كان مالك يغط في نومٍ عميق الي جانب جني التي تحوطه بذراعيها من الخلف حين رن هاتفه للمره الثانيه ، اعتدلت جني في فراشها وطقطقت رأسها وهي تمد يدها من فوق مالك لتلقط هاتفه وتضغط علي احد الازرار كي يكون علي وضع الصامت ثم دققت في الاسم
كان اسم مي..
تنهدت وكادت ان تغلق الهاتف بوجهها الا ان خطر ببالها انها قد تكون مريضه او ما شابه فكادت ان توقظ مالك ثم توقفت وهي تجيب:-ألو؟
جائها صوت امرأه مسنه:-الو..فين استاذ مالك..انا الداده الي سابها مع ست مي ، ست مي جالها الطلق بدري اوي و احنا في المستشفي وانا مش عارفه اعمل حاجه ..
ارتبكت جني كثيرا وهي تقول:-طيب طيب متقلقيش...هاتي اسم المستشفي بس و مسافه السكه ومالك يبقي عندك
-نفس المستشفي الي بتروحها ست مي...
اغلقت جني الهاتف مسرعه واتجهت الي مالك توقظه:-مالك ..ماااااااااالك...قوم بسرعه
قام مالك بفزع فاركا جفنيه :-ايه يا جني في ايه؟
قالت جني بقلق شديد:-اتصلت الداده الي انت سايبها مع مي ..مي بتولد ومحتجاك..
نظر اليها مالك بتخبط
من المرأه التي تقلق علي مي؟؟ أهي جني؟!
افاق من شروده وهي تقول:-قوم يا مالك مفيش وقت انا عارفه انت بتبصلي كده ليه بس هي ملهاش غيرك ...يلا اغسل وشك وهطلعلك لبس
قام مالك مسرعا للمرحاض بينما ادمعت عينا جني بمراره وهي تخرج له ثيابه
لم كُتب عليها انها تشاركها امرأه اخري في الرجل الوحيد الذي أحبته منذ الصغر؟
ولكن لا بأس...انه طفل مالك...
____________________________________
كانت عقارب الساعه تشير الي الرابعه فجرا حين انهي مازن صلاته ورفع يديه الي الله
-يارب...انا فعلا مش عارف ادعي بايه...ادعي انساها ولا ادعي تفضل عايشه، انا عارف ان ليك حكمه في كل ده ومش بعيد تكون بتعاقبني اني موقفتش جنب ساره في ظرفها...لكن انا فعلا حزنت علي طفلها من كل قلبي و لما رزان حملت فرحت ضعف الفرحه لانو كان تعويض فانا دلوقتي تعبان لان ده بيحصل للمره التانيه، والشيئ المؤلم اكتر ان قلبي وقت ما وقع...وقع مع واحده زي دي، محدش هيشوف الي انا شايفه ولا يحس بيا...كل يشوفني اناني بس انت الوحيد يارب الي فاهم القلوب وعارف,,,انا فاهم ساره كويس وحاسس بيها وحاسس بكل حاجه عملتها عشاني ولسه بتعملها عشاني ، بس انا بعدي عنها كان بغرض اني مجرحهاش لاني مش هقدر احبها...اعمل ايه قلبي بايدك...حبيت رزان من اول مره شوفتها ، كانت اول مره اتشغل بواحده رغم ان حبها كله كان كدبه و رغم انها خدعتني ...ورغم انها قتلت ابني....غصب عني قلبي بيحبها..ياااااااااارب اوعدك لو رزان كويسه و ابني رجعلي ...هبعد عن رزان كل البعد وهصحح كل حاجه مع ساره وهسعدها وهحبب قلبي فيها مش هبقي ضعيف اد ما انا ضعيف دلوقتي ...هفوق وهساعد مراد جدا في الشركه..يارب انت الي عالم بعذابي وحالي....يارب
تنهد وهو يمسح عيناه وقام وهو يرفع المصلاه من الارض وما ان استدار حتي وجد قاسم ينظر له نظره غير مفهومه يقف بمفرده يستند علي عكازيه
يبدو انه استمع الي كل حرف تفوه به مازن
تبسم مازن بحنان:-افرشلك المصليه؟ ولا صليت؟
لم يجب والده فقال مازن محاولا المرح:-يعني هي تاليا بس الي بيتقال اسمها
تبسم قاسم ببطء و غمغم:-تالي..ا..تاليا
-ومازن يا والدي؟ طول عمره كان طوعك حاضر ونعم واعتمادك ديما كان عليه ..كان بير اسرارك و اكتر صاحب بتثق فيه...مش ابنه ده...مش حفيدك..الي انت مش عاوز تقولي علي مكانه
اشاح قاسم بوجهه فبكت عينا مازن:-رزان عايشه ولا لا يا بابا؟؟ ابوس ايدك اتكلم ...فهمني...يعني انت عملت ايه بالظبط...هل في أمل...؟لو ماتت...جثتها ليه وازاي مظهرتش...ريحني بجد حتي لو ماتت بس ابعد عني الحيره والضعف...
ظل قاسم ينظر بعيدا فقال مازن بتضرع:-وحياه تاليا يا بابا..
خفض قاسم رأسه ثم استدار ببطء مستندا الي عكازيه عائدا الي غرفته فارتمي مازن علي اقرب المقاعد وهو يتمتم بدموع:-
-لعله خير..
___________________________________
كان مالك يحرك قدميه بعصبيه شديده وهو يجلس في رواق المشفي المقابل لغرفه العمليات
لماذا لا يسمع الي صرخات طفل؟
او حتي صرخات مي؟
هل ولدت طفلها ام لا؟
ظفر الهواء الساخن بضيق و قام يمشي مجيئا و ذهابا حتي وصل الي الداده مره اخري وسألها للمره العشرون:-
-هو ايه الي حصل بالظبط يا داده؟
تنهدت المرأه وهي تقول:-ما قلتلك يا بني قبل كده كنت نايمه وصحيت علي صويتها رحتلها لقيتها غرقانه ميا ...خمنت انو الطلق...والبواب جاب التكسي وجينا ..
تنهد مالك بحيره وقلق ثم قال:-ليه محدش خرج من الاوضه لحد دلوقتي يا داده؟
-معرفش يا بني ربنا يجيب العواقب سليمه
-يارب..
ثم ظل يمشي بتوتر وعصبيه حتي خرجت الممرضه مسرعه تلف شيئا ما بيدها فجري مالك اتجاهها وقال بصوت مرتفع:-في ايه بيحصل لمراتي؟؟
استدارت الممرضه ليظهر الطفل الصغير احمر اللون مغمض العينين ملتفا بتلك القماشه البيضاء
رفع عيناه بدهشه شديده وهو ينظر لها بابتسامه واسعه:-ده...ده ابني؟؟؟
قالت بعجله وضيق:-ايوه
اقترب مالك منه فقالت محذره:-عن اذنك...لازم الطفل يروح الحضانه..
ثم هرولت مبتعده بينما مالك ينظر للغرفه المغلقه..
لا يوجد اثر لصرخات مي او اي طبيب يخرج يمسح عرقه ويبتسم مبشرا اياه..
انه حتي لم يعرف جنس المولود بعد!
وها هو الطفل يذهب للحضانه..
تنهد و هو يري الممرضه تعود مره اخري فجري لها قائلا:-مال ابني فيه ايه؟؟ ومي ليه ملهاش صوت؟؟ هو بيحصل ايه...
قالت الممرضه وهي تنظر ارضا:-الطفل اتولد بدري عن معاده بتلت اسابيع فمحتاج يعد في الحضانه اي تفاصيل تانيه لما الدكتور يخرج عن اذنك
-طب..طمنيني علي مي...ارجوكي..
دخلت الممرضه سريعا واغلقت الباب بينما قالت الداده من الخلف:-يابني متقلقش ان شاء الله تقوملنا بالف سلامه تنور الدنيا بابنها او بنتها ...متشتلش هم انا كمان كانت ولادتي فزهره صعبه.
قال مالك بقلق:-بس دي حتي مصرختش..
ارتبكت الداده وقالت بعد وهله مطمئنه:-يجوز يابني الباب عازل
لم يقتنع مالك تماما حتي رأي الباب يُفتح والطبيب يخرج ويقف امام الباب يتطلع الي مالك بأسف فاقترب مالك مسرعا وهو يقول:-مراتي عامله ايه يا دكتور؟
قال الطبيب دون ان ينظر لعيناه:-انا حزرت مدام مي كتير اوي..قلتلها الطفل لازم ينزل ..ولادته ...ولادته أذي كبير بس هي تكتمت واصرت تولده...البقيه في حياتك
انصطدم مالك بالحديث و عقدت الدهشه لسانه فقال الطبيب:-الطفل كان لازم ينزل من الشهور الاولي وهي كانت عارفه خطورته علي حياتها...والحمل مكنش هين ابدا ..وبالتالي كان لازم تكون الولاده كده..مدام مي توفت من اللحظات الاولي بس..
صرخ مالك قائلا:-مي!! لا لا...في حاجه غلط ده مش ابني ودي مش مي!
صمت الطبيب تماما فدفعه مالك وهو يدخل الي الغرفه الا ان الطبيب امسك بذراعه بقوه وهو يقول:-ارجوك يا استاذ...
قال مالك صارخا:-انا عايز اتأكد...
-يا استاذ مالك ..مفيش غيرها بيولد..
ظل مالك صامتاوراتخت اعصابه وهو يقول:-يعني ايه!! وازاي انت تسكت؟؟ ازاي متقليش وانا رايح جي المستشفي و بسألك عن حالتها كل يوم
-مدام مي هي الي اصرت وكان لازم احتفظ ب..
-تحتفظ بااااااااااايه!!! انا هسجنك ..انا هوريك ..انت قتلتها
-انت الي قتلتلها بالخوف يا استاذ مالك...
نظر مالك له بدهشه:-ايه؟!
-مدام مي توسلت اني مقلكش لانها قالت انك هتاخد الطفل منها لما تولد و تحرمها منه وانها ضعيفه وملهاش حد و بتفضل انها تسيبلك الطفل ..و...وهي عاشت عاشت ...ماتت ماتت...الموضوع كان كبير اوي يا استاذ مالك وهي مضت تحمل مسؤليه و اصرت انك متعرفش حاجه عنها هي وان كل الي يخصك الطفل لانكو هتطلقوا...
انهار مالك قائلا:-كداااااااااابه...انا...انا...وعدتها لما يجي الطفل هخدهم و....
بكي مالك بحراره بينما ادمعت عينا المرأه العجوز التي بقت برفقه مي لاشهر واحبتها كثيرا بينما انسحب الطبيب بهدوء شديد..
__________________________________
كانت عقارب الساعه تشير الي الثانيه ظهرا حين كانت جني تتصل بمالك للمره الثانيه والاربعين واذا بها تنتفض:-
-الموبااااااااااايل اتقفل يا لميس..اتقفل...
قالت لميس بخفوت وهي تعدل ملابسها بعدما أكلمت رضاعه تاليا:-
-اهدي بس يا جني ..اهدي....اكيد فصل شحن انتي بتقولي نزل تلاته...تلاقي مي حالتها صعبه وهو مشغول معاها ..
قالت جني بغضب:-ولا يكون فرحان بيها وبالطفل...
-يا جني حرام عليكي ...مي صحبتي ومش انانيه اوي كده يارب بس تبقي كويسه
نظر جني بغضب لها:-اه صحبتك...انتي السبب اصلا في كل حاجه
رفعت لميس حاجبيها بدهشه فقال مراد متدخلا:-جني متوتره يا لميس...
اخفضت لميس رأسها لتاليا وقالت باقتضاب:-اه عارفه...يارب يرجع بالسلامه قلبي بيقلي ان ابنه حصله حاجه...او مي حصلها حاجه..
قالت جني بعصبيه:-انا غلطانه اني قلتله يروح يبقي جنبها
قالت لميس بغضب:-يا جني حرام عيكي مي غلبانه اووي اكتر مما تتصوري يا جني
-اه لدرجه انها خدت واحد من مراته
قال مراد بلهجه محذره:-جناااا...
بينما وقفت لميس بغضب:-لو مكنتش مي دي غلبانه مكنتش رضيت تبقي التانيه مع انها اصلا هي الاولي ..
قالت جني صارخه:-يعني ايه يعني؟
مراد:-لميس!!
بينما صرخت لميس هي الاخري:-يعني ارحمي مالك بقي شويه يا جني...مش كده حرام عليكي هو لو واحد وحش كان طلقك ورجع لحبيبته القديمه ..
قالت جني بقهر وبكاء:-بس انا بحبه من لما كنت صغيره لكن..
-لكن هي الي مالك اخترها ومع ذلك وفقت تعيش في السر...مي غلبانه اوي حرام عليكي سيبيه ليها يوم يفرحو بطفلهم..
قال مراد بغضب:-كفااااااايه كده....روحي نيمي تاليا يا لميس
نظرت له لميس بحده:-لا انا اعده...
-بقلك قومي اطلعي فوق نيمي تاليا
نظرت له لميس بغضب:-صح مهي اختك..عن اذنكم
بينما انهارت جني تبكي وجلس الي جانبها مراد يربت علي كتفها بحنان شديد..
_________________________________
دق الباب بشقه نجاه وقاسم لتفتح الاولي وتجد ساره بوجهها فتبسمت ببشاشه وهي تقول:-
-تعالي يا حببتي
دخلت ساره وقالت بحياء وابتسامه مهذبه:-مازن هنا؟
-ايوه يا حببتي في البلكونه
كادت ان تقترب من الشرفه لولا شعرت بيد نجاه تسحبها الي الخلف وتقول هامسه:-
-مش عارفه اقلك ايه يا بنتي علي وقفتك مع مازن ...انا عارفه انو كان قاسي اوي عليكي..بس..
قالت ساره بارتباك:-ملوش لزمه الكلام ده يا طنط
-اسمعي بس...اعرضي عليه ترجعو..واحملي منه يا بنتي ..هو دلوقتي جرحه مفتوح و انتي هتعوضيه وهيحبك بسهوله ..وهاتي الولد وعيشي مبسوطه وهو يعيش مبسوط
تبمست ساره ونظرت لاعلي بشرود وهي تقول:-انا يمكن طيبه لدرجه السذاجه...ويمكن غبيه سعات عشان بضيع مني حجات ..بس احسن حاجه اتعلمتها وطلعت بيها من ادلنيا كانت من امي الله يرحمها
تمتمت نجاه:-الله يرحمك يا زينب
بينما اكملت ساره بنفس النظره والابتسامه:-ماما كانت ملاك مش انسانه و لما لقت كل المشاكل الي بتقوم حوليها دي...خلفت اخر طفل...وانسحبت من الدنيا...وعلمتني بانسحابها ...اني ابقي ديما..بس انسحب في الوقت المناسب....انا عمري ما اسيب مازن في محنته بس في لحظه لازم انسحب..
انصطدمت نجاه من حديثها فقالت ساره وهي تنظر اليها بقوه:-
-انا انسانه حطه رجلي ع ارض الواقع ديما ...وعمري ما اقبل اني اجرب الوهم تاني ، انا يستحيل اعيش في خانه الفرصه من جديد...مش هتحمل يغلط سعات ويقول رزان و لا يبص في وشي اشوف انعكاسي في بؤبوه صورتها...انا عمري ما هكون مرايه لحد...انا معاه لحد ما يفوق باسم ساره بنت عمه وبس يا مرات عمي، انا مش بؤمن بالندم ...كل واحد عارف بيعمل ايه كويس ، مش مستني انو يعمل فيا وفيا ويرجع تاني يندم و يقلي تعالي فاروح...كنت ملكه..كلي...عن اذنك
بقت نجاه علي حالها من عنف الكلمات بينما اقتربت ساره من الشرفه تفتحها وتقول بابتاسمه:-صباح الخير...
قال مازن باسما ببهوت:-صباح ايه احنا الضهر..
-خت رحتي في النوم لاني سهرت شويه
-انا نمت بدري وصحيت الفجر ولحد دلوقتي لسه صاحي..
اومأت ساره برأسها فقال مازن:-سامحيني يا ساره
احمرت وجنتاها وقالت بدهشه:-مش فاهمه
-سامحيني عشان يمكن ده عقاب ربنا ولو سامحتي حالي يتعدل انا تعبت
-عمري ما اتمني اشوفك كده يا مازن....مسمحاك او لا بدعيلك من قلبي..
صمت مازن تماما وادمعت عيناه بألم فقالت ساره بابتسامه مشجعه:-هترجع......
__________________________________
حل المساء وجني تجلس بمفردها في الشرفه تدعو الله بعودته وتهز قدميها بتوتر شديد
تري هل حدث شيئا له؟
ام حدث شيئا لها؟
ام للطفل؟
هل قرر ترك كل شئ لاجلها؟؟
انا لا افهم شيئا
قامت من الشرفه وذهبت الي فراشها وادثرت بالاغطيه وهي تربت علي جنينها لعلها تشعر ببعض الراحه حين شعرت بمالك يفتح باب الشقه فانتفضت هارعه من فراشها الي الخارج لتشاهد مالك يغلق الباب ويستدير
رفعت حاجبيها بدهشه شديده وهي تنظر الي الرضيع الصغير الذي بين يداه
رفعت عيناها لمالك وكادت ان تتحدث لولا رأت نظرته الحزينه كطفل ينظر الي أمه بألم فاقرتبت جني منه والصمت يسيطر علي الموقف وما ان امسكت طفله حتي سقط مالك ارضا يبكي بشده فوضعت جني الطفل جانبا بخوف وهي تنزل ارضا بصعوبه من بطنها المنتفخه وتضع يداها علي وجنتا مالك وتقول ببكاء بلا سبب:-مالك يا حبيبي فيك ايه؟؟ احكيلي انا معاك مش هسيبك
ضمها مازن بقوه آلمتها وآلمت طفلها الا انها لم تتحدث وهي تربت علي شعره بهدوء وبدأت في الفهم بينما قال هو بتحشرج وبكاء:-
-وعدتها كتير...وعدتها ابقلها و سيبتها...ورجعت و وعدتها اسعدها و سبتها بالشهور تبات لوحدها...وعدتها اتعدل و عرضت عليها الطلاق ...ولما بجد وعدتها اجيبها هي وابني هنا ....مصدقتنيش...واختارت تموت عشان خايفه اني اخده منها...قالتلي خليك جنبي الفتره دي بس..وقالتلي عايزه اشبع منك...ومفهمتش الكلام....انا بحبها...بحبها اوي...وكنت اناني جدا...بس والله والله كل الي كنت فيه حيره وتوهان اني خايف اظلمك او اظلمها...وظلمتكو انتو الاتنين
كان جسده يرتعش بشده...وبلا هواده
تبكي جني معه بقوه...نصف بكائها قهرا ...انه يصرخ بحبها..في احضانها هي ...هي التي تحبه!!
والنصف علي حاله ...فهي لا تتمني له ذلك..
انتبهت الي صوته يعود للقول:-انا ..انا....مش قادر اتصور انها كانت عارفه انها هتموت و فضلت الموت علي الثقه فيا...خافت لدرجه انها اختارت تموت...اختارت تبقي ذكري عندي و تسبلي ابنها عشان منسهاش...خافت اسيبها وابعد عنها...ليها حق...أنا انسان وحش..بس ياااااااااااارب انت الي عالم اني كنت خايف من الظلم...فظلمت...خفت من الاانانيه...فاتصرفت بانانيه فعلا....انا...انا انسان وحش اوي
بكي مره اخري فقالت جني بألم:-كفاااااااايه...كفايه...انت مش وحش ولا ظلمتنا...انت ظلمت نفسك اكتر حد بكل الدوران ده...يمكن بابا السبب ويمكن انا السبب و يمكن ويمكن..بس صدقني كل ده هيكون ربنا عايزه وكاتبه من قبل ما نيجي...اهدي ارجوك
ابتعد مالك عنها وهو يقف بهذيان ويشير الي الطفل:-انتتتت...انا مش عااااااااايزك....هي فكرت اني عااااااااااوزك فعلا؟؟؟ فكرت انها لما تموت انا هفرح بيك....
اقترب من الطفل بتهور فقامت جني مسرعه تقف امامه:-مالك انت اتجننت؟؟؟؟ ده طفل مش فاهم اي حاجه حرام عليك لسه نازل من بطن مامته بقاله ساعات بس...حرام عليك ...ده ابنك او بنتك قبل اي حاجه...اهدي وصلي علي النبي..وكل ما توحشك افتكر انها سبتلك اغلي هديه...ربنا عارف ان ده الاحسن في عمله ...اهدي...
ثم ضمته مره اخري وعيناها تذرفان الدموع...
_____________________________________
دخل مراد الي غرفه لميس ليجد الاخيره تجلس بظهرها تنظر في كتاب صغير عن كيفيه التعامل مع الطفل حديث الولاده فتنحنح مصدرا صوتا الا انها لم تتحرك فقال:-
-لميس...
قالت ببرود دون ان تستدير:-نعم يا مراد؟
-ايه مالك بتكلميني كده ليه
-مليش
-طب زعلانه ليه؟
قالت وهي تهز كتفيها دون ان تنظر له:-انت شايف انك عملت حاجه تزعلني؟
-لا..
-خلاص
تنهد واستدار يجلس امامها ويسحب منها الكتاب ويلقيه بعيدا:-
-جني مجروحه اوي وحاسه انها اتفرضت علي حياه مالك وبوظت كل حاجه ومكنش ينفع الي عملتيه ده....
-اها...وجني كمان اختك الي انت بتزعق في الكلبه لميس عشانها
امسك وجنتيها قائلا:-يالهوي علي الكلاب ام خدود الحلوه دي
دفعت يده بغيظ وقالت مزمجره:-مرااااااااااااااد!!
اختفت ابتسامته وهو يقول:-انا اسف...خلاص بقي..
-طيب خلاص ليك عليا اكلمها بكرا واصالحها..
ظل شاردا بضيق فقالت:-مالك؟
انتبه قائلا:-ايه..لا لا...مفيش....تاليا نامت؟
-ييييييييييييي.....من زماااااااااان اينعم كل ساعه بتاكل مش عارفه مالها مقلبظه كده ليه و بتاكل ليه كده وقلقانه بس ماشي
-الله اكبر في ايه...ياساتر
ضحكت قائله:-خلاص خلاص..
بينما عادت ملامحه للتجهم وهو يقول دون ان ينظر لها:-مالك رجع...بابنه..
قالت لميس بسعاده:-بجد....ولد؟؟
-م...ملحقتش ..اسأل
قالت بتشفي:-في ايه يا مراد؟
لم يجب وهو يتنهد بحزن فقالت بقلق ودموع:-هي مي ...كويسه؟
-البقيه في حياتك
هوي قلبها لتبكي بشده وهي تقول:-كنت عارفه ...والله كنت عارفه...انا لازم اطلعه حالا...
اعادها للخلف برفق وضمها بهدوء وهو يقول:-
-اهدي...سيبي مالك...انا متأكد ان جني هي الي هتديه..جني بتحبه اوي يا لميس ...اهدي بقي..
قالت لميس بشهقات:-انت مش متخيل مي غلبانه اد ايه وحياتها مفيهاش يوم حلو..
-طيب بطلي كلام وخليكي في حضني وخلصي كل عياطك وزعلك فيه...
ظلت تبكي بينما هو يربت علي شعرها و ظهرها بحنان شديد..
___________________________________
مرت الايام سريعا ليكتمل شهرا كاملا علي وفاه مي بينما بقي القليل علي ولاده جني حتي انها تكاد تكون لا تتحرك...
دخل مالك في وقت متأخر من الليل ليجد جني غافيه تضم طفله الي صدرها فتبسم ببهوت ممتزجا بالحنان وقال بهدوء:-جني..جني...اصحي
فتحت عيناها وهي تقول:-شششت..لما صدقت آدم ينام..
تبسم وهو يقول:-مش عارف اقلك ايه
اعتدلت وهي تضع الطفل الي جانبها وتلقي فوقه غطاء وتقف بصعوبه:-
-قلي بس انت اقنعتهم ولا لا؟
-ايوه اتكلمت مع عمها وقلتله انو في اي وقت يقدر يشوفه...وانو هيتربي مع اخواته ومراتي وممنعش لان ظروفه وحشه ومش هيقدر يربيه و ظروف ام مي من ساعه وفاه مي بتتدهور..
قالت جني متنهده:-ربنا يصلح الحال الحمدلله انهم ناس كويسه و مأصروش يخدوه
قال مالك بحرج:-لكن...جني...
قالت بابتسامه:-ايه يا مالك
-انتي...فعلا عاوزه تربيه؟؟ فعلا هتحبيه؟؟ وفعلا مستعده تربي طفلبين مش طفل واحد بس...؟ فعلا فاهمه انتي بتعملي ايه ؟
قالت جني باسمه:-مالك...انا بحبك اكتر مما تتصور..وبجد مش هقدر استغني عن آدم، انا عارفه ان وجوده كان المفروض يبقي وضع مؤقت لحد ما تشوف انت هتعمل ايه لكن مش هقدر يتاخد مني...ده بيت عيله وسهل اوي يتربي وسطينا ..مين قالك اني هربي بنتي لوحدي ولا ان لميس هتربي تاليا لوحدها...اكيد يا حبيبي الاطفال كلهم هيحبو بعض ويتربو وسط بعض وكمان عمتي سهير روحها في آدم...وآدم طفل زي العسل وهادي ومش متعب ممكن تشيل من بالك اي حاجه..آدم مش هيقلي غير يا ماما..ولو عليا مجبلوش سيره مي بس لازم يعرف لانو هيعرف يعني هيعرف ...
ضمها مالك بدموع:-شكرا اوي يا جني...بجد شكرا..
ابعدته عنها برفق وهي تقول:-المهم دلوقتي...عوزاك بقي تشتغل كده وتفك من خنقتك...الحياه مبتقفش علي حد
نظر مالك بألم الي آدم:-كل ما ابصله افتكرها وكل ما افتكرها احساس الاجرام ميسبنيش..
-تؤ...تااااااني يا مالك....اتفقنا ان ربنا هو الي عاوز كده واكيد له حكمه مش هنعرفها دلوقتي خالص..
تنهد وهو يجلس ارضا الي جانب طفله يربت علي وجنته يتأمل شعره الناعم للغايه اسود اللون الذي يذكره بشعر والدته مي علي عكس شعره الذي يميل الي البني الفاتح ثم طبع قبله علي رأس صغيره ليتسمع الي جمله جني التي قاالتها بمرح:-
-محتاجين سرير اطفال لاخت ادم الي جايه بما ان ادم خد منها سريرها..
تبسم مالك بحنان وهو ينظر لها بامتنان شديد..
________________________________
تنهدت ساره وهي تلقي جسدها علي الفراش وتنظر لهاتفها الذي يرن باسم كريم للمره الثامنه
لا تعلم ماذا يريد بعد كل هذه الفتره الطويله قرابه الشهرين..
لقد اخبرته صراحه انه لا امل من علاقتهما..وانها لن ترتبط به...
استمعت الي صوت رساله وصلت الي خافتها فقالت بغضب:-مش هفتح حاجه ومش هسمحلك تأثر عليا...اووووف...
الا انها امسكت بهاتفها وفتحت الرساله بفضول:-
(مبترديش ليه يا ساره عليا ..؟؟ انا عملتلك ايه لكل ده بجد يعني؟؟! اولا انا مش عايز منك حاجه عشان اعد ارن عليكي يومين بالشكل ده، انا ريم كلمتني يا ساره اول امبارح وقالتلي انها من فتره كانت بتسأل في كل المستشفيات الصغيره و المستوصفات لحد ما وصلت لرزان وكانت لسه حامل وان رزان فاقت من اسبوع و ان ولادتها كانت في السابع فولدت ورجعت تاني تعبت...واول امبارح خرجت من المستشفي ورزان اعده في بيت مامتها وباباها وخايفه ترجع وقررت تربي ابنها لوحدها...وريم بتطلب مني اكلمك عشان تقولي لمازن ان ابنه تعبان وانهم محتاجين فلوس من مازن...ساره لو مازن ناوي علي شر ابعديه وانتهي الامر لكن لو لسه مازن مستنيها وعنده استعداد يساعد ابنه بلغيني في اسرع وقت الولد تعبان ...آه...سراج...سراج هو اسم الطفل)
أنت تقرأ
اولاد عم ولكن للكاتبه وعد يحيي البكري
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه وعد يحيي البكري إقتباس قالت رزان متنهده:-يا ماما هيبصلي انا علي ايه بس؟..........و بعدين....ازاي اتجوز واحد بكرهه كره العمي و ابوه السبب فاي حاجه وحشه حلصت ليكي و لبابا او ممكن تحصل لينا؟ اخذتها شهيرا من ذراعها و جعلت...