت الجرس علي شقه نجاه لتفتح لها الاخيره الباب باسمه:-تعالي يا لميس...ايه الشياكه والحلاوه دي كلها..اده اده الجمال ده كله؟
-يااااااااه يا طنط ربنا يفتح نفسك كده...فين رزان؟ وحشتني اوي عاوزه اشوفها اانا نازله بدري عشان اعد معاها
قالت نجاه:-تعالي خشي خشي..بناكل بسبوسه
تأففت رزان قائله بصوت خافت ساخره من طريقه لميس:-وحشتني اوي !!هه...متشفش وحش..
اقتربت منها لميس فتبسمت رزان ببشاشه:-مش قادره اقوم من...اده...اووووووه علي الحلويات بقي...اده يا بنتي ده يخربيتك كنتي مخبيه ده كله فين
قالت لميس بخجل:-انتي الي ليكي الفضل..عوزاكي...تعالي نخش البلكونه
دلفتا معا الي الشرفه لتقول لميس بسرعه:-ارجوكي قوليلي اعمل ايه مع مراد بالتفصيل..
-انتي خارجه معاه؟
-اه بصي..امبارح مسك ايدي فانا شدتها وزعل رجعت مسكت ايدو...وبعدين حاول يقرب مني وكده بس انا زقيته وضربته بالقلم
-يالهوي عليا وعلي سنيني السودا..
-اسمعي بس..وقالي اني معقده رحت النهارده متصله بيه وصالحته وقالي نفطر برا ...واديني راحه معادنا ...خايفه يا رزان ابوز كل حاجه..
صمتت رزان قليلا ثم قالت:-اسمعي يا لميس...كده كده هتتجوزوا يعني وكلها اسبوع متعقديهاش بقي..مراد بيجبك وشاريكي متسمحيش لجني انها تاخده منك..
اومأت لميس برأسها وهي تقول:-صح..دي ممكن تبعده عني وتقله اني بعد الجواز هكون مهمله دي شيطانه
-الله ينور عليكي ..يلا يا موزه روحي عشان متتأخريش علي مراد..
-طيب ..
خرجت لميس ثم عادت فجأه تضم رزان دون مقدمات:-اخيرا ربنا عوضني ...وخلا عندي بنت مقربه...
ثم همست في اذن رزان:-صحيح مي بحبها واكتر منك كمان وبقلهالك اهو...بس عمرها ما حسستني بثقه في نفسي كده ولا فهمتني زيك او نصحتني ديما كانت متشدده وخلاص...بحبك اوي يا رزان ...واوعي تخفي وتنسينا
ادمعت عينا رزان ...دون مقدمات ثم تنحنحت وهي تسعل لتعدل من حشرجه صوتها ومسحت عيناها قبل ان تلمحها رزان وقالت بارتباك:-لا عمري ما انساكي
غادرت لميس لتنهار لميس ارضا في الشرفه انها لا تستطيع تخيل كم الكراهيه التي ستحوذ عليها من لميس وجني اللتان احبوها حين تغادر..
انها حتي لا تعلم ..لا تعلم هل تكرهم كما تفعل من الخارج و تسخر من حديثهما ام انها احبتهم و آلفتهم
تشعر انها لا تكره حتي نجاه! ولكن تعود تشعر بالقهر علي حالها و الدين والفقر الذي تعرضت لهما بعد ان شعرت ببعض الراحه في حياتها كانت الشقه الواسعه التي بها لا تساوي غرفه من غرف هذه الشقه ...كان مرحاض غرفتها سنتي من مرحاض غرفه جني
لقد آلموكي يا أمي...لقد دمروك يا ابي...لا...لا احبهم...كيف لي ان احبهم وهم سبب كل شيئ؟ سأخون والداي ان احببتهما..
آه! حتي انت يا مازن يؤلمني قلبي كثيرا حين اتخيل انني سأتزوجك خداعا لك..لا اعتقد انك تستحق ذلك..
تنهدت بألم فشهيرا لا تشعر بالمها حقا...لم تكن حزينه اوسعيده وانما حائره وهو اسوأ انواع الألم...
___________________________________
كانت لميس تهبط الدرج حينما تفاجئت بمالك في وجهها يبدو انه لم ينم الليل كله وتذكرت انه لم يعد ليله امس بينما هو يرفع حاجبيه متأملا جسد شقيقته وهو يقول:-
-قوليلي انك لابسه كده ونازله تعدي في الجنينه يا ست لميس..ومش رايحه اي حتي تاني برا حدود بيتنا..
قالت لميس مدعيه البرود:-راحه افطر مع مراد خطيبي..
-مفيش خروح كده وحتي مراد لا يمكن يشوفك كده انتي سامعه؟! ...امشي اطلعي فوق..
دفعها للخلف برفق فقالت صارخه دفعه واحده:-
-انا هعيدها تاني وهفضل اعدها ليكو من اصغر لاكبر حد في العيله دي انا مش قاصر يا مالك يعني لولميت شنطه هدومي ومشيت مش من حقكو تبلغوا عني البوليس..والمسؤال الوحيد عني مراد
امسك مالك ذراعها بقسوه وهو يهزها بعنف:-
-بتزعقي لمين كده انتي اتجننتي
-اااااااااااه...ده انت راجع بقي وعاوز تفش غضبك في حد روح اتشطر علي عمك يا مالك ..ومطلعش فيا تدبستك في جني و زعلك علي مي
رفع مالك يده ليصفعها ولكنه ضرب الجدار وامسكها من ذراعيها يهزها:-مش هتنزلي كده..
صرخت قائله:-سبني يا مالك متحطش ايدك كده انا هنزل مليش دعوه..
نظر لها غير مصدقا ثم هدأ من حديثه يحاول ان يحتوي شقيقته الصغري فهي مقربه منه:-
-لميس يا حببتي...من امتي واحنا كده؟ طول عمرنا يا ماما بنحافظ علي عرضنا ومبدأنا
-لحد امتي؟ لحد ما اتحول لكتله عقد زي اختك..انا خايفه علي نفسي من الكبت..
انصطدم مالك بحديث لميس انها تسخر من ساره وبكل بساطه..القلب الطيب و الوجهه البرئ ساره شقيقتهم الكبري الان يا لميس تسخرين منها؟
نظر لها بخيبه امل واستمر في احتوائها ولم يعاتبها عن حديثها عن ساره:-
-لميس...عمر ما كان كلام ربنا هو السبب في عقدنا...ولا اننا نحافظ علي لحمنا وجسمنا كمان كان السبب في عقدنا...انتي مين بس خدرك بالافكار دي يا ماما..
تنهدت وهي تقول:-سبني اجرب يا مالك..سبني ادور علي طريق الراحه...بطرقتي..هخرج...وهشوف..فرقت ايه..
هز رأسه بعصبيه:-ااااااااه...و بكرا تخرجي بشعرك وكت وتقولي هجرب..وبعده تسافري السخنه مع تلاته شباب وتلبسي بيكيني يا لميس..
-يوووووووووووووه لا يا مالك ليا حدود اكيد..انا عايزه ابقي زي البنات الي في سني
-فيه بنات ف سنك منتقبات يا لميس مش شرط نبص تحت رجلنا ونقلدهم جربي تبصي فوق اكتر
-الوقت ..هتأخر علي مراد...سبني اجرب لو سمحت ثق فيا زي ما طول عمرك بتعمل
-مش قادر اثق فيكي وانا شايف عقيدتك بتتزعزع بين يوم وليله وافكارك بتتغير بسهوله..
تنهدت وهي تمر من جانبه:-عن اذنك..
________________________________
كان كريم يجلس بعيادته حين دخلت ريم باسمه برفق وهي تقول:-
-ازيك يا كريم عامل ايه؟
-ايه الي جابك هنا مش قلتلك مبحبش حد يجي في مكان شغلي
نظرت ريم للعياده الفارغه بحسره وشفقه ثم تبمست ببهوت:-حقك عليا يا حبيبي...كنت مخنوقه...حبيت اشوفك يا كريم
-طيب اصلا مفيش شغل دلوقتي تعالي اعدي
جلست بهدوء فقال بحنوٍ بالغ:-مال ملاكي..زعلان ليه وشايف علي وشه حزن كده
قالت ريم ببكاء:-تبعت اوي من عيشتي مع بابا وماما ورزان وحشتني اوي...وزعلانه ان رزان اتأثرت بماما وبتعمل حجات وحشه
-حببتي ده حقكو ويمكن ده الصح محدش يعرف..
انهارت تماما:-ارجوك اتجوزني...انا الي بقلك..ارجوووك اتجوزني...خدني بعيد عنهم...تبعت انا هموت منك لو فضلت في قهرتي وبكايا ليل نهار
نظر لها بحزن وشفقه فحقا كانت حبيبته ذابله..لقد اعتادها نضره جميله مشرقه الا ان شعرها الاشقر وعيناها الملونتين لم يشعروه باي جمال بها من كثره البهتان الذي ارتسم علي ملامح وجهها
-ليه تعملي في نفسك كده بس وتسيبي نفسك للمرحله دي...
-اتجوزني..
-نفسي تخرجي نفسك بنفسك من اي حاله يا ريم ومتسبيش نفسك تدمري كل ده
-اتجوزني
-ريم اهدي انا مبحبش اشوفك في الحاله دي
نظرت له باستحقار وهي تقول:-انت بتلعب بيا يا كريم صح؟
رفع عيناه وتنهد قائلا:-لا يا ريم عمري ما اقدر انا بحبك اوي...بس خايف لما اتجوزك ...تلافي حياتي فقر وتكرهيني ..
-لا لا..انا مش رزان..رزان طول عمرها هاممها الغني رغم طيبتها وكانت بتقول هتجوز راجل كبير غني يموت واورثه ...لكن انا..ديما كنت بحلم بفارس حتي لو من غير حصان المهم يحبني ويكونلي سند...انا لو عيلتي فقيره بس ليها كرامه ماما بتحترم بابا والعكس مش كل شويه الحكومه تدق بابنا هكون مش عاوزه حاجه الستر رضا من ربنا لكن احنا مش مستورين اي مكان روحناه سيرتنا علي كل لسان
ثم انهمرت باكيه مره اخري ليحتضنها كريم مهدئا اياها ويفكر جديا في امر زواجهما..
___________________________________
ذهبت لميس امام المكان المتفق عليه مع مراد وظلت بسيارتها تنتظره حتي يأتي ويدخلان معا وما ان آتي واشار لها حتي هبطت من سيارتها بابتسامه واسعه مقتربه منه:-
-اتأخرت عشر دقايق..
بينما عيناه متعلقه بيها تتأملاها بدقه..
-تعرف بقالي اد ايه في العربيه...نزلت و قلت اني كمان متأخره و جيت بدري عن معادنا ربع ساعه وكمان انت اتأخرت عشر دقايق..
ظلت عيناه علي جسدها حتي استائت وهي تقول:-
-يعني 15 دقيقه و عشر دقايق 25 دقيقه قول نص ساعه علي ما ركنت..شوف بقي كل ده مش بعمل حاجه...
كانت تحاول اختلاق حديث لعله يشيح بصره ويرد ولكن لا فائده فهتفت بغضب وخجل:-
-مراد..
رفع نظره لعينها وهو يقول:-يخربيتك...ايه الجمال ده!!!
شعرت بخجل شديد وهي تقول:شكرا..
-شكرا ايه وزفت ايه انتي مين؟..صاروخ اوي يالهوي!
-يا مراااااااااااد الفاظك..
امسك كفها باسما وهو يدخل الي الكافيه وعكس كل مره تسحبها تركت له يدها..
ودخلا معا ليجلسها علي احدي الطاولات...تتحدث فينظر هو عليها وفقط بدأت تشعر بالاختناق حقا من ملابسها لا تتخيل انه سيكون زوجها وينظر لها هكذا ما بال الرجال الاخرون؟
-انتي وراكي حاجه بعد مشوارنا؟
قالت بهدوء وهي ترشف من فنجان قهوتها المفضله:-
-راحه اجيب لبس الخروج في جهازي....
-طب ما تخلوها بكرا..وخلينا نخرج
-اصل بكرا هنروح المول نشوف فستاين افراح..وبعدين انت مستأذن تلت ساعات بس من الشركه
اقترب منها هامسا:-تولع الشركه والدنيا
تبمست وهي تقول:-مجنون
-بيكي...
_________________________________
دقات عقارب الساعه الخامسه والربع حين اغلقت رزان باب غرفه جني تاركه الاخيره غارقه في نوم عميق بعد ان عادت من كليتها بينما مازن وقف قائلا:-
-يلا؟
قالت رزان باسمه:-يلا..
نزلت الدرج برفقه مازن وفي منتصف وقفت وهي تمسك ركبتها متظاهره بالألم فعقد حاجبيه قائلا:-
-انتي كويسه؟
قالت رزان بألم مختلطا ببعض الدلال:-
-اصل لما وانا نازله باجي اتني ركبتي لجوا كده بتعب اوي..
لمحت بطرف عينها ساره تدلف الي البنايه في الاسفل واذا بها تصعد فتركت نفسها فجأه تهوي ليلتقطها مازن مسرعا قبل ان تصطدم بالدرج
-رزان في ايه؟
وهنا كانت ساره تقف عاقده حاجبيها وقد وصلت لما قبل الطابق الاول بقليل حيث يقفان ،ارتبك مازن وهو يبعد رزان ويساعدها علي ان تتوازن وتقف بينما ساره تنظر ليداه التي تلسمها بغيره شديده
وما ان توازنت رزان حتي وضعت كفها علي كتف مازن:-معلش هسند كده عشان مقعش تاني
نظر مازن لساره وهو يغمغم:-مفيش مشكله
ثم تبسم:-ازيك يا ساره
-وعليكم السلام
قالتها بغضب وهي تنظر لهما باستفهام فقال مازن:-واخدها للدكتور بتاعها
-وليه جني مش معاكو؟
قالت رزان بلهجه انوثيه للغايه عكس طريقه ساره:-
-اصل جوجو راجعه تعبانه اوي خالص..فنامت..
لم تعيرها ساره اهتماما وهي تحدث مازن :-طيب...عمتا انا نازله يا مازن ..حبيت اقلك ، عشان من دلوقتي ..
ثم وضعت عيناها في عينا رزان:-حبيت اقللك عشان من دلوقتي لازم تعرف انا رايحه فين وجايه منين ده حقك
قال مازن باسما:-انا بثق فيكي يعني يا ساره
رفعت حاجبيها:-ولو...! المهم اني راحه اشتري حجات لجهازي عشان فرحنا قرب ولازم اجهز..
((يوووه يا مازن ركبتي مش قدره اقف والنبي))
قال مازن بارتباك:-طيب يلا..ماشي يا ساره روحي...ربنا معاكو ولو احتجتو حاجه كلموني..
بينما نظرت ساره الي رزان بغضب يفوق اي غضب في العالم وهي تحتقر طريقتها المدلله في الحديث و تستغفر الله ان تكن مثلها ابدا..
بينما مرمازن الي جانب ساره وخلفه رزان كادت ساره ان تصعد لتقع رزان علي ظهرها بقوه آلمتها بحق! وصرخت باكيه في ألم مبالغ به انخفضت ساره لها بجزع واستدار مازن لها وهو ينخفض عليها:-ايه الي حصل بس ازاي وقعتي؟
ظلت تبكي بشده وهي تقول:-ليه ياسار..ه..ليه كده...منك لله ركبتي هتموتني اصلا..بقي ركبتي وضهري
نظرت لها ساره بذهول بينما نظر لها مازن بتعجب :-عملتلها ايه؟
-معملتهاش حاجه يا مازن..او او...يمكن عملت..و..و..بجد انا اسفه يا رزان اكيد الي عملته غصب عني ...خليني اساعدك
مدت لها يدها تحملها من اسفل ذارعيها لتضرب رزان يدها بعنف آلم ساره وهي تبكي متشبثه بمازن اللذي شعر بضيق من طريقه بكاء رزان كالطفله وتعلقها به
ساعدها ان تقوم فتمسكت بذراعه وهي تنزل الدرج بينما ساره تقف ممسكه بيدها التي ضربتها رزان وتنزل دموعها لا تعلم لما..هي حتي لا تستعب شيئ سوي ان غيرتها تصل اقصي الحدود و رزان تمسك بذراع مازن علي هذا النحو..
___________________________________
كاد مالك ان يجن من التفكير بمي لا يركز في اي شيئ بِعَمله او غيره ...
حتي قرر ان يذهب لها حتي وان وجد والدتها ولكنه لن يكون بعيدا مره اخري ،وجد هاتفه يرن باسم الممرضه التي اعطاها هاتفه فتعجب لحسن القدر ان مي بمفردها بالتأكيد اجاب بسعاده:-
-الو
قالت الممرضه بخفوت:-استاذ مالك قلتلي لو في مشكله اتصل ...في مشكله دلوقتي..
_________________________________
جلست رزان برفقه مازن في احدي المطاعم الكلاسكيه الهادئه لتقول بضيق:-
-مقلتليش ليه اننا هنخرج هنا كنت لبست فستان من عند جني
قال بهدوء :-اولا اكيد مش هيقتنعوا انك راحه لدكتور بفستان يعني ثانيا عادي كده انتي كويسه ..ثالثا وده الاهم هو انا لحقت اصلا اتفق معاكي نخرج..
تبسمت في دلال:-يعني شكلي حلو؟
زاغ ببصره:-ربنا خلقنا كلنا حلوين
-يا مازن..شكل اللبس ده حلو؟
تبسم وهو لا يعرف بما يجيب ثم ضحك فجأه فعقدت حاجبيها بغضب:-
-بتضحك علي ايه انت
ظل مقهقها فقالت :-طيب انا ماشيه..
-استني بس يا رزان تمشي ايه يا مجنونه...هفهمك..
تنهد ثم قال:-تعرفي يا رزان انا فرحان...مبسوط..يعني ...مش مستوعب...انا عمري في حياتي ما كدبت ولا حورت عشان اخرج مع واحده بنت...وابقي اعد معاها ونتكلم حتي لو علي سبيل الصداقه ...مستغرب...اني بعمل حجات بتاعت مراهقه وانا عندي 30 سنه..بس ياستي..
-مش انت قلت مبسوط؟ طز في الدنيا يا مازن..سيبك من الشكليات الي انت عشت متكتف بيها كتير...انا مبسوطه انك مبسوط
تبسم وهو يقول شاردا:-
-طب تعرفي اني حتي مش مضطر اكدب...كان ممكن افهم ماما براحه انك مخنوقه واقول قدام الكل اني هخرجك او ايا كان حتي لو شكلك انتي وحش في نظرهم انا عادي مكنش حد هيزعل غير عمتي سهير وساره بنت عمي...لكني كدبت...كنت محتاج احس الاحساس ده لاني عمري ما جربته..
كانت تضع يديها اسفل ذقنها وتتأمله بوضوح وكأنها تراه لاول مره حتي شعر بالحرج فتعجبت كثير بارتباكه هو وليس هي واعجبت به كثيرا وبطريقه حديثه التي لم يتحدث بها من قبل مع احد امامها ولا معها
كان مرحا عكس ما يبدو ...لطيفا عكس قسوته التي يظهرها ...له نبره صوت محببه الي نفسها يتحدث بها بدفء بعيدا عن لهجته الصارمه وحاجباه المعقودان باستمرار
فاجأها قائلا:-بتبصيلي كده ليه؟
-مستغربه
قال بفضول:-مستغربه ايه بقي...شكلي اصغر من 30 صح؟ عارف كلو بيقلي 21 سنه بالكتير
ضحكا معا فقالت وهي تشيح بيدها:-لا بجد...مستغربه اوي انك شايل كل كده لوحدك...انت خلاص شبه ادبست في ساره...طب تعرف اني ساره وقعتني قصد
انحني علي الطاوله وهو ينظر لها بمكر:-تعرفي انتي انك بتدلعي اوي ...انا اه متعملتش مع بنات...بس ذكي اوي..
اختفت ابتسامتها:-قصدك اني وقعت قاصده يعني...طب بص
وبكل جنون اشمرت عن ساعدها وهو ينظر حوله:-يا مجنونه بس خلاص..
اشارت علي ما فوق كوعها وهي تقول:-شايف...اتعورت قصد صح؟
-خلاص خلاص....
شعرت بالضيق قليلا لانه فضح امرها وقالت:-
-مقلتليش بردو هتعمل ايه مع ساره؟
-ساره واحده كويسه...وبتحبني اوي ...انا اصلا شكلي مش هحب في حياتي....ولما هاجي اختار مش هختار حد احسن من كده..انا بس مضايق من الاسلوب...ألطريقه...بس ساره متستاهلش مني كده
صمتت ولم تجب وهي تأكل ما امامها
-سكتي ليه؟
قالت بامتعاض:-عايزه اخلص عشان اروح
قال باهتمام:-مالك يا رزان ؟
عقدت حاجبيها وقالت بغضب:-اقلك مالي؟
-ايوه قولي مالك...
قالت بغضب وصوت مرتفع حتي نظر لها من حولها بتعجب:-
-انا هقلك ليه ومش هاممني هتشوفني ازاي ابدا ..انا مضايقه عشان دماغي فاضيه لدرجه اني احبك و اتعلق بيك في اسبوعين...
____________________________________
كانت سياره مراد تقف في ذلك المكان الهادئ الواسع الهواء الطلق والقمر ينتصف السماء لا يوجد احد تقريبا حولهما يقفان بسيراته والاغاني تملأ السياره بينما ذراع مراد يضم لميس اسفله قالت الاخيره:-
-تعرف اني نفضت لماما وساره عشان افضل معاك...اول مره اقفل تليفوني كده بس اكيد هيتصلو عليك لو قلقلو.
قال باسما:-انا كمان قفلته
اعتدلت في مقعدها قائله:-يالهوي عليكي يا مراد طب هنزل اتصل بيها واجي..
كادت ان تفتح باب السياره لولا ان شدها مره اخري للخلف :-خليكي في حضني..
قالت باصرار:-مراد حرام عليك زمانهم قالبين الدنيا ولو قالو لعمي مش هيحصل طيب
اقترب منها قائلا:-طول ما انتي معايا متخفيش....
تبمست برقه وهي تقول:-
-انا مش خايفه..
وضع كفه علي وجنتها وهو يقترب منها قليلا فابتعدت بهدوء وهي تقول:-
-حاسه بدوخه..خلينا نروح
اقترب مره اخري في اصرار:-نروح ايه احنا لسه بنبدأ الخروجه...
مدت يدها علي باب السياره تفتحه بتوتر:-هتصل بيهم واجي..
ضغط مراد علي احد الازارا التي امامه بالسياره ليحكم قفل الابواب...
لميس بضيق:-مراد بطل سخافه افتح الباب...اما روحني
-ايه يا بنتي ما تروقي بقي..قلنا ايه يا لميس
هتفت به وهي تبعد يده:-مش مهم قلنا ايه كده كفايه يا مراد لو سمحت
قال بغضب وهو يجذبها من ذراعها:-متخنقنيش بقي...
صرخت به قائله:-مراد انت اتجننت
-اعتبريها كده يا لميس
-مرااااااااااااد في ايه؟ ...مراااااااااااااااااااااد!  

اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن