22

4.6K 539 50
                                    

"اوه تباً ! لقد نسيت شيئاً ما في شقَّتي، سأذهب لإحضاره و اعود."
مينجاي قالت، تركض خارج المنزل.

جلست في غرفتها، كنت صامتاً. لاحظتُ دفتراً بين اغراضها، من بين جميع اغراضها المبعثرة.. ربما لأن لونه كان وردياً.

جعلت امشي ناحية الرف، و اخذت الكراس، غلافه كان فاضٍ من دون اي ادنى كلمة. فقط لون زهري مع زهورٍ بيضاء عليه.

تصفحته، كان دفتر مذكرات. فيما تصفحت الاوراق لاحظت بعض الملاحظات و الأشياء اليومية المكتوبة.

-"أريد شخصاً أتحدث إليه عندما لا تستطيع سوهيون."
4. 15. 2008

مينجاي كان عمرها حدود الثلاثة عشر حينئذ..

-"أشتقت لقضاء الوقت مع أمي و أبي، سوهيون في المدرسة غالباً... أشعر بالملل."
9. 22. 2011

-"إن متّ، هل هذا سيعني أنني سأستطيع رؤية والداي؟"
12. 27. 2013

-"مالذي فعلاه ليستحقا هذا؟"
1. 10. 2014

"يونغي."
صوتٌ خلفي تحدث، مما جعلني أفزع.

استدرت لأرى خلفي، كانت سوهيون. حمداً للربّ...

"إنّها مذكرات مينجاي."
تحدثت تقترب مني.

"اوه... انا فقط رأيتها، لم أعلم انّها—"

"لا بأس. لا أعتقد أنّها ستعلم."

"سوهيون."
ناديتُ أسمها، همهمت لي مُجيبة.

"الأشّياء المكتوبة هنا حزينة ... أنا فقط فضولي حولَ هذا، قليلاً..."

"حسناً... هي كانت تملك هذه المذكرات منذ وقتٍ طويل للغاية، منذ أن كانت فتاة صغيرة. هي لم تحظَ بوقتٍ كثير مع عائلتها، حيث أنَّ والديها كانا منشغلين بالبحث عن العمل، لقد كانا دوماً يعملان و يبحثان عن أعمال كثيرة تساعدهما على المعيشة.

لذا هي لم تغضب منهما، لأنّها مسبقاً تعلم أنهما يفعلان كلّ هذا لصالحها، لذا عندما يكونان والديّها متفرغان، هي تقضي كلّ ثانية معهما ولا تضيعها ابداً.
والدا مينجاي جعلاها تدرس في المنزل للحفاظ على المال، و لهذا هي لم تخرج كثيراً، و لم تحصل على اصدقاء.

الصديقة الوحيدة التي حصلت عليها كانت أنا، كانت وحيدة للغاية. هي كانت بحاجة لشخصٍ ما يكون معها عندما لا أستطيع أنا البقاء بجانبها او حتى والديها."
سوهيون شرحت ليَّ كُلّ شيء.

"هذا هو السبب في أنك ثمينٌ للغاية بالنسبة لها. يونغي، أنت الشخص الوحيد الذي ملأ فراغ قلبها، هي لازالت تمر بهذا الوقت حتى الان، و من المؤسف أنّه ليس شيئاً تشاركني به. ولكن معك، هي من أخبرتك، أليس كذلك؟"
اومأت لها أنّ نعم، ببطء.

"كن جيداً لها يونغي، هي قد تكون متعجرفة قليلاً لكن موت والديها قد ترك أثراً عليها. على الرغم من أنّ الوقت يمضي الا أنّ الحادثة أثرت على قلبها بشكلٍ سلبي، خصوصاً و أنّ والديها قُتلا بوحشية من قبل والديك."

"أنتِ أخذتِ ذلك من الأدلة أليس كذلك؟ أعني بشأن أنَّ والداي من قتلا والديها؟"
أنا سألتها، مستغرباً من كيف أنّها عرفت أمر والداي. على الرغم من أنني لن أكون متفاجئاً إن كانت مينجاي من أخبرتها بذلك. ولكن... مينجاي لم تخبر سوهيون كيف والداها ماتا اصلاً.

"آسفة لجعلك تنتظر يونغي، لم اجد— سوهيون! مالذي تفعلينه هنا؟"
مينجاي تساءلت.

كيف دخلت الى هنا بهذا الهدوء...

"اوه! تعلمين فقط أخبر يونغي إن حطّم قلبكِ فسوف أحطّم عظامه عزيزتي."
تبسمت، كما لو أنّ شيئاً لم يكن.

"صحيح... اياً يكن، نستطيع الذهاب الان."
مينجاي اردفت، تشير اليَّ بأنّ اتبعها، لوحت لسوهيون بخفة كوداعاً.

"استمتعا أنتما الاثنين!"

~~~~~~~~~

حرمان النَوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن